من علاقات الحب والزواج الخالدة في تاريخ السينما المصرية هي علاقة الحب الكبيرة بين الفنانة ليلى مراد والفنان أنور وجدي، ففي 17 يوليو 1945، وجه أنور وجدى الذي كان يخوض تجربة الإخراج الأولى الدعوة إلى جميع أفراد أسرة فيلم ليلى بنت الفقراء" لحضور تصوير المشهد الأخير بالفيلم، وهو عبارة عن حفل زفاف بطل العمل أنور وجدي على بطلته ليلى مراد وفقا للسيناريو الذي كتبه المخرج كمال سليم قبل رحيله كما دعا أنور الصحافة الفنية لحضور هذا الحدث الذي تعامل معه الجميع على أنه حدث فنى محض ولكن فاجأ أنور الكل بعد أن انتهى من تصوير المشهد الذي ارتدت فيه ليلى فستان الزفاف بأنه عقد قرانه عليها بالفعل قبل يومين في محكمة مصر الابتدائية الشرعية، وأنهما قد أسسا عش الزوجية في شقتهما بعمارة الإيموبيليا. خبر زواجهما قلب الوسط الفني ليس لبقاء ليلى على ديانتها اليهودية فقط ولكن لقبول ليلى الزواج من أنور الذي كان يشق طريقه نحو النجومية والشهرة، بينما كانت هي أشهر نجمات زمانها، كما ان انور معروف عنه تعدد الزواج والعلاقات النسائية، ولم تكن ليلى قد سبق لها الزواج أو ارتبط اسمها حتى بأى شائعة في هذا الإطار. كانت ليلى تنزعج من أصوات أذان الفجر، وعليه طلبت من أنور أن يستأجر شقة جديدة بدلًا من منزلهما بعمارة الإيموبيليا بشارع شريف، وفي أحد الأيام ودون سابق إنذار، استيقظت على صوت الأذان لكنها طلبت هذه المرة من أنور أن تُشهر إسلامها لاستمتاعها بجمال صوت المؤذن، وهو ما حدث في 27 رمضان عام 1946. واستمرت الحياة الزوجية بين ليلى وأنور 8 سنوات، وأعلنا انفصالهما خلالها 3 مرات، وكانت الأسباب متعددة وفى 12 سبتمبر 1952، أي بعد قيام ثورة 23 يوليو بأقل من شهرين، نشرت صحيفة، إن الحكومة السورية قررت منع أغانى ليلى مراد وأفلامها في سوريا، لأنها تبرعت لإسرائيل بمبلغ 50 ألف جنيه، وكان الخبر مثيرا ومفزعا ليس على ليلى فقط، وإنما على الحالة السياسية كلها وامتد قرار المنع لدول عربية أخرى مثل الأردن، ولم يقتصر المنع على الفيلم، بل تضمن كل أفلامها، وأسرعت الحكومة السورية بوضع اسمها في القائمة السوداء للمقاطعة، وتبعتها كل الدول العربية، وكانت الأحداث بمثابة صدمة لأنور، لأنه عندما صدر القرار بإيقاف أفلامها كانت هي أفلامه أيضا التي أنتجها، فخسر الكثير في السوق العربية، وعندما سمعت ليلى قالت: "الله يجازيك يا أنور". فكانت علاقة أنور وجدى بزوجته ليلى مراد، بها مشاحنات كثيرة بينهما بسبب الغيرة، تلك الغيرة التي وصلت إلى حد الاعتداء عليها بالضرب، وحاول بعد طلاقهما أن يصب عليها غضبه، بل سعى إلى الإضرار بها، فأخذ يشيع أنها زارت إسرائيل في إحدى سفرياتها إلى الخارج وسرب النبأ إلى بعض الصحف والمجلات، وترددت الشائعة فقامت الدول بمقاطعة ليلى وكان أنور الخاسر في هذه القارات لانه مشارك في اغلب افلام ليلى مراد. وكان من المعروف عن انور وجدي حبه للمال وكان يردد دائمًا أن الجنيه الذي يدخل خزنته لا يمكن أن يخرج منها بأى حال من الأحوال، وكانت ليلى مراد هي حبه الكبير، ولولا حرصه على المال وعلى ألا يدفع لها أجرًا عن أي فيلم تمثله لشركته، بحجة أنها شريكة حياته، ما تعرضت حياتهما للمشاكل لتنتهى بالطلاق، وفي النهاية تزوج من الفنانة ليلى فوزي وقال لجمال الليثى بعد زواجه منها "لقد تزوجتها لأن اسمها ليلى". وبعد زواجه من ليلى فوزي اشتد المرض على أنور وسافر إلى السويد للعلاج، حتى إنه أُصيب بالعمى بعد 3 أيام من وصوله إلى استوكهولم، وفارق الحياة في 14 مايو عام 1955، بعمر 51 عامًا، وعادت ليلى مع نعشه، وحزنت عليه حزنًا شديدًا أبعدها عن السينما عدة سنوات