فى شارع صغير يطلق عليه ابن خلدون، كانت استعدادات لإقامة عقيقة نجل أحد الأهالى، الأطفال يلعبون ويلهون فرحًا حول تلك المناسبة السعيدة، يجرون خلف بعضهم، وبينهم آدم، طفل بريء الملامح، هادئ الحركات، تجمعوا حول الطباخ، قائلين: "عمى إدينا كفتة". أسرع آدم صاحب الأعوام الستة، وخرج سعيدًا معهم ليأكل قطع الكفتة فى الشارع فهو يعشقها، ولكن كانت تلك القطعة من الكفتة هى آخر ما يأكله آدم، فهناك ذئب مفترس كان ينتظره، أنها زوجة عمه الشريرة، استدرجته، ذبحته، بسكين حاد. واقعة مأساوية، تفاصيلها مرعبة ومحزنة، طفل بريء ليس له ذنب سوي أنه نجل لزوجة عم، متحجرة القلب، خططت ونفذت واعترفت، أحدثت جرح فى رقبته بسكين حاد وأخفت جثته، كل ذلك بسبب الغيرة"، وانتقلت "البوابة نيوز" إلى مسرح الجريمة، لتحقق فى تلك الواقعة المأساوية التى هزت المنطقة كلها، من خلال روايات الأهالى والجيران فى المنطقة. الأم تنصح زوجها: خلى بالك من آدم عمره لا يتعدى ال 6 سنوات، طفلًا بريئًا، تعلق قلبه الصغير بالصلاة، اعتاد التوجه إلى المسجد لأداء الصلوات، وفى يوم جمعة، استيقظ قبل والده استعدادًا للصلاة معه، وبعدما انتهوا وعادوا إلى غرفتهم الموجودة بالطابق الأول من العقار الذى يتولى والده حراسته، سمع أمه تخبر والده أنها ذاهبة إلى السوق لتحضر متطلبات المنزل، سمعها تنصح أبوه بأن يتولى الاهتمام به وألا يغيب عن بصره حتى تعود، فيجيبها الأب بألا تقلق، وأن آدم فى رعايته، ثم تنصرف الأم مطمئنة. الطفل يلعب مع أصدقائه بالشارع آدم الصغير، جذبه لعب أصدقائه من أطفال المنطقة، جمعتهم عقيقة أقيمت فى الشارع، التفوا حولها فرحًا، فهم يعشقون مثل تلك المناسبات التى ترتفع فيها أصوات القرآن الكريم والأدعية من السماعات الموجودة أمام منزل صاحب العقيقة. آدم يأكل الكفتة.. وتترصد المتهمة له وتذبحه رصدت أعينهم طباخ العقيقة، تجمعوا حوله، طلبوا منه أن يعطيهم قطعًا من الكفته التى يحضرها، أعطى كلا منهم صباعًا من الكفته التى يعشقها آدم، أسرع مع الأطفال الى الشارع يحتفلون ويرقصون، البراءة عنوان تلك اللوحة الجميلة، ولكن هناك شيطانًا أراد أن يفسدها، أراد أن يفسد كل سىء، كان يضايقها لعبه فى الشارع، لأنها كانت تكرهه بشدة نظرًا لحب زوجها الشديد له، ومقارنتها بأمه، تتحرك نحوه وتطلب منه أن يتوقف عن اللعب، يرفض الطفل، لتأخذه داخل الغرفة وتعتدى عليه، وهو يشاهدها متفرجًا متعجبًا مهما يحدث له. ماذا تفعل زوجة عمى؟ لماذا تضربني؟ إنها أسئلة آدم التى لم تجد الإجابات، ولكنها تتردد بداخل الطفل البريء، أسئلة متكررة أوقفتها سكينًا تمسكها الشيطانة لتذبحه بقسوة، جرح قاسي، الدم الطاهر يتساقط بغزارة على الأرض، أسرعت الزوجة المجرمة لتضع جثة آدم أسفل السجادة وتلقى السكين بداخل الحمام. 