بجلبابه الريفى وابتسامته التى لا تفارق وجهه، جلس يتذكر أيام الحرب ويقول: «دخلت الجيش سنة 69، وقعدت 5 سنين ونصف، خرجت فى 1 يوليو 74، كنت سلاح مظلات، ووقت الحرب روحنا القنطرة شرق، وفضلنا هناك ستين، تسعين يوم كلها تدريب على الشدة الكاملة، يوم الحرب الساعة واحدة ونص جالنا أمر بشد الشدة الكاملة، والساعة اتنين إلا خمسة، ركبنا الطيارات، الحرب قامت، كانت بتنزلنا الطيارة فى أماكن معينة، وإحنا نضرب مباشر فى الخنادق تحت الأرض، قعدنا كده كام يوم لا نعرف ليل من نهار، ناس ياما استشهدت فى الحرب، لكن كنا فرحانين، كان حلم إننا نعدى البر التانى والله أكبر كانت بتزلزل، ولا إله إلا الله من صوتنا مع بعض كانت بتخليك عايز تهد الجبل، كان العساكر الإسرائيليين عندهم رعب ربانى مننا، بيشوفونا يسلموا سلاحهم، من اللى شوفناه فى الست سنين وإحنا فلاحين، دمنا بيفور لما حد بيخطى برجله أرضنا، اللى كان بيقابلنا كنا بندبحه، إلا لو ركع وسلم نفسه، مكنش فى دماغنا إننا نرجع بيوتنا، داخلين وبنطلب الشهادة والنصر، كنا بنخطى فى الدم 24 ساعة، واللى بيستشهد كنا بنقول يا بخته، خرجت من الحرب وأنا عندى يقين إن فضل ربنا على البلد دى كبير، وإنها هتفضل منصورة طول عمرها، وإن ساعة الجد الرجل فيها بمية، وإيده وعزيمته أقوى من أى سلاح. واختتم عم صلاح: «الحكومة وفرت لنا شغل بعد الحرب، لكن بصراحة من اللى شفته كنت عايز أعيش مع نفسى، كل صعب فى الحياة بعد كده هان، وفرحة النصر خلتنى مش عايز حاجة من الدنيا، والحمد لله ربنا كرمنى فى العيال، ومجيتكم ليا رفعت راسى إن البلد مش ناسية رجالتها، بشكركم وبشكر جريدة «البوابة»، اللى دورت عليا ووصلت ليا، وتعيش مصر وتكسب الحرب الأهم حربها ضد الإرهاب، لإننا إحنا اللى نعرف إيه اللى بيدور فى سينا، الحرب هناك أصعب ما الناس متخيلة، إنت مش عارف مين عدوك وجاى منين، إحنا كنا بنحارب جبهة واحدة وعارفين العدو، الحرب فى سيناء دلوقتى ولادنا مش عارفين بيحاربوا مين ربنا ينصرهم».