فى الرابع من يناير من عام 1960على طريق (جاليمار- فرانسا) عثرت الشرطة الفرنسية على سيارة الناشر ميشيل جاليمار مقلوبة وبداخلها الفيلسوف الوجودى والكاتب المسرحى (الفرنسى- الجزائرى) ألبير كامو وزوجته فرانسين وابنتيه التوأم كاترين وجين ميتين، ولحق بهما ميشيل بعد أيام من نقله إلى المستشفى. عرف ألبير كامو فى فرنسا والعالم بالرغم من قصر رحلته الأدبية التى تركها فى السادسة والأربعين فيسوفاً متمرداً مقاوماً قد يكون مرجعيته فى ذلك ميلاده في قرية الذرعان بالجزائر، وأسرته الغير عربية فهو من أب فرنسي، وأم أسبانية، وكذلك تعلمه بجامعة الجزائر، وانخراطه في المقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني، وانضمامه إلى خلية الكفاح التى تحولت إلى صحيفة "الكفاح" اليومية التي تتحدث باسم المقاومة الشعبية, واشترك في تحريرها جان بول سارتر أيضاً. عندما بدأ رجال الشرطة التفتيش عن هوية المصابين فى الحادث والمتوفين وجدت فى سيارة ميشيل جاليمار أوراق رواية كامو الأخيرة التى كان بصدد الانتهاء منها بعد أن حصل على جائزة نوبل فى الآداب عام 1958 وبصدد طريقه إلى فرنسا بعد احتفاله واسرته بعيد الميلاد وحملت الرواية عنوان له مفارقة غريبة فى حياة المتمر الفرنسى – الجزائرى الا وهو" الرجل الأخير". كتابين كامو "أسطورة سيزيف" 1942، و"المتمرد "1951 لخص فيهم افكاره العبثية المتمرده لوضع الإنسان في الوجود، من خلال شخصيتين محوريتين هم سيزيف و شوبنهاور ، ورمز كامو فى كل منهم إلى الإنسان الذي قدر عليه الشقاء بلا جدوى، وقُدّرت عليه الحياة بلا طائل, فيلجأ إلى الفرار أو بالموت الإرادي أو بالانتحار. هكذا كانت فلسفة كامو فى بقية مؤلفاته الروائية والمسرحية : السقوط، الغريب، الطاعون، السقطة، المقصلة، الإنسان المتمرد، ومن أعماله المسرحية كاليجولا، سوء تفاهم، الحصار العادلون . ولد البير كامو فى 7 نوفمبر عام 1913.