6 سنوات من البراءة انتهت فى 5 دقائق 6 سنوات من البراءة انتهت فى 5 دقايق، قتل البريء آدم لم يستغرق الكثير فى يد القاتلة، تمر بعدها دقائق قليلة لتعود الأم قلقة من الخارج، تسأل الأم " أين آدم ؟.. يلتفت حوله فلا يجده، أسرع الى أول الشارع فلم يجده، آدم أختفي، توقفت سماعات العقيقة، توقف الطباخ، توقف الأطفال عن اللعب، كل شيء توقف، الجميع أصبح يبحث عن آدم المختفي، محاولات للبحث عنه أستمرت من الثانية والنصف عصرًا وحتى الخامسة مساء. المتهمة لزوجها: ما تدوروش عليه أنا ذبحته زوجة العم القتيلة، تشارك فى البحث مع الأهالى، ثم تفاجئهم بتصرف غير عقلانى، تهرول داخل الشارع وتتلفظ بكلمات غير مفهومة، ثم تعود مرة أخرى لتبحث عنهم، وفى تمام الخامسة مساءً تفاجىء زوجها بأنها من قتلت أدم وتقص عليها جريمتها كاملة " ما تدوروش عليه، أنا ذبحته"، وتخبره عن مكان الجثة والسلاح، وبالفعل يجدوا الجسد الطاهر بداخل البرميل واضعة فوقه سجادة، والسكين الملطخة بالدماء بداخل الحمام، ليحضر رجال المباحث برئاسة المقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم إلى مكان الواقعة، ويتم القبض على المتهمة التى اعترفت بارتكابها الواقعة، ويتم عرضها على طبيب نفسي للتأكد من سلامة قواها العقلية. المتهمة تصرفاتها غير منطقية المتهمة لم تكن تصرفاتها منطقية، كانت غريبة التصرف، وأصبح ذلك واضحًا خلال ال 5 أشهر الأخيرة، بعدما أجرت عملية ولادة قيصرية، ولكن نظرًا لأن الطبيب الذى أجرى العملية لم يقم بعملية تنظيف جيد للرحم، تسبب ذلك فى تدهور حالتها الصحية وأصابها بحمى، أثرت على عقلها، ومنذ ذلك اليوم وهى تتصرف بشكل غير منطقى، فتارة تحاول خنق زوجها وتارة أخرى تحاول قتل طفلها، وتارة تجرى فى الشارع أمام المارة بشكل غريب، ثم يخرج زوجها ليعيدها مرة أخرى. المتهمة لديها 4 أبناء، تقطن مع زوجها منذ نحو عامين، حيث يعملون فى حراسة العقارات، حيث جاء زوجها وأشقائه الأربعة لحراسة العقارات فى الشارع، حيث يبلغ سنها نحو 40 عامًا، جريمة قتل بشعة سببت حالة من الحزن الشديد بين الأهالى الذى أكدوا أن الأطفال فى المنطقة فى حالة رعب شديد منذ رؤيتهم منظر آدم ذبيحًا داخل البرميل أسفل سلم العقار، وأعلى منه سجادة. الغيرة سبب الجريمة تحقيقات النيابة العامة بجنوب الجيزة، كشفت الكثير من تفاصيل تلك الجريمة البشعة، حيث أمرت بعرض المتهمة على مصحة أمراض نفسية وعصبية، ووضعها تحت الملاحظة لمدة 45 يوما لبيان مدى سلامة قواها العقلية وإعداد تقرير بذلك. وأظهرت التحقيقات أن خلافات ظهرت بين المتهمة وزوجها بسبب مقارنتها بزوجة شقيقه في التعامل والتصرفات والمعيشة، تلك المعاملة أصابتها بحالة نفسية سيئة جعلتها لا تفكر في شئ سوء الإنتقام بعدما ملئ قلبها بالحقد والغيرة. وأضافت التحقيقات أن زوج المتهمة لم يكتفِ بذلك بل كان يتحدث كثيرا عن نجل شقيقه " المجني عليه" ومدى حبه له، أيضا ظهور خلافات بين الأسرتين بسبب الميراث كل تلك التصرفات زادت من كراهية المتهمة لأسرة المجني عليه. ورد لضباط مباحث قسم شرطة الهرم من أحد الأشخاص بالعثور على جثة طفل 6 سنوات مقتولا أسفل العقار الذي يقطن به، وعلى الفور انتقل رجال المباحث إلى مكان الواقعة، وتبين وجود جثة طفل به آثار ذبح بالرقبة، وتم ضبط المتهمة وتحرر المحضر اللازم وأخطرت النيابة للتحقيق.