اجتمع الفقر والمرض على أسرة "رشاد أبو سمك"، فى مركز أشمون بمحافظة المنوفية، وضاقت بهم سبل الحياة، فلم يجد الأب مفرًا فى معالجة أولاده الخمسة المصابين بأمراض عقلية وعصبية، سوى حبسهم فى "عشة فراخ" على سطح المنزل، طيلة عشرين عامًا. البداية تعود قبل 40 عامًا، عندما تزوج «رشاد أبو سمك» ورُزق ب5 أبناء، «3 ذكور و2 من الإناث»، جميعهم مصابون بأمراض عقلية وجسدية، فارتضى بنصيبه الذى اقتسمه قدره إياه، مكملًا حياته «أرزقى على باب الله» ليسد جوع أبنائه، ساعيًا لإيجاد علاج يداوى به فلذات كبده، فلم يترك بابًا إلا وطرقه، راجيًا الشفاء؛ ولكن دون جدوى، حتى واصل القدر إصراره لترحل زوجته وتتركه غارقًا وحده فى بحور العذاب، وبعد أن أنهك الحزن ما تبقى منه بوفاة زوجته؛ أصيب هو الآخر بضعف شديد فى عينيه ليظل الأب هائمًا فى بحر الظلمات طيلة حياته، أسيرًا داخل منزله عاجزًا عن مساعدة نفسه أو أبنائه. لم يعرف عم «رشاد» وأسرته للنور طريقًا، وكلما كبُر الأبناء زاد العذاب، فالأمراض العقلية تجعل البنتين تهرولان ليلًا ونهارًا فى الشوارع والبلدان، دون أدنى وعى أو إدراك، مما اضطر الأب لحبسهما فى «عشة فراخ» أعلى منزله، لمدة 20 عامًا، بعد أن رفضهما مستشفيا «شبين الكوم - والعباسية» للأمراض العقلية عشرات المرات، ويناشد عم رشاد المسئولين مساعدته حتى لا تظل «فاطمة ووفاء» لا تعرفان شيئًا عن الدنيا غير أربعة جدران فوق السطوح.