تنظر إليه من بعيد وهو يتأمل الماء، فتظن أنه عاشق للطبيعة أو مهموم يشكو جروحه للبحر، ليخفف عنه أوجاعه بأمواجه المتتالية، ويحتويه برياحه الهادئة، وإذا أطلت النظر إليه ربما تشاهده يقفز داخل الماء، ولا يظهر إلا بعد مرور عشرات الدقائق، وربما يستغرق الأمر ساعات، فهو لا يمل من الغوص والسباحة بجانب الأسماك، ولا يفقد أبدًا متعة العالم الآخر الذى وجده تحت الماء وقرر استكشاف كل ما فيه. ورغم كونه عالما مليئا بالمخاطر، فإن عمرو حسن البالغ من العمر 38 عاما، لم ير فيه إلا الراحة النفسية، ودفعه شغفه وحبه للمغامرات إلى ممارسة رياضة الغوص الحر فى أكثر من شاطئ، حتى أصبح مع الوقت مدربا متميزا فى ذلك المجال النادر، وفى الواقع لم يكن ذلك مجرد هواية، حيث تدرب «عمرو» فى البداية على أيدى سائحة ألمانية، وأخرى هولندية، واللتين قابلهما الشاب المصرى الأردنى فى مدينة «دهب» بسيناء، بعدما أنهى دراسته وتخرج فى المعهد العالى للحاسب الآلى بالأردن، ويحمل «عمرو» جنسية مصرية أردنية، وذلك لكونه نجل أب أردنى وأم مصرية. بدأت رحلته مع الغوص عندما شعر «عمرو» بألم شديد فى أذنيه، بعدما حاول القفز تحت الماء، وحينها أخبره أحد الأصدقاء عن شيء يدعى «معادلة الضغط»، لم يبال الشاب الطموح فى البداية، وقرر خوض التجربة مرة أخرى لعله ينجح فى الغطس، ومع عدة محاولات نجح «عمرو» أخيرًا، فى الغوص، ولحسن الحظ قابل أحد الأشخاص يمارس هواية الصيد بالبندقية وبسؤاله، لم يبخل عليه هذا الرجل الشجاع بالطريقة، وظل عمرو يصطاد لمدة 3 أعوام.