رغم ارتفاع أسعار منتجات الألبان واللحوم مع دخول الشهر الكريم، إلا أن هناك جانبا آخر من الحكاية وهو تربية المواشي التي تنتج الألبان واللحوم، فتربية المواشي تعاني من حالة كبيرة من الركود في الفترة الأخيرة، كما تواجهها العديد من المشكلات، أبرزها ارتفاع أسعار الأعلاف. ويرى العديد من الخبراء أن تكاليف تسمين الماشية أصبحت باهظة بالمقارنة بالعائد المادي الذي يعود على المربين، وهو الأمر الذي يكبد صغار المربين خسائر متتالية في الآونة الأخيرة. وفي هذا السياق، أكد نقيب الفلاحين، حسين أبو صدام، أن صغار الفلاحين يتكبدون خسائر كبيرة في خلال الأشهر الماضية، في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف المستخدمة في تثمين المواشي، كذا ارتفاع تكاليف التربية مثل ارتفاع أسعار التبن والبرسيم وغيرها من المواد التي تدخل في تربية الماشية. ويرى أبو صدام، أن مصر رغم الإنتاج الكبير في قطاع المواشي، لديها عجز في قطاع اللحوم، الأمر الذي يدفعنا لاستيراد كميات كبيرة من اللحوم المجمدة أو رءوس الماشية الحية، لافتا إلى أن الفجوة الغذائية في مصر من اللحوم الحمراء وصلت إلى 50%، نتيجة الزيادة السكانية المستمرة، فيما بلغ إجمالي رءوس الماشية (أبقار- جاموس - ماعز - جمال) بمصر يصل إلى 20 مليون رأس تقريبا. كما أشار النقيب إلى أن المربين يواجهون شبح الخسائر على جميع الاصعدة، فبداية ارتفعت أسعار الأعلاف بشكل ملحوظ، في ظل أن عدد مصانع الأعلاف لا يزيد على 200 مصنع مرخص، واختفت مصانع الاعلاف الحكومية، الأمر الذي رمى الكرة برمتها في ملعب القطاع الخاص لترتفع الأسعار بشكل متزايد ومستمر، كما أن تكاليف الإنتاج ارتفعت أيضا نتيجة ارتفاع تكاليف الخدمات البيطرية لتحصين المواشي وعلاجها، ونقص حملات التوعية والإرشاد لصغار المربين. ولوقف نزيف الخسائر، دعا نقيب الفلاحين الحكومة إلى تحرك عاجل لإنقاذ مستقبل الثروة الحيوانية في مصر، من خلال وقف تصدير السيلاج والبرسيم الحجازي والتبن للخارج، ودعم صغار المربين بقروض ميسرة تنهض بمشروعاتهم، ووقف استيراد اللحوم الحية والأبقار الحلابة، كما دعا للسيطرة على سوق الأعلاف حتى تنخفض تكاليف تربية الماشية وإنقاذ صغار المربين قبل أن يعزفوا عن القطاع، بعد خروج عدد كبير عن تربية الماشية نتيجة الخسائر. من جهته، أكد محمد وهبه، رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية، أن خروج قطاع كبير من المربين كان نتيجة حتمية للتراجع المستمر لأسعار المواشي، في ظل حالة من الركود التي تسيطر على السوق منذ عيد الأضحى الماضي، حيث انخفض سعر الكيلو العجالي القائم بقيمة تتراوح بين 13 و15 جنيهًا منذ عيد الأضحى، نتيجة لقلة السحب من قبل الجزارين. وقال وهبة إن تراجع أسعار الماشية القائمة يعد مؤشرا خطيرا يهدد الثروة الحيوانية في مصر، لافتا إلى أن الإقبال على اللحوم في تراجع مستمر، رغم قدوم المواسم التي كانت تنعش سوق اللحوم طوال السنوات الماضية. وطالب رئيس شعبة القصابين بضرورة اتخاذ إجراءات اقتصادية جديدة للنهوض بتربية المواشي، متوقعا أن تستمر أسعار اللحوم بالأسواق في الانخفاض حال استمر انخفاض سعر "القائم".