تناولت مقالات كبار الكتاب في الصحف المصرية صباح اليوم العديد من القضايا الداخلية والخارجية. ففي مقاله (آراء حرة) بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب والشاعر فاروق جويدة تحت عنوان (حين تسترد الدولة هيبتها) إنه "بعد 3 سنوات من الغياب يمكن القول الآن إن هيبة الدولة المصرية قد عادت إلى مسارها الطبيعي وأصبحت قادرة على أن تحمي شعبا وتنقذ أمة من الفوضي والفتن والمصير المجهول.. حيث عادت الدولة المصرية بجيشها وشرطتها وشعبها بمختلف التيارات فيه تضع أقدامها ولأول مرة على طريق آمن نحو بناء المستقبل". ولفت جويدة إلى أن موقف الجيش المصري في استفتاء الدستور كان سلوكا راقيا ورفيعا في التعامل والانضباط والتوحد مع الشعب، وكانت الشرطة المصرية غاية في الالتزام والحرص على أداء المسئولية بأفضل الوسائل والأساليب، وكان الشعب المصري في أحسن حالاته ولاء وانتماء وعاد إلي صورته الأصيلة في الترابط والتكاتف وتحمل المسئولية. وشدد على أن المرأة المصرية كانت رائعة في حضورها شامخة في تضحياتها، وخرج رموز الأجيال القديمة يعيدون صورة الولاء الجميل والحب الصادق وانتشر شباب مصر في اللجان وهم يحلمون بغد جميل يعيد لهذا الوطن دوره ومكانته وحرصه على كرامة أبنائه. وأضاف الكاتب "توقفت كثيرا أمام الاستفتاء حول الدستور وأنا أرى مصر تلملم جراحها وتحضن شهداءها وتقدم للعالم للمرة الثالثة في أقل من 3 أعوام صورة إنسان متحضر وشعب راق وأمة تستحق أن تأخذ مكانتها بين الشعوب. وتابع "سوف يتحدث الكثيرون عن الاستفتاء والدستور وهذه الملحمة الرائعة التي توحد فيها جيش مصر وأمنه مع الشعب في لحظة تاريخية لم تكن مجرد تصويت على وثيقة ولكنها كانت وقفة نودع فيها زمنا ونستقبل زمنا آخر". وأكد أن المطلوب الآن منا كشعب وحكومة أن نتجه بأبصارنا إلي المستقبل وليس معني ذلك أن نطوي حسابات الماضي لأننا لن نفعل ذلك ولا نستطيع، فهناك قضايا وجرائم في حق هذا الشعب لا يمكن أن تسقط بالتقادم.. أمامنا الآن مستقبل يجب أن نرسم ملامحه وتفاصيله ونعرف جيدا ماذا نحن فاعلون فيه. وفي مقاله (بدون تردد) بصحيفة " الأخبار" أكد الكاتب محمد بركات فى مقال تحت عنوان (رسائل الشعب) أن هناك عدة رسائل مهمة وبالغة الدلالة سجلها الشعب المصري بكل الوضوح والشفافية خلال عملية الاستفتاء على الدستور التي جرت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وبعث بها لكل من يهمه الأمر في الداخل والخارج، ولكل من يتابعون الشأن المصري العام وتطوراته، سواء كانت هذه المتابعة تنطلق من موقف الصديق المحب، أو من موقف العدو الكاره والمتربص بمصر وأهلها. وأوضح الكاتب أن أولي تلك الرسائل كانت تؤكد للجميع دون استثناء أن الشعب المصري قد استرد وطنه بعد طول غياب، وأنه يمارس سيادته الكاملة على أرض هذا الوطن، وأن إدارته فوق الجميع لا ينازعه فيها أحد، وأنه وحده مصدر السلطات ومنبع الشرعية يمنحها لمن يستحقها ويمنعها عمن لا يستحقها ولا يدرك قيمتها، وأن أحدا لا يمكنه الإدعاء بغير ذلك، حتي ولو ملأ الدنيا صراخا وعويلا. وأشار إلى أنه بالنسبة للرسالة الثانية التي خرجت في ذات اللحظة مع الرسالة الأولي، كانت الإعلان الواضح من جانب الملايين التي اصطفت من الصباح الباكر في طوابير طويلة أمام لجان الاستفتاء في كل قري ومدن ومحافظات مصر بأن إرادة الشعب أصبحت واضحة قاطعة في رفضها الكامل والشامل لجماعة الإرهاب والضلال، التي تحاول بشتي الطرق الجبانة فرض سيطرتها علي مصر عنوة بالعنف والقتل والدمار. ولفت الكاتب إلى أنه في طيات هذه الرسالة ذاتها قول فصل من جموع الشعب بأن على الجميع أن يدرك أن هذه الجماعة الإرهابية لن تقوم لها قائمة على أرض مصر بعد الآن، وأن الشعب قد لفظها إلي غير رجعة، وأن على كل الداعمين والمناصرين والمؤيدين لهذه الجماعة الإرهابية في الخارج وضع ذلك في اعتبارهم، والإدراك بأنهم يضعون أنفسهم في خانة الأعداء للشعب المصري والدولة المصرية. وأضاف " أن الرسالة الثالثة أكدت بكل الشفافية أن مصر قد اختارت المستقبل، وأن الشعب بإقراره للدستور بهذه الغالبية الكاسحة والإجماع شبه الكامل إنما يعلن تمسكه باستكمال خارطة المستقبل والسير بخطي واثقة نحو بناء الدولة الديمقراطية الحديثة القائمة على الحرية والمساواة وسيادة القانون والمحققة للعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية". وتحت عنوان (السياسة والدين.. واللعب على ملعب الإخوان) قال الكاتب الدكتور وحيد عبد المجيد في مقاله (قضايا مصرية) بصحيفة " المصري اليوم" إنه "من الأخطاء ما يمكن معالجته حين يتم تصحيحه في وقت مناسب، ومنها ما قد لا يسهل تداركه في أي وقت، وقد وقع نظام ثورة 30 يونيو خلال الشهور الماضية في جملة أخطاء يعتبر معظمها حتى الآن مما يمكن تداركه، ومن أهم هذه الأخطاء وأخطرها استسهال بعض المسئولين في هذا النظام اللجوء إلى خطاب يخلط السياسة بالدين في بعض المناسبات، بالمخالفة للمادة 74 من الدستور الذي كانت عملية إعداد مشروعه جارية حين وقع هذا الخلط مرات". وأعرب الكاتب عن أمنيته في أن يكون إصدار الدستور، الذي تدل مؤشرات نتائج استفتاء الثلاثاء والأربعاء على تأييد واسع له، بداية النهاية لذلك الخلط إذا أردنا كسب معركة المستقبل، وليس فقط مواجهة الإرهاب وغيره من التهديدات المترتبة على ممارسات تنظيم "الإخوان" وحلفائه. ولفت عبد المجيد إلى أنه ينبغي أن يتزامن العمل بالدستور الجديد مع مراجعة جادة من جانب نظام 30 يونيو لهذا المنهج وتغيير الخطاب الذي يخلط السياسة بالدين وعندئذ ربما تكون المفارقة المثيرة - التي ظهرت عند استخدام هذا الخلط لترويج دستور ينص على حظره - هي الأخيرة من نوعها.