خلال 5 أيام، التفتيش على 1273 منشأة بجميع المحافظات وتحرير 439 محضر حد أدنى للأجور    مادورو يواجه تهديدات ترامب ب"الرومبا" ويدعو الفنزويليين للرقص (فيديو)    أسوان – أسعار الحديد تسجّل تراجعًا جزئيًا صباح 22 نوفمبر 2025    استقرار نسبي بأسعار اللحوم في أسوان صباح 22 نوفمبر 2025    دميترييف: خطة واشنطن للسلام تهدف لوقف خسائر أوكرانيا    منافسات قوية في دوري المدارس    ليفربول في ورطة.. عقد صلاح يقترب من نهايته والعروض السعودية تضغط بقوة!    اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقضية "خلية مصر الجديدة"    محاكمة رمضان صبحى فى قضية تزوير محررات رسمية.. اليوم    تحذير من الأرصاد: شبورة كثيفة تصل لحد الضباب وتخفض الرؤية على الطرق الرئيسية    تخفي وراءها أمراضا قاتلة، خبراء أعصاب يحذرون من مخاطر نوبات الضحك غير الطبيعية    انخفاض كبير بأسعار الفراخ إلى 56 جنيهًا للكيلو ومنتجي الدواجن يطالبون بوقف استيراد المجمد    فرنسا لمواطنيها: جهزوا الطعام والماء لحرب محتملة مع روسيا    استقرار مؤقت ل أسعار الذهب اليوم 22 نوفمبر في سوق الصاغة.. تفاصيل    دافع عن خطيبته من متحرش.. فشوه المتهم وجهه وجسده بساطور    تعريفة ثابتة ولون موحد للمركبات البديلة للتوك توك قريبًا.. تفاصيل    حين صدحت مصر بصوتها.. حكاية «دولة التلاوة» كما رواها الناس    عمرو أديب: هو إحنا مانعرفش نعمل انتخابات بما يرضى الله.. اجعلوها شريفة عفيفة    سارة الشامي بفستان كلاسيكي أنيق في ختام مهرجان القاهرة السينمائي    الكشف الطبي على 5 أطفال في واقعة التعدي عليهم داخل مدرسة دولية بالسلام    ضباب وشبورة كثيفة.. «الأرصاد» تحذر من الساعات المقبلة    الاتحاد الأوروبى يدعو طرفى القتال فى السودان لاستئناف المفاوضات    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    بعد تصديق الرئيس.. تعديلات قانون الإجراءات الجنائية نقلة حقيقية في ملف حقوق الإنسان    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    بيسكوف: مستوى اتصالات التسوية بين موسكو وواشنطن لم يحدد بعد    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    برنامج «دولة التلاوة» يعيد لمة العيلة المصرية على شاشة واحدة    محمد التاجي: لولا تدخل السيسي ل"طبل" الجميع للانتخابات وينتهي الأمر دون كشف التجاوزات    أبرزها وظائف بالمترو براتب 8000 جنيه.. «العمل» توفر 100 فرصة للشباب    حدد الموعد، رئيس الاتحاد الفرنسي يتحدث عن اقتراب زيدان لتدريب منتخب الديوك    صافي الأرباح يقفز 33%| بنك البركة – مصر يثبت قوته المالية    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    التوقعات السامة| خبيرة أسرية توضح كيف تحول الزواج لعبء على المرأة    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    محمد موسى يهاجم الجولاني: سيطرتك بلا دور.. والسيادة السورية تنهار    شيكو بانزا يوضح سبب تأخر عودته للزمالك    مداهمة مفاجئة تكشف الإهمال.. جمعية زراعية مغلقة وقرارات حاسمة من وكيل الوزارة    الصورة الأولى لعروس المنوفية التي لقيت مصرعها داخل سيارة سيارة الزفاف    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الأحد في الدوري الممتاز    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    مارسيليا يتصدر الدوري الفرنسي مؤقتا بفوز ساحق على نيس    محمد