في بعض الأحيان، يتزامن قدوم شهر رمضان مع امتحانات الطلاب في مختلف المراحل الدراسية سواء في المدارس أو الجامعات أيضًا، الأمر الذي يحدث بالفعل في الشهر المبارك هذا العام، حيث استعدت جامعتا القاهرة حلوان لموسم الامتحانات، وذلك بإجراء كافة الترتيبات الخاصة بسير أعمال امتحانات الفصل الدراسي الثاني للعام الجامعي. وتُثير مسألة قدوم الامتحانات للطلاب خلال شهر رمضان، حالة من الجدل بين أولياء الأمور والطلاب أيضًا، خاصةً في حالة جواز إفطار الطلاب أثناء تأدية امتحاناتهم في شهر رمضان من عدمه لمحاولة التركيز خصوصًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي حسمته دار الإفتاء المصرية، قائلة: إن صيام رمضان واجب على كل مسلم مكلَّف صحيح مقيم، والواجبات الشرعية منوطة بالقدرة والاستطاعة؛ فإذا عجز المكلف عن الصوم أو لحقَتْه منه مشقة لا قدرة له على تحملها: جاز له الإفطار شرعًا؛ ونص الفقهاء على إباحة الفطر لمن يجهدهم العمل الذي لا بد لهم من أدائه ويشق عليهم بحيث لا يستطيعون أداءه مع الصوم الواجب، ومنهم أصحاب الحِرَف الشاقة، كعُمَّال المناجم وقطع الأحجار، والحصَّادين، والخبازين، الذين لا بد لهم من مزاولة هذه الأعمال لضرورة الحياة أو نفقة العيال. وأوضحت أنه يجوز للطلاب المكلفين الإفطارُ في شهر رمضان، إذا كانوا يتضررون بالصوم فيه، أو يغلب على ظنهم ذلك، بالرسوب أو ضعف المستوى الدراسي، ولم يكن لهم بد من الاستمرار في الدراسة أو المذاكرة أو أداء الامتحان في رمضان، بحيث لو استمروا صائمين مع ذلك لضعفوا عن مذاكرتهم وأداء امتحاناتهم التي لا بد لهم منها، فيجوز لهم الفطر في الأيام التي يحتاجون فيها للمذاكرة أو أداء الامتحانات احتياجًا لا بد منه، وعليهم قضاء ما أفطروه بعد رمضان عند زوال العذر. الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس ناقشنا خبراء علم النفس، حيث ترى الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن امتحانات طلاب الجامعة تحديدًا في شهر رمضان أمر معتاد عليه منذ سنوات طويلة، حيث أنه في حالة تأخير الامتحانات ستتصادم مع العام الجديد، موضحة أنه من الممكن تقديم مواعيد إجرائها إلا أنها لن تنتهي كافة الامتحانات قبل قدوم الشهر المبارك، وبالتالي مما يستوجب على الطلاب تنظيم أنفسهم جيدًا خلال الشهر وتنظيم الوقت للتحصيل والمذاكرة وتأدية الامتحانات. وتابعت خضر، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن الأجيال السابقة التي خاضت الامتحانات خلال شهر رمضان استطاعت التحصيل الجيد والتخرج من الجامعة بتقديرات مرتفعة، نتيجة قيامهم بتنظيم الوقت بشكل جيد وإدارة أنفسهم بشكل سليم من أجل النجاح والتفوق، وسط الصعوبات التي قد يواجهونها مثل الصيام خلال شهر رمضان وتأدية الامتحانات، مشددة على ضرورة تنظيم الأسرة وقتها أيضًا وتوفير كافة سبل الراحة للطلاب للمذاكرة بشكل جيد. بينما يقول الدكتور طلعت عبد الحميد، الخبير التربوي، إن تنظيم الوقت والامتحانات واختيار المواعيد أمر ضروري ينصب على المسئولين داخل المدارس والجامعات بشكل كبير، ولابد من إدارة العملية بشكل سليم، مشيرًا إلى أن الطلاب بحاجة إلى تحديد أهدافهم ويضع الآليات والوسائل ومن ثم سبل تحقيق هذه الأهداف، أما فيما يخص صيام الطلاب فإن الدين الإسلامي حرص على عدم تسبب الضرر للمسلمين، بقوله "لا ضرر ولا ضرار". وأضاف عبد الحميد، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، أن التخطيط عامل ضروري للنجاح في أي من الأمور الدراسية أو العملية أو الحياتية، قائلًا: "من لا يخطط، يخطط للفشل"، وبالتالي فإنه بناءً على خطته لأي من الأمور التي يريد عملها مهما كانت الظروف مثل صيام شهر رمضان وإن كانت صعبة، فإن الناجح هو من يخطط لها بشكل جيد منذ بداية العام الدراسي، مما يصب في صالح التحصيل الجيد أثناء تأدية الامتحانات.