يتجول بين الشوارع يوميا لينتظر من يلوح بيديه له من أجل نقل بضائعه ولا يبالى إلى أشعة الشمس الحارقة التى تلزمه طوال اليوم فى البحث عن قوت يومه، ليرتاح من التعب على قهوة ليطلب مشروبا ساخنا ويدمدم مع حاله ويقلب فى هاتفه منتظرا أن يدق جرس هاتفه من أجل حمولة ينقلها إلى أى مكان، ومن هنا تلتقى «البوابة» عم محمد، صاحب ال 58 عاما، ويقيم بمنطقة بولاق الدكرور، ليسرد لنا قصته فى البحث عن قوت يومه. قائلا: «أنا غلبان وبلف بالتروسيكل حيران مستنى حد يقوللى أنا محتاجك تنقل البضاعة من الدكان، هو ده رزقى الوحيد اللى بأكل منه عيالى»، مضيفا «أنا بنزل كل يوم من البيت الساعة 8 الصبح بلف فى كل الشوارع عشان ألاقى حمولة انقلها واسترزق منها؛ لأن التروسيكل دا هو مصدر رزقى الوحيد اللى بعيش منه أنا وعيالى، يوم فيه شغل ويوم الحال نايم، أوقات بفضل ألف فى كل الشوارع، ولما بتعب بقعد على قهوة عشان أوفر البنزين.. وسعر الحمولة على حسب المكان فيه ب20 إلى 50 جنيها». وتابع، «كل عيالى علمتهم وأغلبهم فى تعليم عالى، منهم حقوق وآداب وهندسة، وربنا يرزقنى عشانهم، والتروسيكل دا هو مصدر رزقى الوحيد اللى منه بصرف بيه على عيالى وعلى بيتى، كان زمان فى شغل بس الأوقات دى الحال نايم على الكل، مفيش حد شغال زى الأول». وتابع عم محمد: «أوقات كتيرة بقعد على القهوة بستنى أى زبون بالساعات عشان ألاقى 20 جنيها أروح بيها آخر اليوم، وأوقات مبتجيش بس ربنا بيدبرها». واختتم كلامه قائلا: «أنا كل أمنيتى أن أكمل رسالتى مع عيالى وربنا يسترها معانا ويكرمنى وأشوف البنات فى بيتهم مستورين، والولد يشتغل شغلانة كويسة وميشفش البهدلة اللى أنا شفتها».