أبو سعدة ل العاشرة: تجميل الطريق الدائري يرتقى بجودة حياة السكان    صلاح بيصار ل العاشرة: أحمد مرسي علامة كبرى في الفن والأدب السريالي    أحمد حسن يكشف أسباب عدم ضم حجازى والسعيد للمنتخب الثانى بكأس العرب    محلل أداء الأهلى السابق: الفريق استقبل أهدافا كثيرة بسبب طريقة لعب ريبيرو    أخبار × 24 ساعة.. السياحة: 1.5 مليون سائح ألمانى زاروا مصر منذ بداية 2025    مسئول إسرائيلى: سنحصل على الشرعية لنزع سلاح حماس إذا لم ينجح الأمريكيون    11727 مستفيدًا في أسبوع سلامة الدواء بالمنوفية    رئيس جامعة المنيا يناقش إعداد الخطة الاستراتيجية للجامعة 2026–2030    نصر عبده: إعادة الانتخابات تصحح الصورة الدولية.. ومصر تأتي ببرلمان يريده الشعب    جعجع: لبنان يعيش لحظة خطيرة والبلاد تقف على مفترق طرق    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    البابا تواضروس الثاني يلتقي مقرري اللجان المجمعية    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    «الزراعة» تواصل حملاتها لحماية الثروة الداجنة    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"أسبوع الاستعداد".. تأهب مقدس أم ملك منقذ
نشر في البوابة يوم 06 - 04 - 2019


الكنيسة الأرثوذكسية أضافة اسبوع لتكملة الصوم
و«البيزنطية والكاثوليكية» اكتفتا ب«الأربعيني».. وتعاليم الرسل لم تذكر أسبوع «هرقل»
القمص يوحنا سلامة: «الجمعة الأولى مقدمة للصوم الكبير» .. والكنيسة الغربية تصوم 6 أسابيع والشرقية 8
أربعاء الرماد للتوبة والتحضير لعيد القيامة
رفع الخادم صوته مرتلًا «يدوبك 55 يوما» فى إشارة إلى أيام الصوم الكبير الذى يسبق عيد القيامة، والذى يمتد 55 يومًا قسمته الكنيسة إلى أسابيع، وكل أسبوع يحمل اسما مختلفا تم ترتيبها طبقًا للأحداث التى وردت فى الكتاب المقدس.
فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يبدأ الصوم «الكبير» بما يعرف بأسبوع الاستعداد والذى يسبق الأربعين المقدسة لتختم صومها بأسبوع الآلام والذى يعتبر من أقدس الأسابيع فى الكنيسة وتكتسى بالسواد استعدادًا لفرح القيامة.
كان للأسبوع الأول من الصوم نصيب من الجدل حول إبقائه ضمن أسابيع الصوم ومدى مرجعيته فى التاريخ الكنسي، والطقس والعقيدة، يطلق عليه البعض أسبوع «هرقل» الملك الذى قتل اليهود وفسخ العهد الذى كان عاهدهم.
فيما قال البعض إنه أضيف استعدادا وتأهبا للصوم الأربعينى المقدس ومقدمة له، وسُمى «مقدمة الصوم الأربعيني»، وآخرون ذكروا أنه أضيف لكمال الصوم ثمانية أسابيع، حتى تكون أيام الصوم الفعلى أربعين يوما كاملة.
وقد ظلت الكنائس الشرقية والغربية تمارسه إلى زمن بعيد، إلى أن أسقطته أخيرا من حسابها، ولم تحتفظ به حاليا أية كنيسة غير الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
اختلف العلماء والباحثون حول سبب إضافة هذا الأسبوع إلى الصوم الأربعيني، فقال البعض إنه أضيف تذكارا لخلاص مؤمنى أورشليم بواسطة هرقل، وتبرئة لهذا الملك من قسمه لليهود بعدم قتلهم.
وقال البعض إنه أضيف استعدادًا وتأهبًا للصوم الأربعينى المقدس ومقدمة له، وسُمى «مقدمة الصوم الأربعيني»، وقال آخرون إنه أضيف لكمال الصوم ثمانية أسابيع، حتى تكون أيام الصوم الفعلى أربعين يوما كاملة، باعتبار كل أسبوع خمسة أيام «صوما» بعد إسقاط السبت والأحد. وإليكم الآن الأدلة التى يستند عليها كل رأى من هذه الآراء المختلفة.
