اعتبر الرئيس السورى بشار الأسد خلال استقباله وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف الأربعاء، أن "الفكر الوهابى بات يهدد العالم"، داعيا الجميع إلى المساهمة فى "استئصاله". وأفاد التليفزيون الرسمى السورى فى شريط اخبارى عاجل أن "الرئيس الأسد يحذر خلال لقائه وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف من أن خطر الفكر الوهابى بات يهدد العالم بأسره وليس دول المنطقة فحسب". وأضاف "الشعب السورى وبعض شعوب المنطقة باتت تعى خطورة الفكر الوهابى، ويجب على الجميع المساهمة فى مواجهته واستئصاله من جذوره"، وكان ظريف وصل صباحا إلى مطار دمشق الدولى حيث استقبله نظيره السورى وليد المعلم. وتأتى هذه الزيارة قبل اسبوع من مؤتمر جنيف-2 المخصص للأزمة بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة، والذى لم تدع إليه إيران، أبرز الحلفاء الإقليميين لنظام الرئيس الأسد. وأعرب ظريف خلال لقائه الأسد عن "دعم إيرانلسوريا قيادة وشعبا فى سعيها لإنجاح مؤتمر جنيف-2"، مؤكداً أن "حل الأزمة بيد السوريين أنفسهم"، وذلك بحسب ما نقل التلفزيون السورى. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن ظريف قوله لدى وصوله إلى المطار، أن زيارته تهدف إلى "المساعدة فى خروج المؤتمر الدولى المزمع عقده حول سوريا، جنيف-2، بنتائج لصالح الشعب السورى". وأكد أنه "سيعمل على تنسيق المواقف والسعى البناء لإعادة الهدوء والأمن إلى سوريا"، داعيا "الأطراف كافة إلى العمل على مكافحة التطرف والإرهاب الذى بات يهدد الجميع". وكان من المقرر أن يعقد ظريف القادم من عمان، مؤتمرا صحفيا فى السفارة الإيرانية الساعة 16,30 (14,30 ت غ). إلا أن المؤتمر ألغى "بسبب ضغط برنامج عمله"، بحسب مصدر دبلوماسى إيرانى. ودعت الأممالمتحدة 26 دولة للمشاركة فى المؤتمر الذى يبدأ فى مدينة مونترو السويسرية فى 22 يناير، ويستكمل فى جنيف فى الرابع والعشرين من الشهر نفسه، وترفض المعارضة مشاركة إيران فى المؤتمر بسبب دعمها العسكرى للنظام. كما تتحفظ واشنطن الداعمة للمعارضة السورية على المشاركة الإيرانية. واعتبر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى الاثنين، أن طهران ستكون "موضع ترحيب" و"مدعوة" إلى مؤتمر جنيف، إذا وافقت على مبادئ الانتقال السياسى التى حددها مؤتمر جنيف الأول فى 30 يونيو 2012. فى المقابل، تدعو موسكو التى يزورها ظريف الخميس، إلى مشاركة إيران فى جنيف-2. وتأتى زيارة ظريف إلى دمشق فى ختام جولة إقليمية شملت لبنان والعراق والأردن، وأعلن ظريف فى بيروت الاثنين أن الأطراف التى تحول دون مشاركة بلاده فى المؤتمر "ستندم" على عدم مساهمة طهران فى التوصل لحل سياسى للأزمة السورية. وقال إن طهران "ترفض أى شكل من أشكال الشروط المسبقة على حضورها".