ناقش الروائي الفرنسي الجزائري ألبير كامو من خلال روايته "أسطورة سيزيف" جدلية المنطق واللامنطق، والجدوى واللا جدوى، الكامنة في تفكير الانسان، والتأمل في الحياة، وما يبعث من نتيجة التفكير من مؤثرات تتدخل تدخل جزري في حياة الانسان التي يعيشها، بل وتشكل له العالم من حولة كيفما سلك تفكيره. كامو، الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأربعاء، كان قد تناول في روايته الجانب العقلي واللاعقلي لدى كل من يجادل بذهنه فيما يتعلق بالشيئ الخفي أو الأوهام والضلالات كما وصفها، التي تؤدي بصاحبها في النهاية إلى اضطربات نفسية قد تؤدي إلى الانتحار. ولعل تساؤله: "بماذا يجدى نفعا إن كانت الحقيقة هي أن الشمس التي تدور حول الأرض، أم أن الارض هي التي تدور حول الشمس؟!"، يوضح لنا أهمية طريقة التفكير، وما هي النتائج التي سنصل إليها، هل هي فعلا مجدية أم لا، ويبدو من تلك النظريةما قصده كامو أن الحياة بها ما يهم العقل البشري، وهناك ما لا يجدى نفعا. وقد يحتم علينا الواقع والحقيقة أن ينشغل الذهن بالأمل أكثر مما دونه، لتستمر حياة الإنسان في تجديد مستمر دون عقبات لا داعي لها، قد تؤدي بحياة الأنسان الي نهاية غير مرضية، علينا أن نسير على خطوات الأمل أكثر من سيرنا على خطوات أذهان تحول الفكره لنمط حياة، وعلينا أن نتحكم بها، ونحن من نصنعها، تلك رؤى حاول كامو في كتابه الذي لم يحظ بشهرة "الغريب" أن يبرزها من خلال تماسه مع الأسطورة القديمة التي تحمل اسم "سيزيف".