الكتاب: "لعبة الشيطان".. كيف ساعدت الولاياتالمتحدة على إطلاق العنان للأصولية الإسلامية الكاتب: روبرت دريفوس ترجمة: د. عبد المنعم خربوش الناشر: دار الثقافة الجديدة ثمة حلقة مفقودة في تاريخ الحرب الباردة والنظام العالمي الجديد، وهي كيف أن الولاياتالمتحدة قامت بتمويل وتشجيع تيار الإسلام السياسي. خلال الحرب الباردة لم يكن الاتحاد السوفيتي هو العدو الوحيد للولايات المتحدة على الساحة وطبقا للقاعدة السائدة إما معي أو ضدي، والتي دشنتها الولاياتالمتحدة منذ ذلك الوقت، كانت الولاياتالمتحدة تكره القادة الذين لا يؤيدون أجندة مصالحها فضربت في مقتل وخططت للانقلابات على قادة وزعماء الحركات الوطنية بدءا من محمد مصدق في إيران مرورا ب جمال عبد الناصر في مصر. وبوفاة عبد الناصر وتراجع حركة القومية العربية وجدت الولاياتالمتحدة نفسها حليفا لليمين الإسلامي في مصر حيث استخدمه السادات، لإقامة قاعدة سياسية مناهضة للناصرية. لم يقتصر الأمر على مصر وحدها بل امتد عنفوان الإسلام السياسي في كل من: باكستان (ضياء الحق) والسودان (حسن الترابي) زعيم الإخوان هناك. ووفقا للمؤلف استخدمت الولاياتالمتحدة الأصولية الإسلامية ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان وآسيا الوسطي وكذلك في إيران حيث اخذت الثورة الإيرانية تعلن تعاطفها مع الإسلاميين. وانفقت الولاياتالمتحدة بلايين الدولارات لمساندة الجهاد الإسلامي في أفغانستان حيث كانت الجماعات الموالية للإخوان تتولي قيادة المجاهدين، كذلك غضت الطرف عن المساعدات التي كانت تقدمها إسرائيل والأردن سرا إلى الإخوان المسلمين في حربهم الأهلية ضد سوريا والمساعدات الأخرى لتشجيع ونشر الحركة الإسلامية في المناطق المحتلة من فلسطين حيث خرجت من عباءتها حركة حماس. ثم جاء زلزال 11سبتمبر 2001 وانقلب السحر على الساحر وتداعياته من الاحتلال العسكري لأفغانستان والعراق. جاء الكتاب في 12 فصلا من القطع الكبير: الإسلام الشمولي الإمبريالي: وفيه يتناول الكاتب رصد تاريخي منذ العام 1885 لبدء العلاقات والتحالفات بين الولاياتالمتحدة وناشطي الإسلام السياسي يقول: التقي في لندن ناشط فارسي أفغاني رحالة مع مسئولين يعملون في المخابرات ووزارة الخارجية البريطانية ليجروا معا حوارا فكريا وتساءل هذا الناشط ما إذا كانت بريطانيا وفارس وأفغانستان ضد روسيا القيصرية. إخوان بريطانيا: هذا الفصل أفرده المؤلف لظهور حسن البنا في مصر وأمين الحسيني في فلسطين، وكيف أن البنا أسس جماعته الإخوان المسلمين بفضل منحة من شركة قناة السويس، والتي استخدمها الدبلوماسيون البريطانيون والمخابرات البريطانية (im6) ضد الوطنيين المصريين، وفيما بعد ضد الرئيس جمال عبد الناصر، وفي نفس الوقت الذي كان فيه الحاج أمين الحسيني قد بدأ تسلقه للسلطة في عشرينيات القرن الماضي بفضل مساندة صريحة من سلطات الانتداب الإنجليزي المشرفة على فلسطين. الإسلام والحرب الباردة: تحدث الكاتب في هذا الفصل عن بزوغ نجم الولاياتالمتحدة عقب الحرب العالمية الثانية وكيف بدأت تتلمس طريقها في الشرق الأوسط، وعن دور ( سعيد رمضان ) الممثل الرسمي للإخوان المسلمين ومنظرهم في فتح الباب أمام التحالفات الأمريكية مع اليمين الإسلامي وعلي رأسه الإخوان المسلمين ضد قلعة الشيوعية. الحرب ضد ناصر ومصدق: تناول فيه نبذة عن رئيس الوزراء الإيراني ( محمد مصدق ) حينما أمم بترول إيران في عهد الشاه والانقلاب الذي قادته عليه الولاياتالمتحدة وهو نفس الدور الذي لعبته مع الرئيس عبد الناصر في مصر بداية من سحب تمويل السد العالي والذي بلغ ذروته في حرب 67. ملك كل المسلمين: وفيه يتحدث دريفوس عن علاقة شهر العسل الطويلة بين الولاياتالمتحدة وتنظيم الإخوان المسلمين في مصر والسعودية وضخ دماء جديدة للتنظيم مثل ( يوسف ندا وسيد قطب ) والإمبراطورية الاقتصادية التي بدأ الإخوان في تشييدها وحرب أكتوبر وما تتبع عليها من إطلاق السادات لقبضة التيار الديني والجماعات الإسلامية ضد الشيوعيين والناصريين. الجهاد الثاني داخل آسيا: وهو فصل خاص بالدور الذي لعبته الولاياتالمتحدة والمخابرات المركزية في تمويل وتأسيس مجاهدي أفغانستان لضرب الاتحاد السوفيتي ابان الحرب الباردة. المخابرات المركزية وإيران: وفيه تناول المؤلف علاقة الشد والجذب بين نظام الملالي في إيران ودور المخابرات المركزية في تمكين ( الخوميني ) وآيات الله من القفز على ثورة 1979. صدام الحضارات: هو الفصل الأخير من الكتاب يتحدث فيه عن هجمات 11 سبتمبر 2001 وما أعقبها من ظهور نظريات ( صدام الحضارات....ونهاية التاريخ ) واستبدال العدو الإسلامي بديلا عن العدو الشيوعي وتدشين مرحلة القطبية الاحادية بزعامة الولاياتالمتحدة وخلق الأزمات والصراعات في دول الشرق الأوسط ومنها ( مصر والجزائر ) في عقد التسعينيات الدموي باستخدام الإسلام السياسي المتطرف وتمويله بالمال والسلاح والتدريب تمهيدا لتشكيل شرق أوسط جديد.