يأتي اقتراح لجنة جائزة العنقاء الدولية لأفضل كتاب بترشيح الشاعر جمال بخيت، للفوز عن ديوانه "مشاعر بلا ترتيب" اليوم، ليضع هالة من الضوء على هذا الشاعر صاحب الإسهام البارز في العامية المصرية بالعقد الأخير. فقد كتب جمال بخيت عدداً من القصائد التي لاقت ذيوعاً وانتشاراً، وبالأخص بعد نقلها للجماهير من خلال الوسيط الدرامي في السينما والتلفزيون، ونذكر له أغنيته الشجية "مش باقي مني" التي غنى منها المطرب أحمد سعد بعض المقاطع بفيلم "دكان شحاتة" ونذكر له أيضاً " بنعشق الحياة" التي تغنى بها الصوت الواعد لغادة رجب، والتي لحنها حلمي بكر بقية زمن الفن الجميل الذي لا يزال يواجه موجة الهلس الغنائي المهيمنة على الساحة الفنية. وجمال بخيت شاعر غريب فهو يعتز بالعامية، ويكتب من خلالها قصائده التي تتسم بروح مصرية خالصة مستمدة من الواقع والموروث الشعبي، وموغلة في عاميتها واستخدامها للألفاظ والمعاني المتجذرة في صميم الهوية المصرية، ورغم ذلك لازال بخيت محافظاً على نزعته القومية عاشقاً للزعيم الراحل جمال عبد الناصر ، الذي ناجاه في إحدى قصائده المشهورة طالباً منه العودة، مؤمناً بالعروبة إيمان لم تزعزعه حقيقة أن الوحدة العربية أصبحت مجرد حلم وردي متآكل تعبث به المحن والصراعات. كيف أمكن لبخيت أن يجمع بين العامية والفكر القومي؟ ذلك هو السؤال الذي تنم إجابته عن حالة فريدة بين أقرانه من شعراء العامية، وعلى أي حال فالعامية المصرية على وجه التحديد هي ملك للعرب جميعاً فأي عربي من المحيط إلى الخليج قادر على استيعابها بلا أدنى مجهود، وهي على حقيقتها عامل توحيد وليست روحاً شعوبية. وأما عن السيرة الذاتية لجمال بخيت فهو مولود في التاسع والعشرين من يناير لعام 1945 وهو خريج كلية الإعلام، قسم صحافة عام 1979، جامعة القاهرة. وقد اختارته الإذاعة المصرية أربع مرات متتالية ليكتب الأغنية التي تشارك بها في مسابقة الأغنية العربية التي يقيمها سنويا اتحاد الاذاعات العربية لجامعة الدول العربية. كافح بشعره وكتاباته في عهد الرئيس السابق حسني مبارك ضد التوريث، وتكميم أفواه المعارضة والفقر ومن أبرز قصائده التي اشتهر بها قصيدة ‹الواد كبر› و ‹دين ابوهم› وقصيدة ‹الفترة الجاية لسوهارتو› التي تناولت تأييد البعض لسوهارتو الرئيس الإندونيسي السابق، بعدما قامت عليه ثورة فقدم استقالته، وكان يقصد بتلك القصيدة الجماعات المؤيدة للرئيس المصري السابق حسنى مبارك بعدما تنحي عن الحكم بعد قيام ثورة 25 يناير مثل ‹آسفين يا ريس› و‹أبناء مبارك› إضافة إلى قصيدة ‹ارجع بقى› والتي يشير فيها إلى اشتياقه إلى عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وقصيدة ‹فلسطيني› التي يساند فيها الشعب الفلسطيني المحتل في قضيته، وهناك أيضا قصيدة ‹المصري› والتي يعتز فيها بمصريته وتراثه وقصيدة "أهلاً رمضان".