وقد أرخ ساويروس بن المقفع لهذا الصوم بقوله: فالأسبوع الأول ليس من الأربعين يوم الصوم بل نحن نصومه عبادة من أجل هرقل الملك لما قتل اليهود وفسخ العهد الذى كان عاهدهم به، ووصفه العسال مضيفًا «والأصوام الزائدة على ذلك المستقرة فى البيعة القبطية منها ما يجرى مجرى الصوم الكبير فى التأكيد وهى جمعة هرقل التى صارت مقدمة الصوم الكبير».
وقال ابن كبر عنه: «وحضر هرقل إلى بيت المقدس فوجده خرابًا، وأما اليمين فنحن وجميع النصارى بجميع الأقاليم نصوم عنك أسبوعا فى كل سنة على ممر الأيام إلى انقضاء الدهر، فأمر هرقل بقتل اليهود ومنذ هذا الوقت كتب الآباء البطاركة والأساقفة إلى جميع البلاد بصوم أسبوع وهو هذا الأسبوع الأول من الصوم الكبير».
وقد ذكره عدد من معلمى الكنيسة منهم القس كيرلس كيرلس، الذى نقل عن المقريزى (1364 - 1441) قوله عن هذا الأسبوع: «ثم سار هرقل وأوقع اليهود وقيعة شنعاء أبادهم فيها حتى لم يبق منهم إلا من فر واختفى، فكتب البطاركة والأساقفة إلى جميع البلاد بإلزام النصارى بصوم أسبوع فى السنة فالتزموا صومه إلى اليوم وعرفت عندهم بجمعة هرقل».
وعن القمص عبدالمسيح المسعودى قوله: «بدء صوم الروم والسريان واللاتين وغيرهم يوم الإثنين بعد الرفاع الكبير للقبط ومرفع اللحم للروم، لأن الروم يتركون فيه اللحم ولكنهم يأكلون اللبن والجبن والبيض ونحوها، بثمانية أيام، وبعد بدء صوم القبط بسبعة أيام لأن صومهم 48 يوما فقط بدون جمعة هرقل التى عند القبط الموافق جمعة البياض عند الروم».
ويضيف القمص صموئيل تواضروس السرياني: «فقد أُلحق أسبوع هرقل بالصوم الأربعينى المقدس، وظلت الكنائس الشرقية والغربية تمارسه إلى زمن بعيد، إلى أن أسقطته أخيرا من حسابها، ولم تحتفظ به حاليا أية كنيسة ما سوى الكنيسة القبطية».
ويعرض القمص يوحنا سلامة عدة أراء فيقول: «أما الجمعة الأولى فالبعض يقول إنها فرضت تذكارا لخلاص مؤمنى أورشليم بواسطة هرقل»، ويعلق على ذلك فى حاشية قائلا: «والأصوام الذين صاموها لأجل ملكهم، لا يصومونها تماما، بل جعلوها جمعة بياض».
وجاء فى قطمارس الصوم الكبير عند الحديث عن صوم نينوى: «لما تربع على الكرسى المرقسى الأنبا ابرآم بن زرعة، ومن أمره أنه لم يرغب بادئ بدء أن يصوم أسبوع هرقل الجارى ممارسته عند الأقباط، ولكنه صامه فى مقابل كونه فرض عليهم أن يصوموا ثلاثة أيام على اسم يونان».
الأب جورج جميل إسكندر راعى كنيسة عذراء السجود والقديسة هيلانه بشبرا قال إن أسبوع هرقل اختلف عليه العلماء والباحثون حول سبب إضافة هذا الأسبوع للصوم الأربعين، فالبعض يقول لخلاص مؤمني أورشليم من اليهود بواسطة هرقل والبعض يقول أسبوع استعداد وآخرون إنه لكمال الصوم ثمانية أسابيع.
وأضاف: كأسبوع هرقل أكده سايروس بن المقفع وابن العيال وابن كبر والقس كيرلس، والمقريزى القرن الخامس عشر وهكذا صار عليه البطاركة فيما بعد.
