تحولت أنظار العالم صوب مصر، ترقبًا لنقل المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير، إلى متحف الحضارة بالفسطاط، وذلك عقب تصريح الدكتور زاهى حواس، وزير الآثار الأسبق مايو الماضي، بأن وزارة الآثار ستقوم فى 15 يونيو بنقل المومياوات الملكية فى موكب عالمى من المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط. وأشار حواس خلال فعاليات المؤتمر الدولى الخامس للمتحف المصرى الكبير 4 مايو الماضي، بحضور وزير الآثار الدكتور خالد العناني، إلى أنه يجرى استكمال المشروع المصرى لدراسة المومياوات الملكية، ما دفع وزير الآثار حينها للإعلان عن شراء جهاز حديث على أعلى مستوى للمحافظة على المومياوات التى سيتم نقلها للمتحف. وأوضح أنه من المقرر خلال الفترة الحالية افتتاح 3 قاعات جديدة بمتحف الحضارة، تضم قاعة العرض المركزي، التى ستعرض عددًا من القطع الأثرية من الحقب التاريخية المختلفة فى مصر منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، وقاعة المومياوات الملكية، التى ستضم 20 مومياء ملكية، وسيتم نقلها من المتحف المصرى بالتحرير، وقاعة العاصمة وهى عبارة عن قاعة وسائط متعددة «مالتى ميديا» لسرد تاريخ عاصمة مصر على مر العصور التاريخية المختلفة والحضارات المتعددة، إلا أن النقل لم يتم فى الموعد المُعلن من قبل على لسان حواس ربما لعدم اكتمال التجهيزات. وخلال شهر يونيو الماضى أعلن الدكتور خالد العنانى وزير الآثار، مرة أخرى، أنه سيتم الإعلان عن موعد نقل المومياوات الملكية وتفاصيل الموكب المصاحب لنقلها من المتحف المصرى بالتحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط قريبا ولم يحدد وقتا معينا، مشيرًا إلى أنه سيسبق الموعد انعقاد مؤتمر صحفى كبير. وأكد أنه سيتم نقل 22 مومياء و17 تابوتا فى موكب ضخم جدا وأن جميع المصريين ستتاح لهم المشاهدة مؤكدا أن نقل المومياوات لن يتم قبل سبتمبر المقبل، وسيكون خط السير مؤمن وفى مظهر حضارى يشهد له العالم. وقال العنانى خلال جولة تفقدية أجراها بمتحف الحضارة المصرية فى يونيو الماضى: إنه تم افتتاح قاعة واحدة بشكل مؤقت فى العام 2017، وهذا العام تم الانتهاء من 9 قاعات تسع حوالى 2000 متر مربع وسوف تحتضن آثارا تنتمى لمختلف العصور، لافتا إلى أن القاعات السفلية للمتحف سيكون بها الطريق للعالم الملكى؛ حيث المومياوات الملكية والتى ستكون أكبر قاعات لعرض المومياوات الملكية. ولفت إلى أن قاعة العرض الرئيسية تضم فتارين من أفضل فتارين العرض بالعالم والتى يعمل عليها مجموعة من الخبراء الألمان، والتي لها مميزات خاصة. وقال الدكتور مؤمن عثمان، مدير عام الترميم بالمتحف المصرى بالتحرير: إن هناك خطة ترميم للمومياوات الملكية التي سيتم نقلها فى موكب أسطورى لقاعة العرض المتحفي المخصصة لها بالمتحف القومى للحضارة، حيث يعكف المرممون المصريون على التقنيات التى ستتم قبل نقل المومياوات. وأضاف عثمان فى تصريحات خاصة ل«البوابة نيوز» أن المومياوات الملكية سيتم وضعها فيما يسمى ب«الكبسولة النيتروجينية»، وهى التقنية التى تم استخدامها مع مومياء الصارخ ومومياء «يويا»، والتى تعود للأسرة 18 «دولة حديثة»، والتى أجريت لها عمليات التعقيم والحفظ باستخدام تقنية البالونة أو كبسولة النيتروجين، كما سيتم وضع المومياء على حامل مصنوع من الألومنيوم، وهو عبارة عن سبيكة أمريكية من معدن خامل، والذى لا يحدث له أى تفاعلات أو انبعاثات من المعدن إلى المومياء، وهذا الحامل سيأخذ شكل ظهر المومياء كى يضمن عدم حدوث أى حركة. وتابع مدير الترميم بالمتحف المصرى بالتحرير، أنه بعد وضع الحامل وعليه المومياء بداخل الكبسولة سيتم ضخ غاز النيتروجين الخامل، بالإضافة إلى نظام لضبط درجات الحرارة والرطوبة داخل غلاف الكبسولة، ويتم غلقها بالكامل، كما سيتم وضع الكبسولة داخل صندوق خشبى، والذى يتم بداخله عملية التغليف، وذلك لضمان ثبات درجة الحرارة والرطوبة والغاز الخامل. وأوضح أنه سيتم استخدام أجود الخامات فى العالم وهى جميعها مواد خاملة كيميائيًا، لضمان عدم تفاعلها مع المومياء أثناء عملية النقل، وحتى وصولها ووضعها بداخل فتارين العرض المجهزة بداخل متحف الحضارة وهى فتارين عرض خالية من الأكسجين.