حذر تقرير نشرته صحيفة «جنيرال أنتسايجر» الألمانية تحت عنوان «تنظيم الإخوان المسلمون ينشط بشكل متزايد فى «بون»، من توسع التنظيم الإرهابى وازدياد خطر أفكاره المتطرفة على المجتمع الأوروبي، وأشار التقرير إلى أن التنظيم يتحرك لتقوية نفوذه والسيطرة على مسلمى غرب ألمانيا، وأرجع السبب فى ذلك إلى استمرار انحسار الجماعة الإرهابية فى الشرق الأوسط، مما جعله ينقل نشاطه إلى أوروبا. كما رصدت السلطات الألمانية «تحالفا كارثيًا» ناشئًا بين تنظيم الإخوان الإرهابي، والحركات السلفية المتطرفة التى تمثل خطرًا أمنيا على البلاد، بحسب ما نقلته صحيفة تاجس شبيجل الألمانية عن مصادر أمنية. يأتى ذلك على خلفية مداهمة الشرطة الألمانية، الأسبوع الماضي، مقرات لمنظمتى «أنصار الدولية والمقاومة العالمية غوث»، فى عدة ولايات ألمانية لدعمهما حركة حماس الفلسطينية. وتصنف هيئة حماية الدستور «الاستخبارات الداخلية» فى ألمانيا، المنظمتين على أنهما سلفيتان متطرفتان ومرتبطتان ببعضهما بشكل كبير، كما أنهما قريبتان من جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة الإرهابى فى سوريا. وقالت المصادر للصحيفة، إن المداهمات الواسعة التى شنتها الشرطة على المنظمتين لم تكن فقط لجمع الأدلة حول تمويلهما حركة حماس، والتمهيد لحظرهما، لكن أيضًا لفحص مدى التحالف بين المنظمتين وتنظيم الإخوان الإرهابى فى ألمانيا. ويبلغ عدد قيادات تنظيم الإخوان فى ألمانيا 1600 شخص يقودون عشرات المؤسسات والمساجد تحت مظلة منظمة المجتمع الإسلامى الألماني، فيما يبلغ عدد السلفيين الذين تصنفهم السلطات الأمنية ك «خطر أمني» وترى أنهم متعاطفون مع التنظيمات الإرهابية نحو 1900 شخص. وفى هذا الإطار، قالت المصادر للصحيفة: «كان الإخوان والسلفيون المتطرفون على مسافة كبيرة من بعضهم فى ألمانيا خلال السنوات الماضية، لكن يبدو أن هذا الأمر يتغير فى الوقت الحالي». وأضافت أن التحالف الناشئ بين الطرفين «كارثي»، ويهدف لاختراق المجتمع والسيطرة على المسلمين وتطبيق رؤيته المعادية للديمقراطية، وشن العمليات الإرهابية. يأتى هذا بعد أن كانت وجدت الحركات المتطرفة، وأبرزها تنظيم الإخوان الإرهابي، لسنوات طويلة ملاذًا آمنا لها فى بعض الدول الأوروبية، قبل أن تنتفض القارة العجوز مؤخرا لمواجهة إرهاب هذه التنظيمات، وخلال هذه السنوات (الآمنة) رسخت تلك التنظيمات شبكتها المشبوهة، التى اخترقت المؤسسات والأحزاب فى بعض الدول الأوروبية، وشيدت مساجد باتت لها منبرًا للحض على الكراهية والعنف، ومنذ عام 2004، بدأت الدول الأوروبية تنتفض لمواجهة إرهاب هذه التنظيمات، وتشن عليها ضربات أمنية، عندما قررت الحكومة البريطانية السابقة برئاسة ديفيد كاميرون خلال هذا العام مراجعة ملف الإخوان بعد عقود ربطت فيها التنظيم ولندن علاقة تحالف قوية، وباتت بريطانيا ملاذا آمنا لعناصرها ونقطة انطلاق لأنشطتها الإرهابية، وعلى الرغم من أن تقرير كاميرون لم ينته لإدانة مباشرة لتنظيم الإخوان، أو حتى قرارات تقوض وتحتوى نفوذه فى بريطانيا على أقل تقدير، فإن تصريحات قوية من المسئولين البريطانيين نشرت مؤخرًا عكست رغبة قوية فى مواجهة نفوذ هذا التنظيم الإرهابي. وفى أغسطس 2017، قال وزير الدولة البريطانى لشئون الشرق الأوسط أليستر ألبرت، إبان زيارته لمصر، إن لندن «ستفرض رقابة مشددة على سلوك الإخوان».