يعد أبو الهمام أمير إمارة الصحراء بتنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى، أحد أهم أفراد التنظيم فهو المسئول عن فرع القاعدة فى كل من «مالي»، و«النيجر»، و«نيجيريا»، و«ليبيا»، و«موريتانيا»، و«تشاد». جمال عكاشة المكنى ب«يحيى أبوالهمام» جزائرى الأصل، ولد عام 1978 بمنطقة «الرغاية» شرقى العاصمة الجزائرية، وهو من ضمن السجناء الذين أفرج عنهم أثناء أحداث العشرية السوداء فى التسعينيات بعد قضائه 18 شهرًا. والتحق أبوالهمام بالجماعات المسلحة فى تسعينيات القرن الماضى فى الجزائر بقيادة «حسان أبى حطاب» وقتها، وتدرب أبوالهمام على القتال وفنونه لفترات طويلة حتى تمكن فيها، فأرسله «أبوحطاب» فى يوليو عام 2004 إلى جنوبى الجزائر بغرض دعم «مختار بلمختار» المكنى ب«خالد أبى العباس»، زعيم فرع التنظيم هناك. وتقلد أبوالهمام مناصب قيادية؛ حيث أسند «بلمختار» إليه قيادة المنطقة التاسعة فى الصحراء، كما كلفه بإنشاء قاعدة لجلب السلاح وتوصيلها إلى قادة التنظيم فى الجزائر، المهمة التى نجح فيها، وجعلته من أبرز ممولى التنظيم بالسلاح. ويعد هو مهندس عمليات الخطف للغربيين فى الصحراء الكبرى، وأبرز قادة تنظيم القاعدة فى المغرب الإسلامى، التى وصلت إلى الصحراء فى النصف الثانى من 2004. وخطط أبوالهمام العديد من العمليات العسكرية ضد الجيش الموريتاني؛ إذ قاد الهجوم على منطقة «الغلاوية» التى قُتِلَ فيها 3 من الجنود الموريتانيين، والهجوم على ثكنة «لمغيطي» العسكرية التابعة للجيش الموريتانى عام 2005، التى سقط فيها أكثر من 15 جنديًّا موريتانيًّا. وفى عام 2006 حكم عليه بالإعدام من قبِل محكمة جزائرية فى تهم متعلقة بالإرهاب، ودبر لعملية انتحارية قرب السفارة الفرنسية بنواكشوط فى أغسطس 2009. وهو المسئول عن الهجوم الانتحارى، الذى استهدف مقر قيادة المنطقة العسكرية الخامسة فى النعمة شرق موريتانيا فى 25 أغسطس 2010. وفى عام 2013 أدرجت الولاياتالمتحدة يحيى أبوالهمام تحت قائمة الإرهاب، لما له من سجل طويل من العمليات الإرهابية. وهدد فرنسا فى تسجيل صوتى له نشرته وكالة أنباء «الشرق»؛ بشنِّ هجوم انتقامى، كما تبنى فى هذا التسجيل عملية هجوم فندق راديسون الإرهابية فى باماكو التى جرت فى 20 نوفمبر 2015، التى راح ضحيتها أكثر من 27 رهينة، إضافة لمنفذى العملية. وفى لقاء له مع وكالة «الأنباء الموريتانية» فى أكتوبر 2016، قال «أبوالهمام»: «إنه ينسق مع جماعة أنصار الدين، و(جبهة تحرير ماسينا) الناشطتين فى إقليم أزواد بمالى، ويتعاون معهما فى «كل الأمور المتعلقة بالحرب داخل البلد». وتم اختيار «أبوالهمام» ليكون نائب ما تسمى جماعة نُصرة الإسلام والمسلمين، وهى تحالف شُكل من 4 جماعات إرهابية مشاركة فى الصراع شمالى مالى وموالية لتنظيم القاعدة فى مارس 2017. فى منتصف 2018 التقى مع قيادات من تنظيم داعش فى ليبيا وأفادت تقارير بأنه كان يسعى لإنشاء تعاون بينهم فى منطقة الصحراء الكبرى، واستمر منذ هذا الوقت يخطط لتوسيع نشاطه الإرهابى إلى أن لقى حتفه على يد القوات الفرنسية فى الساحل «برخان»، صباح الخميس الماضى.