زار صباح اليوم البابا فرنسيس مقر بلدية روما، وعقب الاستقبال الرسمي تحدث إلى مجلس المدينة، وبدأ كلمته موجها الشكر إلى عمدة روما، فيرجينيا راجي، على دعوتها وأيضا على ترحيبها بقداسته. وفي حديثه إلى مجلس مدينة روما ذكّر قداسة البابا فرنسيس بمرور 45 سنة على مؤتمر بعنوان "مسئولية المسيحيين أمام تطلعات المحبة والعدالة في إيبارشية روما"، وقال البابا إن هذ المؤتمر التزم بترجمة عملية لتوجيهات المجمع الفاتيكاني الثاني، وسمح هذا بمواجهة الأوضاع الفعلية لضواحي المدينة بوعي أكبر، ضواحي كانت قد وصلتها جموع من المهاجرين من مناطق إيطالية أخرى. وتابع البابا أن هذه الضواحي وغيرها تشهد اليوم وصول أعداد كبيرة من مهاجرين يفرون من الحروب والفقر بحثا عن ظروف آمنة وحياة كريمة. وروما مدعوة حسب ما واصل الأب الأقدس إلى مواجهة هذا التحدي الكبير في إطار تاريخها النبيل، واستغلال طاقاتها للاستقبال والدمج وتحويل التوتر والمشاكل إلى فرص لقاء ونمو. وأعرب قداسته عن الرجاء في أن تنجح روما، التي أخصبتها دماء الشهداء، في أن تستلهم من ثقافتها التي شكلها الإيمان بالمسيح موارد الإبداع والمحبة اللازمة لتجاوز الخوف الذي يهدد بإيقاف المبادرات والمسيرات المحتملة، وتحدث بالتالي عن روما كمدينة جسور لا جدران. ودعا البابا فرنسيس إلى عدم الخوف من الطيبة والمحبة، فهما يشيدان مجتمعا سلميا قادرا على مضاعفة القوى ومواجهة المشاكل بقلق أقل وكرامة أكبر واحترام للجميع والانفتاح على فرص التنمية الجديدة. وفي ختام الكلمة التي وجهها إلى مجلس مدينة روما خلال زيارته صباح اليوم مقر بلدية المدينة، أكد البابا فرنسيس رغبة الكرسي الرسولي في التعاون بشكل أكبر وأفضل من أجل خير المدينة وفي خدمة الجميع، وخاصة الأكثر فقرا وضعفا، من أجل ثقافة اللقاء ومن أجل إيكولوجيا متكاملة. ويشجع الكرسي الرسولي من جهة أخرى، مؤسساته كافة وجميع الأشخاص والجماعات الذين يرون فيه مرجعا، على الالتزام الفعال للشهادة على فعالية وجاذبية الإيمان الذي يصبح فعلا ومبادرة وإبداعا في خدمة الخير. وأعرب الأب الأقدس عن الرجاء في أن يشعر الجميع بمشاركتهم في بلوغ هذا الهدف، وأن يؤكدوا بوضوح الأفكار وقوة الشهادة اليومية أفضل ما لدى روما من تقاليد ورسالة المدينة، كي يساعد هذا في ميلاد أخلاقي وروحي جديد للمدينة. أوكل قداسة البابا بعد ذلك عمل عمدة روما وأعضاء مجلس المدينة وعملهم إلى حماية العذراء خلاص الشعب الروماني.