تشكل المقتنيات الخاصة بالجماعة الفنية، التى يحتفظ بها متحف المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إرثا فنيا ضخما، نظرا لما يحفظه من تاريخ يمثل حركة وتطور الفنون المسرحية والموسيقية والغنائية بشكل كبير. رحل الفنان الكوميديان الراقى عبدالمنعم إبراهيم، الذى قدم الكوميديا الأخلاقية التى تنبع من مشاكل المجتمع، وترك إرثا كبيرا من أعماله ومقتنياته الخاصة، وكثيرا ما يظهر فى بعض أعماله مرتديا الطربوش والبدلة، مجسدا بها العديد من الأدوار «الأفندي» أو «البيك»، كما شاهدناه فى الأعمال المسرحية والسينمائية والدرامية، ومن بينها شخصية «يس» الابن الأكبر للسيد أحمد عبدالجواد فى «بين القصرين»، و«السكرية» من روائع الأديب العالمى نجيب محفوظ، وغيرها من الأعمال. استطاع أن يحفر اسمه بين أعمدة المسرح المصرى والعربي، ونجح المركز القومى للمسرح بعد وفاته فى التواصل مع أفراد عائلته وضم جزءا من مقتنياته الشخصية، وكانت من بينها بدلته الشخصية، إلى جانب طربوشه الخاص و«مبسم السجاير»، ونظارته الخاصة، وضمها لمتحف المركز الذى يحوى العديد من مقتنيات الفنانين والمبدعين لكى يتعرف عليها الأجيال. كان والده دائما يذهب لمشاهدة أعمال على الكسار فى شارع عماد الدين، ويصحبه معه وهو صغير حبا فى هذا الفن منذ الصغر، بعد أن تخرج فى المعهد العالى للفنون المسرحية فى 1949. تتلمذ على يد الفنان العبقرى زكى طليمات الذى ضمه إلى فرقة المسرح المصرى الحديث التى أسسها طليمات فى 1954، وقدم من خلال هذه الفرقة مسرحية «مسمار جحا» للمؤلف أحمد باكثير، و«ست البنات» للمؤلف أمين يوسف غراب، حتى استقال من عمله الحكومى فى إحدى مؤسسات الدولة، وتفرغ إلى التمثيل فى مسرح الدولة وترك فرقة المسرح الحديث فى 1955، ثم انضم بعد ذلك إلى فرقة إسماعيل يس، التى تكونت فى تلك الفترة فى 1956، وقدم من خلال هذه الفرقة مجموعة من الأعمال المسرحية من بينها «معركة بورسعيد»، «تحت الرماد»، «الخطاب المفقود»، «جمهورية فرحات»، «جمعية قتل الزوجات»، «الأيدى القذرة» فى 1959 للمؤلف جان بول سارتر. وقدم إبراهيم موسما مسرحيا لاقى العديد من النجاحات الجماهيرية والنقدية، من بين هذه المسرحيات «خمس نجوم»، «مسمار جحا» فى 1952، «سكة السلامة»، «حلاق بغداد»، «ست البنات»، «معروف الإسكافى»، وكان من الفنانين الذين يجيدون النطق باللغة العربية الفصحى، ما ساعده على تقديم مجموعة من الشخصيات مثل «الشيخ الأزهري». وفى عام 1942 جسد رواية «الضحية» على مسرح الأزبكية فى المسرح القومي، من إخراج عبدالمنعم مدبولي، و«أولاد السفاح» للمخرج جورج أبيض فى 1942، و«حلاق بغداد» رائعة من روائع الكاتب ألفريد فرج، إخراج فاروق الدمرداش، والتى قدمت على خشبة المسرح القومى فى 1963، وشاركه البطولة الفنان عبدالرحمن أبوزهرة، ولاقت نجاحا كبيرا فى حياته، ورغم تنبؤ صديقه بعدم نجاحها، إلا أنه تحدى ذاته أمامها، وقرأ هذا العمل حوالى ثلاث مرات وقرر بعدها قبوله تجسيد دور «الحلاق»، وحققت المسرحية خلال موسم العرض فى 1964 نجاحا باهرا، وكانت أكثر مبيعا على خشبة المسرح القومى آنذاك، وبلغت عدد حفلاتها 33 حفلة.