سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الهروب إلى الموت".. "الانتحار هو الحل" شعار الشباب في مواجهة الأزمات.. الأسباب النفسية والعاطفية تتصدر المشهد.. وخبراء: التفكك الأسري ونقص التوعية أبرز الأسباب
"الهروب إلى الموت".. تزايدت في الآونة الأخيرة وتيرة الأقدام على الانتحار في الشارع المصري، فلم يعد يمر يومًا دون حالة انتحار أو أكثر، ولعل البعض يحاول الهروب من مشكلة تواجهه، فيفكر بالانتحار للتخلص من حياته، أحباط وجهل يعاني منه بعض الشباب يجعله يدفع حياته ثمنًا لمشكلة ما، فقد الوعي وعدم العلم بأن الهروب والهروب لا يؤدي بصاحبه أبدًا إلي المواجهة بل يجعله رخوًا هشا لا يستطيع في يوم الوقوف أمام مشكلة وإيجاد حلول لها. وشهدت محافظات مصر خلال الفترة الماضية، أكثر من 50 حالة انتحار كانت أبرزها بسبب المشاكل الأسرية والمرور بحالة نفسية سيئة واخري ترجع لأسباب مادية. وقد قال الدكتور أحمد فخرى، أستاذ علم النفس وتعديل السلوك بجامعة عين شمس، أن زيادة حالات الانتحار ترجع إلي عدة أسباب لعل أهمها تناول المواد المخدرة التي تدفع بعض متناوليها الي القيام بأفعال وهم غير مدركين لعواقبها، فتلك المواد المخدرة تجعل من الشخص "ظل" ليس يعي ما يحدث حوله ولا يجيد التعامل مع المواقف والمشاكل التي يتعرض لها فيقدم علي الهروب من المشكلة بالانتحار. وأضاف "فخري" أن المشاكل الأسرية تعد أحد أهم أسباب الانتحار في مجتمعنا، فلعل التفكك الأسري، وشعور الأبناء أنهم بين فجوة ما بين الأب والأم، يدفعهم إلي التخلص من حياتهم، وكذلك تكرار المشاكل بين الزوج وزوجته يدفع أحدهما إلي الأحباط والشعور بفقدان الأمل في تغير الأخر، فيقدم علي الانتحار. وأوضح أن الانحدار الثقافي أثر بالطبع علي كثير من الأشخاص داخل المجتمع، وأن هناك المشكلة الاقتصادية تعد أحد أهم أسباب زيادة الانتحار، فالاقتصاد مرتبط بزيادة معدلات الجريمة والانتحار، بعلاقة عكسية فكلما تحسنت الحالة الاقتصادية قل العنف المجتمع وانخفضت معدلات الجريمة، والعكس كذلك صحيح، وأشار كذلك إلي البعد عن الدين والذي تسبب في حالة من فقدان الوعي للعديد من الأشخاص. "روشتة علاج" والطب النفسي عرف الشخص الذى يُقدم على الانتحار على أنه مريض اكتئاب، وقد وضع الدكتور أحمد فخرى، روشتة لمساعدة هؤلاء الأشخاص الذين لديهم دوافع الانتحار، فيقول:"يجب علاج الشخص والذهاب به إلى أقرب مستشفى أو عيادة للطب النفسي، لمعرفة دوافعه وما يعانيه من أزمات نفسية". وأضاف "فخرى"، أن إذا كان الشخص في سن المراهقة يقع تحت أزمات تعليمية او عاطفيه فيجب التحدث معه بشكل مطول وإيجاد حلول لأزماته، لافتًا إلى أن في حالة أن كان الشخص تخدى سن المراهقة وتواجهه مشاكل مادية فيجب الحديث معه أيضًا وعدم الخروج من الحديث دون إيجاد حلول مختلفة ترضيه. ومن جانبه وضعت الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس روشته للحد من ظاهرة الانتحار داخل المجتمع المصري، حيث شددت علي ضرورة محاربة المواد المخدرة ومروجي تلك السموم وتغليظ العقوبات لتكون الرادع لصد هؤلاء المجرمين، وأشارت إلي ضرورة التوعية المجتمعية بين الشباب خاصة في إطار المحاولة للخروج بهم من سرداب الإحباط وإخراطهم في الدور المجتمع ليشعروا بأنهم ذو قيمة مجتمعية. وأشارت خضر إلي ضرورة التوعية بالتفكك الأسري وما يخلفه من كوارث اجتماعية، ومحاولة الإصلاح بين ذات البين، وطالبت بالتكاتف المجتمعي وإطلاق مبادرات لحل مشكلة التفكك الأسري الذي أصبح خطر داهم يواجه المجتمع برمته، وينتج عنه مذابح وجرائم ما توقعنا حدوثها، وأكدت على ضرورة تفعيل دور العبادة ورجال الدين، لنبذ روح الاحباط والعنف والتحلي بتعاليم الأديان السماوية. وأضافت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس علم أن الإعلام يقع على عاتقه الدور الأكبر في التوعية وتوجيه الشباب والفتيات بالدور المهم الذي يلعبوه في تحريك المجتمع إلي الأمام، وطالبت كذلك بضرورة زيادة الرقابة على المادة الإعلامية المعروضة على التلفزيونات والتي تحرض علي الجرائم والافعال المشينة، وتلعب على العاطفة، وكذلك أكدت علي أهمية رعاية الآباء والأم.