قليل من الأيام تفصلنا عن انطلاقة فاعلية يوم الشباب العالمى ال34 والذى سينعقد ببنما فى الفترة ما بين الثانى والعشرين وحتى السابع والعشرين من يناير الجارى وشعاره «أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُن لى بِحَسَبِ قَولِكَ». دعى القديس يوحنا بولس الثانى لهذا الحدث: يوم الشباب العالمي، عام 1984 وكان أول تجمع فى روما، وهدفه هو تشجيع مقابلة شخصية مع يسوع المسيح، والذى يبدل حياتنا، لنشر السلام والوحدة والأخوة بين الناس والشعوب، من خلال الشباب كسفراء لكل البشرية. وقد وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة للشباب بهذه المناسبة: «إننا نقترب من اليوم العالمى للشباب الذى سيُحتفل به فى بنما وموضوعه جواب مريم العذراء على دعوة الله «أَنا أَمَةُ الرَّبّ فَليَكُن لى بِحَسَبِ قَولِكَ» (لوقا 1، 38)»: أن كلمات مريم العذراء هى «نَعَم» شجاعة وسخية، «نَعَم» من فهم سر الدعوة: الخروج من الذات وخدمة الآخرين. وقال البابا فرنسيس إن حياتنا تجد معنى فقط فى خدمة الله والقريب. وأضاف أن شبابًا كثيرين، مؤمنين أو غير مؤمنين، يُظهرون فى نهاية فترة من الدراسة الرغبة فى مساعدة الآخرين، فِعل شيء من أجل المتألمين. وأشار إلى أن هذه هى قوة الشباب، تلك القادرة على تغيير العالم، مسلطا الضوء على «ثورة» الخدمة. نعم نستطيع القول، إن قداسة البابا يدعو شباب العالم إلى ثورة: ثورة الخدمة، والتى تدعونا أن نخرج من ذواتنا ونبحث عن الآخر. يوم الشباب العالمى ببنما يميزه أنه يأتى بعد سينودس الأساقفة بروما أكتوبر الماضى، والذى كان محوره الشباب والإيمان وتمييز الدعوة. حدث فريد فى الكنيسة الكاثوليكية فى ختامه ارسل آباء السينودس رسالة إلى شباب العالم جاء فيها: رسالة آباء السينودس إلى الشباب بالنسبة لكم، يا شباب العالم، نحن الآباء السينودس نريد نتحدث معكم ونعلن إليكم كلمات الأمل والثقة والعزاء. فى هذه الأيام، اجتمعنا للاستماع إلى يسوع، «المسيح الشاب الأزلي» الذى يكشف صوته عن أصواتك الخاصة، صرخات الابتهاج، شكواك... صمتك أيضًا!. نحن نعرف أسئلتك الروحية، أفراحك، آمالك، آلامك، مخاوفك، همومك. نود أيضًا التحدث معك: نريد أن نساهم فى تنمية فرحتك، بحيث تصبح توقعاتك مثاليات، نحن على يقين من أنك مستعد للمشاركة للعيش فى الفرح حتى تتحقق أحلامك بشكل ملموس فى حياتك اليومية، وفى تاريخنا البشري. نرجو أن نقاط ضعفنا لا تفقدك الشجاعة وتحبطك، وأن الضعف والخطايا لا تقف فى طريق إيمانك. الكنيسة هى أمك، إنها لا تتخلى عنك، وإنها مستعدة لمرافقتك فى مسارات جديدة، فى المرتفعات، حيث تهب ريح الروح بقوة، تطارد السحب السوداء من اللامبالاة، السطحية والإحباط. فى حين أن الله أحب العالم إلى درجة إعطائه ابنه يسوع، مكنه على النجاح، على المتعة، عندما يكتئب الضعفاء، يساعده على الاستيقاظ وتحويل عينيه نحو الحب، الجمال، الحقيقة، العدالة. لمدة شهر سرنا معا، مع بعض منكم والعديد من الآخرين الذين انضموا إلينا بالصلاة والمودة ونرغب الآن فى مواصلة هذا الطريق فى جميع أنحاء العالم، حيث يدعونا الرب أن نكون تلاميذ رسوليين. تحتاج الكنيسة والعالم إلى حماسك. اصنع لنفسك الصحابة من الأكثر هشاشة والأكثر فقرا من بين جميع الجرحى فى الحياة. أنتم الحاضر، تضيئون الآن مستقبلنا. الأب هاني باخوم وكيل بطريركية الأقباط الكاثوليك والمتحدث الرسمى للكنيسة الكاثوليكية بمصر.