وأوضح: الصوم الأربعون بدأ هذا الصوم يوم واحد إلى أن وصل إلى أسبوع قبل الفصح وكان فيما بعد هناك الصوم الأربعون الذى يصام بعد عيد الغطاس إلى أن جاء البابا ديمتريوس الكرام قام بضم الأربعين يوما إلى الأسبوع تولى هذا مجموعة تعديلات بالصوم إلى أن وصل إلى يومنا هذا عند الكنيسة الكاثوليكية مدته 47 يوما ومع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى55 يوما.
استعداد أم ملك منقذ
لم ترد فكرة صوم أسبوع كاستعداد للصوم الأربعينى منذ بداية الكنيسة وحتى القرن العشرين، فلم ترد فى الدسقولية أو تعاليم الرسل، ولا فى كتاب قوانين الرسل، ولا فى رسائل أحد من البطاركة، ولا فى قوانين الصوم التى وضعها البابا خرستوذولس.
ولأول مرة ترد كإشارة عابرة فى قوانين ابن العسال فى القرن الثالث عشر، ويذكره كأسبوع هرقل، ولكنه صار مقدمة للصوم الكبير، إذ يقول: «جمعة هرقل التى صارت مقدمة للصوم الكبير»، وبعده لم ترد عند ابن السباع ولا ابن كبر فى القرن الرابع عشر، أو غيرهما من العلماء والبطاركة.
إلى أن بدأت الإشارة إليه كأسبوع استعداد للصوم الكبير فى القرن العشرين، ولكن ليس كتأكيد بل مجرد إشارة إذ يقول القمص يوحنا سلامه: «أما الجمعة الأولى فالبعض يقول: إنها استعداد وتأهب للصوم المشروع من الرسل، وحب فى الزهد والعفاف ومقدمة للصوم الكبير».
وعرض كل من القس ميخائيل مينا وبانوب عبده عدة آراء، من بينها الرأى القائل إن الأسبوع الأول هو استعداد وتأهب للصوم ومقدمة له لتدريب المؤمن ليستقبل الصوم بطهارة نفس ونقاوة قلب.
وكتب الأنبا غريغوريوس عن عظمة الصوم الأربعينى وأنه يجب أن يصام بنسك وزهد فإشفاقا على المؤمنين وجب أن يستعدوا له بأسبوع للتدرج فى الصوم فيقول: «فإشفاقا على المؤمنين كان من اللائق أن يدخل المتعبدون إلى ذلك الصوم بأسبوع يتدرج به الصائم مكتفيا بالانقطاع عن الطعام إلى ما هو فى حدود قدرته من دون إرهاق شديد بعد فترة فطر، ولهذا التدبير حكمته لصحة الروح والنفس والبدن، وهنا نلاحظ أن إخوتنا من الروم ومن يتبعونهم يصومون هذا الأسبوع الإضافى المسمى بمقدمة الصوم الكبير على البياض، أى يمتنعون فقط عن اللحوم، ولكنهم يأكلون فيه البيض واللبن ومستخرجاته من الزبد والجبن».
بدل السبوت
يقول البعض إن الكنيسة رأت مع بداية القرن السابع الميلادى أن الصوم يحمل اسم الصوم الأربعيني، ولكن هذا الاسم لا يناسب تماما، حيث إن عدد أيام الصوم الفعلى لا تصل أربعين يوما.
حيث إن الكنيسة الغربية تصوم ستة أسابيع بما فيها أسبوع الآلام فى كل أسبوع ستة أيام بعد إسقاط الآحاد فقط، لأنهم يصومون السبوت على اعتبار أن فى يوم السبت كان المسيح فى القبر، فيكون عدد أيام الصوم الفعلى ستة وثلاثين يوما فقط، فأضافت الكنيسة الغربية أربعة أيام ليكمل الصوم أربعين يوما، وتبدأ من يوم الأربعاء السابق لبدء الصوم الأربعينى ويسمى (أربعاء الرماد).
