امتنعت الحكومة اليابانية حتى الآن عن انتقاد روسيا بشأن إطلاق النار على السفن الحربية الأوكرانية واحتجازها من قِبل خفر السواحل الروسية، وذلك قبيل بدء مفاوضاتها الإقليمية مع الحكومة الروسية. ونقلت صحيفة "ذا جابان تايمز" اليابانية عن نائب وزير شئون مجلس الوزراء الياباني كوتارو نوجامي قوله"إننا نأمل في أن تمارس جميع الأطراف المعنية ضبط النفس وبذلك سيهدأ الوضع"، دون أن يتطرق إلى ذكر اسم روسيا. وكان الكرملين قد حذر أمس من أن إعلان أوكرانيا قانون الأحكام العرفية لقيام روسيا باحتجاز ثلاث سفن أوكرانية قد يؤدي إلى اندلاع أعمال العنف في شرق أوكرانيا، بينما ألقت كييف باللوم على روسيا لعرضها البحارة الأوكرانيين المحتجزين على شاشات التليفزيون. كما ألقت كل من روسياوأوكرانيا باللوم على بعضهما البعض في مواجهات يوم الأحد بمضيق كيرتش الذي يربط بين البحر الأسود وبحر آزوف، وأثار الصدام شبح تجدد الصراع بشكل كامل في شرق أوكرانيا، وتعرضت روسيا لانتقادات شديدة في الأممالمتحدة وجهتها الولاياتالمتحدة وحلفائها. وأقر البرلمان الأوكراني أمس الأول ما اقترحه الرئيس بيترو بوروشينكو وهو فرض قانون الأحكام العرفية لمدة 30 يوما، وهو ما كانت أوكرانيا قد تجنبته في السابق حتى عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم لها عام 2014 أو أرسلت قوات سرية وأسلحة للمتمردين في المناطق الشرقيةلأوكرانيا. وقال نوجامي:" إن موقف طوكيو هو معارضة أي محاولات لتغيير الوضع القائم بالقوة مع التركيز على حرية الملاحة. ولكن فيما يتعلق بالحادث الأخير -الذي من المرجح أن يثير التوتر بين روسياوأوكرانيا ، أشار نوجامي فقط إلى أهمية مراقبة التطورات والمخاوف بشأن التدهور المحتمل في الوضع الأوكراني". ومع تصعيد الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية للانتقاد ضد روسيا، أقر مسؤول كبير بوزارة الخارجية اليابانية بأن الأفعال الروسية تمثل محاولة لتغيير الوضع القائم بالقوة، إلا أن مسؤولاً حكومياً بارزاً آخر أظهر إحجاماً عن مشاركة اليابان في المشكلة باعتبار أنها مسألة بعيدة عن البلاد. ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة مجموعة العشرين للاقتصادات المتقدمة والناشئة في العاصمة الأرجنتينية بوينوس أيرس اعتبارا من يوم الجمعة المقبل. واتفق الزعيمان في الاجتماع الذي عقد في سنغافورة في وقت سابق من الشهر الجاري على تسريع المحادثات الثنائية حول معاهدة سلام أُبرمت في الحرب العالمية الثانية تستند إلى الإعلان المشترك بين اليابان والاتحاد السوفيتي لعام 1956، والذي يدعو إلى عودة جزيرتين قبالة جزر هوكايدو من الأربع جزر التابعة لروسيا إلى اليابان بعد إبرام معاهدة سلام، وسوف يشكل اتفاق سنغافورة أساسًا لمحادثات آبي وبوتين القادمة. وقال مصدر حكومي إن آبي مصمم على الحفاظ على علاقة جيدة مع بوتين، ولن يكون لمشكلة أوكرانيا أي تأثير على المفاوضات الإقليمية بين اليابانوروسيا.