مرت أمس، الذكرى الرابعة عشرة على رحل البابا يوحنا بولس الثاني، وقد أعلن نبأ وفاة البابا البولندي فويتويا، نائب أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان آنذاك ورئيس مجمع الكنائس الشرقية حاليا، الكاردينال ليوناردو ساندري. وأجرى الموقع الرسمي للفاتيكان مقابلة مع الكاردينال ساندري، سُئل في مستهلها عن المشاعر التي خالجت قلبه في تلك الليلة وقال إن موت البابا فويتويا كان متوقعًا، مشيرا إلى أن هذا الأخير احتمل المرض خلال السنوات الأربع الأخيرة من حبريته وحمل صليبه على الرغم من تفاقم وضعه الصحي. وعلى الرغم من ذلك شكل رحيل هذا الرجل محطة هامة جدا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، خصوصا في أعقاب حبرية استغرقت ستا وعشرين سنة، وأحدثت تغيّرات كبيرة أكان داخل الكنيسة أم على الصعيد العالمي. وقال نيافته: يكفي أن نفكر بما حصل في أوروبا الشرقية، التي انتقلت من الدكتاتورية والاضطهاد إلى الحرية. وكشف أنه أعلن على العالم، من ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، نبأ وفاة البابا يوحنا بولس الثاني بشيء من الخوف والتوتر، وقال إنه أضاف في كلمته عبارة "البابا المحبوب جدًا" لأن العالم كله كان يعرفه وكان يتابعه بمحبة وعطف كبيرين وذكّر بأنه ختم إعلانه داعيا الجميع إلى الصلاة من أجل البابا فويتيوا! هذا ثم أوضح نيافته أنه تأثّر جدا لدى رؤيته الحشود الغفيرة من المصلين التي أمّت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان منذ ساعات الصباح كي تُصلي السبحة الوردية على نية البابا المريض والمشرف على الموت. وشاء هؤلاء المؤمنون أن يرافقوه في هذه الطريقة خلال اللحظات الأخيرة من حياته على هذه الأرض. وروى أنه شاهد راهبة تركع إلى جانب رفات يوحنا بولس الثاني وتتلو المزامير، وضم هذه الصورة إلى صورة العديد من الأبناء والأخوة والأخوات الذين أحبوا هذا البابا حبا عميقًا، وكأنهم كانوا فعلا حاضرين إلى جانب سريره عندما وافته المنية.