شهدت الفترة الماضية نشاطًا مُكثفًا لبرنامج الدبلوماسية السينمائية الأمريكية الأول، والذى يحمل مجموعة من عروض الأفلام الأمريكيةبالقاهرة، ومجموعة من ورش العمل والدورات الإرشادية لصُنّاع الأفلام المصريين الشباب؛ حيث يُعزز ذلك من العلاقات بين القوى الناعمة فى كلا الدولتين. ويقول صمويل ويربرج، الملحق الصحفى والمتحدث الإعلامى للسفارة الأمريكيةبالقاهرة، إن البرنامج العامل بالقاهرة هو أحد أبرز برامج الدبلوماسية السينمائية التى تديرها وزارة الخارجية الأمريكية، ويتم بالتعاون مع معهد الفنون السينمائية بجامعة جنوب كاليفورنيا. وأكد «ويبرج»، أن مكتب الشئون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية الأمريكية يعمل على تعزيز التواصل المباشر بين الشعوب وعلى عرض رؤى معاصرة للمجتمع الأمريكى وتعزيز التفاهم بين الثقافات. وأضاف: «لا بد من الخروج أكثر من الصورة النمطية التى يراها كلا الشعبين عن الآخر؛ لذا نعمل ليس فقط على عرض مجموعة مُنتقاة من الأفلام أو ورش العمل التى تهدف إلى شحذ مهارات صُنّاع الأفلام من الشباب المصري، بل كذلك لدينا برنامج دعم لترجمة أعمال مُنتقاة من الأدب والفكر الأمريكى المُعاصر إلى العربية بالتعاون مع الجامعة الأمريكيةبالقاهرة». الورشة التى تمت مؤخرًا كانت بمشاركة اثنين من أبرز صُنّاع السينما الأمريكيين، هما «كيث فولتون» و«لو بيب»، وكلاهما يخرج الأفلام الوثائقية والروائية على حد سواء، وقد ظلا يشاركان فى إخراج الأفلام من عشرين عامًا. وتم ترشيح فيلمهما الوثائقى «LOST IN LA MANCHA» لمهرجان الفيلم الأوروبى كأفضل فيلم وثائقي، وفاز بجائزة «بيتر سيلرز» فى مهرجان «إيفنينج ستندرد» كأفضل فيلم كوميدي؛ وقد قدما دورات استرشادية وورش عمل لصناع الأفلام المصريين الناشئين. ويقول «لو بيب»: «اعتمدنا فى الورشة التى قدمناها على أساليب الحكى وطرق السرد فى الأفلام الوثائقية». بينما فيكى هيجنز، المنسقة بمؤسسة American Film Showcase، والتى أشرفت على الورشة، فقد أثنت بدورها على الشباب الذين تم اختيارهم للمشاركة، والإيجابية التى كانوا يتواصلون بها مع المدربين، مؤكدة أن هناك مستقبلًا كبيرًا وأفكارًا عظيمة يحملها هؤلاء الشباب، والذين مع التدريب الجيد سيصلون إلى المنافسة مع صناع السينما الكبار. وقالت المخرجة الشابة غادة فكري، أحد المشاركين بالورشة: «هناك فارق هائل بين الفكرة التى تقدمت للمشاركة بها والعمل الذى استعد للتحضير له الآن». وتابعت: «مشروعى يتحدث عن علاقتى بوالدى الذى يُقيم فى السعودية منذ أكثر من ثلاثين عامًا دون أن يجد فرصة مُلائمة للعودة». و أوضحت «غادة» أن الأيام الثلاثة التى شاركت بها صنعت تطورًا كبيرًا فى رؤيتها للأعمال الوثائقية والتسجيلية «وهو ما بدا فى مشروعات المشاركين جميعًا وليس بى وحدي، كلنا أدركنا بشكل أكثر تفصيلًا ما الذى يجب أن نقوم به». الأمر نفسه يؤكده زميلها المخرج الشاب مراد مصطفى، الذى يقول: «بعد الانتهاء من الورشة أصبحت أرى فيلمى بعين أخرى ووجهة نظر مختلفة». ويشهد شهر نوفمبر أيضا، مشاركة أخرى لبرنامج السفارة الأمريكيةبالقاهرة، والتى تُشارك بالتعاون مع مؤسسة Film Independent وإدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، فى تنظيم مؤتمر Global Media Makers) GMM) الذى يقام ضمن فعاليات الدورة الأربعين من المهرجان، على مدار يومى 28 و29 نوفمبر الجارى، تحت مظلة «أيام القاهرة لصناعة السينما»؛ حيث يستعرض التعاون بين صُنّاع السينما فى العالم العربي، بالإضافة إلى إمكانيات التعاون بينهم ونظرائهم فى الولاياتالمتحدة، والاستفادة من خبراء الصناعة هناك، مع مناقشة استدامة شبكة (GMM)؛ وهى شراكة بين Film Independent ومكتب الشئون التعليمية والثقافية بوزارة الخارجية الأمريكية؛ كذلك يهدف إلى كيفية اكتشاف علاقات استراتيجية دولية جديدة. وقالت روث آن ستيفنز كليتز، مسئول الشئون الثقافية فى السفارة الأمريكية فى القاهرة: إن السنوات الثلاث السابقة شهدت تعاون السفارة مع GMM فى جلب صُنَّاع الأفلام المصريين الواعدين للانخراط فى برامج التدريب الاحترافية فى أمريكا، «فبينما هذه البرامج تسمح لهم بتطوير أسواق جديدة لأفلامهم فى الولاياتالمتحدة، يتعلمون أكثر فى مجالهم من خلال الخبراء الأمريكيين»، ولفتت إلى أن هذه الفعاليات تهدف إلى خلق علاقات مستدامة وعميقة بين صناع الأفلام فى الدولتين، وتمنح الفرصة للسينمائيين الأمريكيين لاكتساب فهم أعمق للإعلام الدولي، من خلال المشاركة فى أنشطة عابرة للثقافات. ويضم المؤتمر من الخبراء نائب مدير التسويق السينمائى فى Participant Media والمنتجة مارى سوينى والمنتجة أليكس ماديغان، وسوف يشاركون فى مجموعة من الحلقات النقاشية والورش والمحاضرات التعليمية خلال «أيام القاهرة لصناعة السينما»؛ وهى منصة تقام ضمن فعاليات الدورة ال40 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولى، بالشراكة مع مركز السينما العربية، وتقدم للمشاركين فيها فرص للنقاشات والاجتماعات وورش العمل والورش التدريبية، بالإضافة إلى الشراكة بين المواهب العربية والأسماء المرموقة فى صناعة السينما الإقليمية والدولية، بهدف تقديم دعم أكبر للسينما العربية. وفى إطار فعاليات المنصة ذاتها، تستمر Screen Buzz فى تقديم ورشة مكثفة لكتابة السيناريو، تبدأ فى 27 نوفمبر وتستمر لمدة 4 أيام؛ وهى سلسلة ورش إبداعية ومحاضرات فى صناعة السينما والدراما التليفزيونية تجلب كتابا، مخرجين ومنتجين من هوليوود إلى العالم العربى من أجل دعم المواهب الفنية المحلية لإبداع محتوى درامى أصيل وهادف يمكن تقديمه للجمهور العالمي؛ وتقيم الورشة جمعية أمريكا للإعلام الخارجي، ويتم تقديمها بقيادة الكاتب والمنتج مارك غوفمان المرشح مرتين لجوائز رابطة الكتاب الأمريكيين، إضافة إلى المؤلف صامويل باوم.