أكد قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، أن القوات المسلحة تنفذ كل الإجراءات الاحترازية اللازمة لمنع تمدد الاشتباكات المسلحة التي تدور بين الحين والآخر داخل مخيم (المية ومية) للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا، إلى خارج حدود المخيم، حماية للمواطنين اللبنانيين وحفاظًا على أرزاقهم. جاء ذلك خلال استقبال قائد الجيش اللبناني لراعي أبرشية صيدا ودير القمر وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران إيلي حداد يرافقه رئيس بلدية المية ومية رفعت أبو سابا على رأس وفد. وأشار العماد عون إلى أنه يسعى من ناحية أخرى عبر التواصل مع الأطراف المتقاتلة داخل مخيم المية ومية، إلى تهدئة الوضع والحيلولة دون تدهوره مجددًا. من ناحية أخرى، استعرضت عضو مجلس النواب اللبناني بهية الحريري، مع وفد فلسطيني من قيادة حركة فتح بلبنان، الأوضاع داخل المخيم، حيث عرض أعضاء الوفد لأجواء الاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخرا لتثبيت وقف إطلاق النار داخل المخيم بين فتح وحركة أنصار الله، والخطوات الأخرى التي سيتم استكمالها لاحقا. وأكد أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات، ضرورة "تسليم كل العابثين بالأمن الذين ارتكبوا الجرائم والذين تسببوا بهذه الأحداث إلى الدولة اللبنانية". وأضاف أن هناك قرارا جامعا من كافة الفصائل بتسليم من عبثوا بالأمن داخل المخيم ومارسوا أي نوع من الجرائم، مع التأكيد على تثبيت الأمن والاستقرار تمهيدا لعودة الحياة الطبيعية داخل المخيم والمناطق المجاورة له. كما أكد أعضاء الوفد القيادي بفتح، في لقاء ثان مع عضو مجلس النواب اللبناني الدكتور أسامة سعد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري، ضرورة الحرص على القضية الفلسطينية وحمايتها من مؤامرات التصفية، والحفاظ على المخيمات من أجل حق عودة الفلسطينيين، وسلامة العلاقات الأخوية اللبنانية – الفلسطينية. وأشار الوفد إلى أنه أصبح من الملح "تنظيم السلاح داخل المخيمات وفق أسس متوافق عليها بالاستناد إلى العمل الفلسطيني المشترك، وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية اللبنانية المعنية".. مؤكدين أنه ينبغي تسليم كل مرتكبي الجرائم وعمليات الاغتيال في المخيمات إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية، انطلاقا من مبدأ سيادة الدولة اللبنانية على كل أراضيها. ويشهد مخيم المية ومية للاجئين الفلسطينيين حالة من الهدوء الحذر على مدى اليومين الماضيين، بعد اشتباكات عنيفة استمرت على مدى 3 أيام بين حركتي فتح وأنصار الله، استخدمت فيها الأسلحة النارية الآلية والعبوات المتفجرة والقذائف الصاروخية، على نحو تسبب في سقوط العديد من القتلى والجرحي داخل المخيم. وتأثرت مدينة صيدا بصورة كبيرة جراء تلك الاشتباكات المسلحة خاصة تلك التي وقعت أيام الخميس والجمعة والسبت الماضية، والتي كان قد سبقها اشتباكات مماثلة قبل نحو أسبوعين، الأمر الذي ترتب عليه وقوع أضرار بعدد من المنازل والممتلكات والشوارع خارج نطاق المخيم، جراء تطاير الأعيرة النارية وشظايا القذائف الصاروخية، وسادت حالة من الذعر في أوساط المدينة تسببت في غلق الأنشطة التجارية والمؤسسات التعليمية لمدى يومين متتاليين.