كشفت جماعة الإخوان الإرهابية عن وجهها القبيح، الذي طالما حاولت خداع المصريين به من خلال التشدق بشعارات دينية هي أبعد ما تكون عن الاقتداء بها، فبعد ثورة الشعب على حكم "المرشد" و"الاستبن" في 30 يونيو 2013 بات اللعب على المكشوف وظهرت النوايا الدنيئة للجماعة التي تنفذ أجندات تخريبية والتي تمثلت في تطبيق سيناريو "الأرض المحروقة" عملًا بمبدأ "يا نحكم مصر يا نولع فيها". سرقة الثورة كان أول فصول جريمة التنظيم الإرهابي هو القفز على ثورة 25 يناير 2011، حين استغلت مشاعر المواطنين النقية الحالمة بحياة أفضل ومستقبل مشرق وذلك بمحاولة القيام بعدة أدوار على النحو التالي: أولا: الظهور في صورة الشريك الفاعل في الثورة عبر الانضمام للجماهير الحاشدة والقوى السياسية عبر التواجد في ميدان التحرير وتقديم فروض الولاء والطاعة لينطلي المكر على المتظاهرين والمعتصمين. ثانيًا: محاولة إيهام الرأي العام بأن عناصر "الجماعة" الإرهابية هي حامية الثورة من خلال فبركات اللجان الشعبية التي طوقت البلاد كلها من أول ميدان التحرير وحتى أسوان. ثالثًا: سرقة الثورة واغتصاب أحلام وإرادة المتظاهرين عن طريق توجيه المسار السياسي في الاتجاه الذي يخدم مصالحها في اعتلاء حكم البلاد ومن ثم السيطرة على كافة مفاصل الدولة ليجد المصريون أنفسهم على موعد مع استنساخ جديد للحزب الوطني الذي قامت الثورة للإطاحة به. خطف عرش مصر وبعد نجاح ثورة 25 يناير 2011 في الإطاحة بالنظام الفاسد الفاشل تعهد أنصار "المحظورة" بالمشاركة النزيهة في تشكيل ملامح الدولة المدنية الحديث التي تقوم على المشاركة لا المغالبة فتعهدوا بعدم الزج بأي مرشح في الانتخابات الرئاسية. وحين أحكم تنظيم الإخوان الإرهابي سيطرته على عقول البسطاء عبر إيهامهم بأنه الحاكم بأمر الله وأن غيرهم كافرون، ولجأوا لعدة استمالات، بدأت بالجنة والنار وانتهت بالزيت والسكر لاجتذاب الأصوات في الاستحقاقات السياسية واحدا تلو الآخر بدءا من الإعلان الدستور ومرورًا بمجلسي الشعب والشورى، تنصلت الجماعة الإرهابية من وعودها وعهودها وراحت تزيف الحقائق فدفعت بخيرت الشاطر كمرشح رئاسي. إلا أن القضاء أثبت عدم أهليته للترشح لهذا المنصب، فلم يكن هناك بديل من الدفع بالمرشح "الاستبن" الذي تربى على السمع والطاعة ليس لله بل للمرشد، وهنا كانت الطامة الكبرى حيث وصل "المعزول" مرسي للحكم بنتائج مطعون في سلامتها منظورة الآن أمام القضاء. وبطبيعة الأحوال لم يأل "المعزول" جهدًا في خدمة أجندات التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية القائم على التغلغل في جميع مفاصل وأوصال الدولة بصورة تجعل من المستحيل التخلص منهم أو عصيان لهم أمر.. وحاول "المعزول" وجماعته تغيير وجه مصر ونزعها من حضن الوطن العربي عبر التفريط في الحدود جنوبًا وشرقًا وعقد التحالفات الحمساوية التركية القطرية لحل أزمة الكيان الصهيوني بإنشاء وطن بديل للفلسطينيين في سيناء. ولم تقتصر جرائم "الإرهابية" بعد وصولها للحكم على العمالة لجهات معادية لمصر بل تفشت أمراض الفشل الإداري كانتشار الورم الخبيث في الجسد النحيل حيث اكتشف المصريون "نصبة" مشروع النهضة وغرقوا في بحر من الأزمات بداية من انقطاع الكهرباء واختفاء أنابيب البوتاجاز وانتهاء بشلل كافة أوجه الحياة بسبب تهريب الوقود لغزة ومضاعفة عدد الأنفاق بين القطاع وسيناء بصورة غير مسبوقة. انتفاضة الشعب وبعدما استبدت رياح "الأخونة" بالمصريين و"بلغت الروح الحلقوم".. خرجت جموع الشعب لتعلن إسقاط حكم الجماعة الإرهابية، مطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، إلا أن غرور "المعزول" واستهانته بغضب المصريين بلغت مداها ودفعته لتجاهل صوت الملايين، وجاء آخر خطاب ليكيل الاتهامات الباطلة والتهديدات بإراقة بحور الدم في مقابل التمسك بكرسي العرش. وهنا خرج ملايين المواطنين الذين رفعوا سقف مطالبهم من الانتخابات الرئاسية المبكرة إلى رحيل "المعزول" وإسقاط حكم المرشد لتكشف الحجاب عن الوجه المخادع للجماعة الإرهابية التي راهنت على الاحتفاظ بالسلطة على حساب دماء المصريين. حرق مصر ومنذ 3 يوليو 2013، الذي يوافق تاريخ عزل مرسي، خلعت الجماعة الإرهابية كافة الأقنعة المخادعة وكشفت عن وجهها القبيح، حيث بدأت اتباع سياسة فرض الأمر الواقع لإعادة المعزول فاعتصم أنصارها في عدة ميادين من بينها رابعة العدوية والنهضة وأقاموا من خلالها ما يشبه مستوطنات الاحتلال. وراهنت قيادات الجماعة الإرهابية على إراقة أكبر كمية من الدماء لتصوير ما حدث في 3 يوليو على أنه انقلابن وليس ثورة استجابت خلالها القيادة العسكرية لإرادة أبناء الشعب وحقنت دماء المصريين، فاحتجزت عناصرها بميادين الاعتصام ورفضت أي مبادرات سلمية للتفاهم أو المشاركة في لجنة الخمسين المكلفة بصياغة التعديلات الدستورية، ومنذ ذلك الحين لم تتوقف العمليات الإرهابية يومًا واحدًا ولم تقتصر على محافظة دون أخرى ولم تفرق بين طفل أو شيخ أو امرأة ولا رجل. وحين بلغ اليأس مداه بالجماعة الإرهابية من إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، حيث أبهرهم الشعب المصري الذي لم يخف أو ينخدع ومارس حقه الوطني في الخروج للاستفتاء على الدستور منتصف الشهر الجاري، وجاءت نتيجة التأييد بأغلبية كاسحة أكثر من 98% لتوجه صفعة قاسية لدعوات الجماعة الإرهابية بالمقاطعة أو التصويت ب"لا". عندئذ جهرت الجماعة الإرهابية بمخطط تكدير فرحة المصريين وإغراق البلاد في بحور من الدماء عبر مهاجمة الكمائن الأمنية وتفجيرات أقسام الشرطة ومديريات الأمن واختارت يوم الجمعة 24 يناير كساعة صفر لبدء مخطط حرق مصر حيث فتح المصريون عيونهم على 3 تفجيرات إرهابية ضد مديرية أمن القاهرة ومحطة مترو البحوث بالدقي وقسم شرطة الطالبية، بخلاف المحاولات الإجرامية التي نجح الأمن في إحباطها ضمن مخطط حرق مصر.