عالم إسلامي مصري، وأحد شيوخ الجامع الأزهر، نال جائزة عالمية، واستحق أن يكون عضوا بارزا في جماعة كبار العلماء، هو الشيخ "محمود شلتوت". ولد الشيخ محمود شلتوت بمدينة البحيرة عام 1893، وهو عالم إسلامي مصري وشيخ الجامع الأزهر، نال إجازة العالمية سنة 1918م، وعين مدرسًا بالمعاهد ثمّ بالقسم العالي ثمّ مدرسًا بأقسام التخصص، ثمّ وكيلًا لكلية الشريعة، ثمّ عضوًا في جماعة كبار العلماء، ثمّ شيخًا للأزهر سنة 1958م، وكان عضوًا بمجمع اللغة العربية، كما كان أول حامل للقب الإمام الأكبر. أثارت فتواه جدلا كبيرا وعرفت باسم "فتوى شلتوت"، وهي فتوى صدرت في عام 1959م، أجاز فيها الشيخ التعبّد بالمذهب الشيعي الجعفري باعتباره مذهبًا إسلاميًا كالمذاهب السنية الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية. أنكر الكثيرون أن تصدر مثل هذة الفتوى عن الشيخ، إلا أن هناك من أقر بصحتها استنادا إلى فكر الشيخ حيث كان أحد الأعضاء المؤسسين لدار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي كانت تعمل على التقريب بين السنة والشيعة. نص الفتوى: إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الإمامية الإثنى عشرية، مذهب يجوز التعبد به شرعًا كسائر مذاهب أهل السنة، فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير حق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى، يجوز لمن ليس أهلا للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقررونه في فقههم، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات. وأبرز الذين شككوا في صحة الفتوى كان يوسف القرضاوي حيث قال: تراث الشيخ شلتوت أنا أعلم الناس به، ما رأيت هذه الفتوى في حياتي قط ولم اسمع عنها. أما الشيخ محمد الغزالي فقد أعتقد بصحتها حيث قال في إحدى كتاباته:أعتقد أن فتوى الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت شوط واسع في هذا السبيل، وهو استئناف لجهد المخلصين من أهل السنة وأهل العلم جميعا، وتكذيب لما يتوقعه المستشرقون من أن الأحقاد سوف تأكل هذه الأمة قبل أن تلتقي صفوفها تحت راية واحدة وهذه الفتوى في نظري بداية الطريق، وأول العمل. وسواءا صحت الفتوى أو دست على الشيخ شلتوت لا ينكر عاقل، فضل الشيخ شلتوت، باعتباره أحد شيوخ الأزهر المستنيرين، وقد صدر في عهد مشيخته قانون إصلاح الأزهر، سنة 1961م، ودخلت في عهده العلوم الحديثة إلى الأزهر، كما أنشئت عدة كليات فيه، وأنشأ مجمع توحيد المذاهب الإسلامية. توفي في يوم 12 فبراير من عام 1963م.