تحت عنوان «لهذا اخترت أن أحكي» صدر حديثًا عن دار الشروق، كتاب يضم عددًا من المقالات لعدد من الكاتبات النساء يسردن، ويشاركن تجاربهن وخبرتهن، لحظات الألم والضعف، والشعور بالقوة والانتصار. أربعة وعشرون مقالًا لسيدات قررن رغم متاعب الحياة أن يحييهن بطريقتهن الخاصة بل يشاركن هذه الطرق مع أخريات، ربما تكون فرصة لمساعدتهن فى الطريق نفسه. فى المقدمة تقول دينا فرج، محررة الموقع كل الكلام له معنى، وللحكى الذى نسرده على أنفسنا قبل الآخرين معنا.. فحين نحكى نأخذ أجزاء منا ومن أرواحنا، ومن ذكرياتنا الدفينة، ونضعها فى يد العالم ليعى القصة والكلمة: «نحكى فندون الخبرة والتجربة، ونمهد طريقًا خاصًا يسيره من يقرأ فيعرف أننا متشابهون فى الرحلة.. ندون الحزن والحب والأمومة والبهجة، والطرقات التى تقاطعت مع الحياة.. نحكى لنتخفف، لنرتاح، لنقاوم، لنساند، لتخلد أحلامنا ولنكن». «يقولون إننا عندما نرسل السعادة والبهجة لشخص ما، فهى تعود إلينا مضاعفة مرة أخرى فى صورة مختلفة، وهذا هو التفسير الوحيد للحظات سعادتى المفاجئة غير المبررة.. لذا، اخترت أن تصبح هوايتى الجديدة هى صنعتنى الجديدة بجانب الكتابة، ومن لا يرغب فى ملء جعبته بمبهجات الحياة؟ تبدو للوهلة الأولى أن هذه الدعوة للبهجة ونشر المساعدة من قبيل ما تحث عليه كتب التنمية البشرية، التى تحتل قائمة الكتب الأكثر مبيعًا، لكن ما يميز هذه الكتابات، ويفرقها عن كتب الوصفات الجاهزة والسريعة هو التجربة، ولحظات الحزن والسعادة الصادقة، فالكاتبات لا يعلن قهوتهن وانتصاراتهن ولا يتباهين بها بل مصدر الفخر بالهزائم والتكيف معها، لكى نجلب البهجة أو كما تقول إحداهن بالإقلاع عن تصور وانتظار الصور المثالية، «أريدك أن تصدقى أن كل لون ستضيفينه فى لوحة هذا العالم البائس ليصبح أقل بؤسًا سيضع ألوانًا مبهجة فى حياتك». من النصائح أيضًا أو الوصفات المجربة التى تقدمها الكاتبات هو العلاج بالرقص. الرقص الذى عرفته كل الحضارات ومارسه كل البشر فالرقص كان حياة وصلاة أيضًا تقول عزة أبوالأنوار فى مقال بعنوان «الرقص أفيون الشعوب»: «الرقص خلق فى الأصل لنفض الوجع، لمواجهة الخذلان، للخروج من إحباطات العالم، وسد ثقوب الخيبات والسقوط». وتضيف: «ألم ترَ الشيخ الصوفى يدور راقصًا بالتنورة بيد مرفوعة إلى السماء والأخر نحو الأرض؟ الأولى يستجلب بها الخير من السماوات والأخرى يرش بها هذا الخير على الناس.. يدور كما يدور حول الكواكب سابحة فى ملكوت الله.. يدور ليرسم هالة تبدأ وتنتهى عند نفس النقطة كفيزياء الكون كله. يدور حتى يصبح مركزًا لدائرته.. يرقص فيجذب النور من السماء ويلقط هبات الرب المعلقة فى الجو من الذنوب ويصبح نافذة على العالم الحقيقى، مباركًا، ملجأ للناس يرفع الأدعية فتنزل الإجابة. كان الأفرقة قديمًا يرقصون صلاة لجلب المطر أو الدعاء بالحماية، ويرقصون بالأسلحة لاستعراض القوة أمام القبائل المعادية، وفى الهند ترقص الفتيات فى المعابد تقربا للآلهة بحركات تعبيرية عن منح الآلهة.. الشمس وخصوبة الأرض والبحر وحكمة الحكماء.