قال مجلس دبي لمستقبل الإعلام إن صناعة الدعاية والإعلان يُقدَّر حجمها عالمياً بنحو 617 مليار دولار، بينما تهيمن الدعاية الرقمية بصورة كبيرة على هذه الصناعة المتنامية سواء عالمياً أو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأفاد بيان عن الإجتماع بأن المجلس استعرض خلال اجتماعه اليوم الأربعاء برئاسة منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، واقع الإعلام المحلي وأهم التطورات التي شهدها خلال السنوات القليلة الماضية في ضوء أحدث التوجهات العالمية للعمل الإعلامي، وذلك في إطار سعي المجلس إلى تطوير استراتيجية تكفل الارتقاء بقدرات قطاع الإعلام في إمارة دبي ترسيخاً لدورها ومكانتها كعاصمة للإعلام في المنطقة. ولفتت منى المرّي إلى الفرص الكبيرة التي لا يزال قطاع الدعاية والإعلان يطرحها في ظل نموه العالمي المطرد، موضحة أن متوسط الإنفاق الإعلاني بالنسبة للفرد في هذا المجال لا يتعدى 6.17 دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما يصل إلى حوالي 680 دولار في الولاياتالمتحدة، و270 دولار في غرب أوروبا، ما يشير إلى وجود فرص كبيرة للنمو في هذا القطاع في نطاق المنطقة، بما يتطلبه ذلك لبحث السبل اللازمة لتشجيع القطاع وتحفيز الشركات العاملة في هذا المجال وإتاحة المجال أكبر لاكتشاف ما يمكن ان تناله من فرص لتنمية أعمالها. وأشارت إلى بعض الإحصاءات التي توضح ارتفاع حصة الدعاية الرقمية في مجال صناعة الدعاية والإعلان سواء عالمياً أو إقليمياً حيث وصلت نسبة الدعاية الرقمية حول العالم في العام 2018 إلى أكثر من 46% مقارنة بنحو 36% في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما حلّت الدعاية التلفزيونية ثانيةً بنسبة 33% عالمياً و24% في المنطقة، في حين تقلص نصيب الدعاية الإذاعية إلى 5% عالمياً و7% إقليمياً، مؤكدة أن الأرقام توضح ان الاتجاه الإعلاني أصبح الآن يسير في اتجاه الخيار الرقمي بما يستدعيه ذلك للنظر في كيفية مواكبة هذا التطور وإيجاد الحلول التي تضمن توظيفه بأسلوب يخدم الأهداف الاستراتيجية لقطاع الإعلام في دبي. وناقش الاجتماع، عدداً من الموضوعات المهمة المتعلقة بالأهداف الاستراتيجية للمجلس سعياً للتعرف على أبرز ملامح مستقبل الإعلام العالمي وأهم العوامل المؤثرة في تشكيلها وتناول التطور السريع والمستمر في دور المنصات الإعلامية وتنامي أهمية المحتوى، كما استعرض أبرز العناصر التي تتحكم اليوم في عالم البيانات والذكاء الاصطناعي وكيفية توظيفهما في المجال الإعلامي. واستعرض الاجتماع كذلك أهم المحركات المسيطرة على المشهد الإعلامي عالمياً وأهم المؤثرات التي تهمين على تحديد مسارات واتجاهات الإعلام العالمي في العصر الراهن والمتوقع منها على المدى القريب. وتناول النقاش أيضاً تطور المنصات المختلفة التي تمثل القنوات التي يصل من خلالها المُتلقِّي إلى المحتوى الإعلامي والتي بات يسيطر عليها الطبيعة "النقالة" وأصبحت تمثل البيئة الأكثر أهمية لتوزيع المحتوى، إذ تُظهر الدراسات السوقية تزايد أهمية "الهاتف النقال" بصورة لافتة مقابل منصتي التلفزيون وجهاز الحاسوب. وأكدت منى المرّي خلال الاجتماع أهمية تتبع خطوات العالم في مضمار الإعلام والتعرف على أحدث الاتجاهات العالمية في هذا المجال، مشيرة إلى أن القواعد التي حكمت العمل الإعلامي قديماً تواجه ضغوطات كبيرة في مواجهة التحولات العالمية التي تدفع في اتجاه استبدال تلك القواعد، ذلك في الوقت الذي يتجه فيه العالم إلى الخيارات الرقمية والنقالة بينما يشهد قطاع الإعلام تحولاً من التركيز على المحتوى المناسب للجماهير كافة إلى تقديم محتوى الموجَّه إلى الأفراد والمجتمعات الصغيرة، فضلاً عن التحول الذي تشهده الصناعة ذاتها في التحوّل من خيارات التحكم اليدوي إلى التحكم الآلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وقالت إن المجلس عليه أن يراقب ويرصد ويحلل تلك المعطيات للخروج بتصورات واضحة ومتكاملة عما يجب القيام به من خطوات تكفل لقطاع الإعلام في دبي ألا يكون فقط مواكباً لهذا الحراك الإعلامي العالمي بشقيّه التقني والمهني، بل أيضاً أن يصبح شريكاً مؤثراً في صنع مستقبل الإعلام في المنطقة، وبما يرقى إلى مستوى التميز الذي حققته الإمارة في شتى القطاعات.