وكانت الكنيسة الشرقية تصوم ستة أسابيع عدا أسبوع الآلام فى كل أسبوع خمسة أيام فقط بعد إسقاط السبوت والآحاد فيكون عدد أيام الصوم الفعلى ثلاثين يوما، وأسبوع الآلام ستة أيام فيصبح عدد أيام الصوم ستة وثلاثين يوما، أضافت إليها الكنيسة الشرقية أسبوعا كاملا، فأصبح الصوم ثمانية أسابيع، بما فيها أسبوع الآلام، تصام خمسة أيام فى كل أسبوع فيكمل الصوم أربعين يوما، بالإضافة إلى يوم السبت العظيم.
لا يختلف صوم هذا الأسبوع عند الأقباط عن باقى أيام الصوم الأربعينى فى النظام ونوع الطعام الذى يؤكل فيه، وأما الروم فجعلوه أسبوع بياض أى يمتنعون فيه عن أكل اللحم فقط ولكن يأكلون فيه البيض ومنتجات الألبان، لذا أطلقوا على الأحد السابع قبل الفصح الذى يختم هذا الأسبوع «أحد مرفع الجبن».
لم يرد فى الكنيسة القبطية ذكر أن هذا الأسبوع يصام لكمال الأربعين يوما، إلا فى القرن الرابع عشر إذ يقول ابن السباع: «فعلى ذلك رتبت الآباء أن يصام فى كل سنة أربعون يوما، خمسة أيام فى كل أسبوع كى يصير الصوم ثمانى جمع كما قالت الدسقولية.
«خمسة أيام فى كل أسبوع ما عدا السبوت والآحاد، لأن السبت لا يصام، إلا سبت النور، الذى كان فيه رب البرية مقبورا، ولا يصام يوم الأحد لأنه فرح روحانى منذر بالقيامة العامة فى الدهر العتيد قديم التعب والشقاء والصوم تعب وشقاء على الجسم».
وبعد أن نسب ابن كبر صوم هذا الأسبوع إلى هرقل، يضيف قائلا: «فتمام أيام الصوم بعد ترك السبوت والحدود منها إلى يوم الأحد، الذى هو أول يوم من الخمسين وهو يوم الفصح، أربعون يوما، ويوم الجمعة والسبت يومان من أيام الصلب والدفن، ويوم الأحد يوم القيامة والبعث، فليست تعد هذه الأيام الثلاثة فى الأربعين يوما، وقيل أيضا يجب عليكم صوم الأربعين يوما المقدسة وجمعة البصخة المقدسة التى هى ثمانى جمع، وتتباعد فيها عن جميع الزهومات».
وبعد أن يعرض كل من القمص يوحنا سلامة وبانوب عبده الآراء التى ترجح سبب صوم الأسبوع الأول إلى هرقل، أو استعدادا للصوم الكبير، يضيف قائلا: «ويقول البعض إنه أضيف لكمال الصوم ثمانية أسابيع، حتى يكون أربعين يوما كاملة باعتبار كل أسبوع خمسة أيام بعد إسقاط السبت والأحد».
أحد مرفع الجبن
أحد مرفع الجبن هو الأحد الذى تم وضعه استعدادًا للصوم، فى الكنيسة البيزنطية الرومية، وفيه يتم الامتناع عن الحليب والسمن والجبن بعد هذا اليوم مباشرة، أمّا السبت السابق لهذا الأحد فمكرّس لتذكار القديسين والقديسات الذين التزموا الحياة النسكية.
أربعاء الرماد
مع أربعاء الرّماد تبدأ الكنيسة الكاثوليكية الزّمن التّحضيرى المهم لعيد القيامة، وقديمًا كان يوم أربعاء الرّماد هو بداية التكفير للتّائبين عن طُرُقِهم المِعْوجَّة، والّتى كانت تسير حسب تعليمات كنسيّة صارمة.
أوّلُها أن على التّائبين أن يلبسوا ثوب التوبة الخشن وتُرشُّ رؤوسُهم بالرّماد ويُمْضُون هذه المدّة بجوار الكنيسة لاستماع المواعظ والتّعاليم الّتى كانت تحضُّهم على الإكثار من أعمال التقوى والتّوبة والتكفير، وفى القرن العاشر دخلت عادة رشِّ الرّؤوس بالرّماد للجميع، إذ كلُّهم خطئوا ولذا فكلُّهم مُلْزَمون بالتّوبة وبالتّواضع أمام الّله، وفى القرن الثّانى عشر جاءت عادة تحضير الرّماد من أغصان شعانين السّنة الماضية، علامة الارتباط الدّاخلى بالخلاص الدّائم.
