«هات لنا الآثار علشان تشوف ابنك تاني»، جملة كانت عنوانًا للفيديو الذى أرسله ثلاثة أشخاص لوالد الطفل «محمود حافظ»، فى قرية «أم دينار» التابعة لمركز منشأة القناطر فى محافظة الجيزة، والذى اختفى فى ظروف غامضة، لتهديد أسرته مقابل إطلاق سراحه، بعدما أشاع أهل القرية أنه عثر على مقبرة أثرية، وعند شعور الجناة بافتضاح أمرهم وتعرف الطفل على هوية أحدهم، قتلوه وألقوا الجثة فى أحد مصارف المياه. وداخل منزل متهالك مبنى بالطوب اللبن، جلست الحاجة «أم محمد»، تروى تفاصيل قتل نجل شقيقها بعد اختطافه، قائلة: «أخويا فقير وعلى باب الله وملوش فى سكة الآثار، وإحنا ناس غلابة ولا نملك فى الدنيا غير السمعة الطيبة، وما حدث لنجل شقيقى بسبب كلام الناس والشائعات، التى ظلت تلاحق أخى يوما تلو الآخر من بعض السكان فى القرية»، مشيرة إلى أن مرتكب الواقعة يسكن فى المنزل المجاور لهم، ولم يخطر فى بال أحد أن هذا الشخص سينفذ ويخطط لخطف الطفل ثم يقتله». وأضافت: «يوم الأربعاء قبل الماضى، خرج «محمود»، نجل شقيقى والبالغ من العمر 10 سنوات إلى الشارع، ليلعب مع الأطفال بعد عودته من المدرسة، وبعدها لاحظت والدته غيابه، فظلت تسأل عنه فى المنطقة ولم تجد له أثرا، وانتظرت الأم حتى عودة الأب من عمله بمنطقة أكتوبر كعامل فى مجال المعمار، وعندما أخبرته باختفاء ابنه، انطلق برفقه الأهالى يبحثون عنه فى أنحاء القرية والقرى المجاورة لها. وتكمل «أم محمد»: «الناس تعاطفت مع أخويا وأحضرت له سيارات بمكبرات صوت لمواصلة البحث عن محمود». وتابعت: «وفى صباح الجمعة الماضى، استقبل والد الطفل اتصالا هاتفيا من أحد الأشخاص، وقال له: «هات لنا تماثيل الآثار علشان تشوف ابنك تاني»، نزلت هذه الجملة على مسامع أخى كالصاعقة، وعندما سأله من أنت وعن أى آثار تتحدث، أغلق الهاتف وأنهى الاتصال، وعلى الفور توجه والد الطفل إلى رجال المباحث وأخبرهم بما حدث. وأوضحت: «بعد مرور يومين على استقبال الاتصال من الخاطفين، أرسلوا لنا مقطع فيديو للطفل يستنجد بوالده، قائلا: «هات لهم اللى هما عاوزينه يا بابا هيموتوني»، وكان مشهد الولد مرعبًا جدًا، فالجناة وضعوا على رأسه سلاحا ناريا «طبنجة»، و«سكين» على رقبته، مقابل الحصول على الآثار لإطلاق سراحه وإعادته حيا». واستطردت: «الجناة اصطحبوه فى سيارة ميكروباص وقاموا باحتجازه داخل منزل مهجور بآخر البلدة، وبعد القبض على المتهم الأول فجر مفاجأة عندما طلبت منه قوات الأمن إرشادهم عن مكان احتجاز الطفل، فاعترف بقيامهم بقتله وإلقاء جثته بالرياح البحرى المار من القرية؛ لأنه علم بهوية أحدهم وسيقوم بكشف أمرهم، فهشموا رأسه ب«كعب طبنجة»، وحملوه وتوجهوا إلى الرياح وألقوا بالطفل بعدما تأكدوا من إغراقه ومقتله، ثم استمروا فى إرسال مقطع الفيديو لوالده بحجة أن الطفل حى، ويستنجد به، حتى فوجئوا بقوات الشرطة تلقى القبض عليهم فاعترفوا بارتكاب جريمة القتل». وكان رجال الشرطة اكتشفوا أن وراء الواقعة «محمود. ع»، القاطن بالمنزل المجاور لوالد الطفل، بعدما استعان بكل من «رجب. ن»، و«مصطفى. ح»، لخطف الطفل ومساومة والده، بعدما أشاع أهل القرية أن والده عثر على مقبرة أثرية.