الكنيسة الكاثوليكيّة بالإضافة إلى تقليل تناول الطّعام، تُلزِم أتباعَها أيضًا بالانقطاع عن اللحوم لكلِّ من بلغ الرابعة عشرة من عمره وحتّى الستّين.
الكنيسة الإثيوبية
يعتبر الصوم الكبير واحدًا من أهم المواسم المقدسة فى الكنيسة الإثيوبية الأرثوذكسية، وأهم تسمية يطلقونها هناك على هذا الصوم تعبير كوداد صوم، أو اختصار كلمة «كوداد».
يستمر الصوم الكبير فى الكنيسة الإثيوبية حوالى ثمانية أسابيع، أى خمسة وخمسين يومًا، ويتم تحديد أول يوم فى الصوم بواسطة عملية حسابية معقدة، تشبه مثيلتها فى الكنيسة القبطية.
ويتم تحديد صوم نينوى أولًا، وهو الصوم الذى يسبق الصوم الكبير بأسبوعين، ويقع فى أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء، ويسمى الأحد الأوسط من الصوم «دابرا زايت»، أى جبل الزيتون، وهو من الأيام المشهورة فى الكنيسة الإثيوبية، والأسبوع الأخير من الصوم يتضمن جمعة الصلبوت وينتهى بأحد القيامة.
ينقسم الصوم الكبير إلى ثلاثة أقسام الأول وهو الأسبوع الأول من الصوم، ومدته سبعة أيام (من الإثنين حتى الأحد)، ويُسمى «صُوما هرقل»، وهو الصوم الذى يُخلِّد ذكرى استعادة خشبة الصليب المقدسة من الفُرس بواسطة الإمبراطور البيزنطى هرقل عام 630 م.
وهذا الأسبوع من الصوم، وإن كان من الثابت تاريخيًا أنه تقنَّن حسب طلب الإمبراطور هرقل (575-642 م)، إلا أن القديس يارد، وهو واضع أكثر ألحان الكنيسة الإثيوبية، أطلق على هذا الأسبوع أو على الستة أيام الأولى من الصوم، اسم «لأجل موسى»، إذ يرى أن هذه الفترة تمثل الستة أيام التى قضاها موسى النبى على جبل سيناء قبل أن يتراءى له الرب ويتكلَّم معه، وبالمثل فإن المسيحيين الذين سيبدأون الصوم الأربعينى المقدس، صوم الاقتراب من الرب والدخول فى علاقة حية معه، يحتاجون إلى مثل هذه الستة أيام للابتعاد عن الأمور العالمية والتأهُّل للمثول فى الحضرة الإلهية.
هرقل
الملك هرقل عاش فى الفترة ما بين 610- 642، وأنقذ العرش البيزنطى وحمل على الفرس ست حملات (622) فتغلب عليهم فى نينوى، ثم حاصر عاصمتهم قطسيفون فاضطروا إلى طلب الصلح الذى عقد فى مارس 630 وتسلم هرقل عود الصليب فى منبج وحمله بالتكريم إلى أورشليم.
بدأ هرقل حكمه بالعدل فأظهر الأقباط له ولاء عظيمًا، وكان المفروض أن يتولى الحكم بعده ابنه قنسطنطين من زوجته أدوقيه ويصير إمبراطورا من بعده إلا أن هرقل أوصى قبل موته أن يكون ولداه قسطنطين وهرقلوناس يتوليان الحكم من بعده ومات ابنه الشرعى قنسطنطين بعد أن حكم بعده لمدة 10 شهور فقط ولكن يذكر بعض المؤرخين أن قسطنطين حكم 100 يوم فقط والأمر المشتبه فيه أنه توفى فى ظروف غامضة وتذكر بعض المراجع أنه مات مسمومًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.