طالب مسئولون في منظمات الأممالمتحدة العاملة في مجالات الإغاثة والمساعدات الإنسانية ضرورة جمع أكبر قدر من المواد الإغاثية والمساعدات الإنسانية لإغاثة الشعب السوري ،مشددين في الوقت ذاته على أهمية أن يسمح كل من النظام السوري والمعارضة بدخول مواد الإغاثة إلى مناطق الصراع . وشدد المسئولون على هامش أعمال المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا ، على أن عملية الإغاثة للسوريين تعد الأكبر والأكثر تعقيدا التي تضطلع بها منظمات الأممالمتحدة، مشيرين إلى أن نصف الشعب السوري نزحوا من منازلهم ويوجد أكثر من 7 ملايين سوري داخل وخارج سوريا بحاجة إلى مواد إغاثة بشكل عاجل . وأوضحوا أن هناك حاجة إلى نحو ملياري دولار لتقديم مساعدات غذائية لنحو 7 ملايين سوري خلال عام 2014 إلى جانب ضرورة تقديم دعم 178 مليون دولار لتطعيم 2 مليون و500 ألف سوري، مشيرين إلى أن الأممالمتحدة تخطط لجمع نحو 6.5 مليار دولار لإغاثة الشعب السوري . بدورها ، قالت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي لورا شدراوي إن البرنامج يسعى إلى مساعدة الشعب السوري على تجاوز المحنة التي يمر بها وخاصة اللاجئين الذين فروا من بلدهم ، مشيرة إلى أنه تم خلال العام الماضي مساعدة نحو 5 ملايين شخص سوري فى داخل سوريا وفى دول الجوار . وأضافت إن برنامج الغذاء العالمي يشارك في المؤتمر لأن الأزمة السورية لم تنته بعد بينما تتزايد احتياجات الشعب السوري يوما بعد يوم ،مؤكدة على استمرار البرنامج في تقديم الدعم للوصول إلى أكبر عدد ممكن من المساعدات، مشيرة إلى أن هذه هى أكبر عملية إغاثة وأكثرها تعقيدا يضطلع بها برنامج الأغذية العالمي. من جانبها ، أكدت مسئولة مكتب المفوضية السامية لشئون اللاجئين في الكويت حنان حمدان أهمية انعقاد مؤتمر المانحين الثاني في الكويت والذي يعد إنجازا كبيرا خاصة في ظل التمثيل الكبير الذي يشهده المؤتمر. وقالت إن أي دعم دولي وإنساني للشعب السوري هو بحد ذاته إنجازا ، مقدمة الشكر لأمير الكويت وشعبه ومؤسسات المجتمع المدني على استضافتها للمؤتمر وعلى الدعم الذي قدم في المؤتمر الأول للمانحين "كويت 1" الذي بلغ300 مليون دولار منهم 110 ملايين دولار قدمت لمفوضية شئون اللاجئين. وأشارت إلى أن عدد اللاجئين السوريين بلغ في نهاية عام 2013 حوالي 2.3 مليون لاجئ ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد خلال هذا العام إلى 4 ملايين لاجئ وان المفوضية تقوم بتوفير الحماية للاجئين وتنسيق العمل الإنساني الذي يخصهم ومن هنا جاء النداء الإنساني الذي أطلقته الأممالمتحدة لجمع 6.2 مليار دولار خلال هذا المؤتمر لدعم اللاجئين السوريين بالداخل والخارج. وأشارت إلى أن أعداد اللاجئين الموجودين في الأردن ولبنان تتزايد بكثير عن قدرات هذه الدول على الاحتمال ومن هنا كانت الاستجابة للخطة الإقليمية التي حضرت مع الدول المضيفة للاجئين لتحديد احتياجاتهم لتمكينهم من الاستمرار في الفترة المقبلة والتي نراها أنها الأكثر صعوبة. من ناحيتها ، طالبت الناطق باسم منظمة الصحة العالمية في الشرق الأوسط رنا صيداني الدول المشاركة في المؤتمر الدولي الثاني للمانحين بالكويت بتقديم دعم 178 مليون دولار لتطعيم 2 مليون و500 ألف سوري ضد شلل الأطفال والحصبة وتوفير المعدات الطبية والجراحية للمستشفيات وتوزيع الأدوية ولا سيما الأمراض المزمنة . وأشادت صيداني بدور دولة الكويت في استضافة مؤتمر المانحين الدولي الثاني لدعم الوضع الإنساني في سوريا ، مشيرة إلى أن المبلغ الذي حصلت عليه المنظمة العام الماضي مكنها من تخفيف المعاناة الصحية لأربعة ملايين و 600 ألف مواطن سوري من خلال توزيع الأدوية التي تعالج الأمراض المزمنة والربو والسكري والسرطان. وأضافت إن المنظمة تمكنت كذلك من توزيع المواد الطبية والجراحية على المستشفيات والمراكز الطبية في مختلف أنحاء سوريا وتلقيح نحو مليونين و 200 ألف طفل سوري ضد مرض شلل الأطفال موضحة أن المنظمة تخطط هذا العام لجمع 178 مليون دولار أمريكي لصرفها على حملات التلقيح ضد شلل الأطفال لمليوني طفل تقريبا خلال الأشهر الأربعة المقبلة. وذكرت صيداني أن هناك مئات الأطفال لم يتم تلقيحهم حتى الآن ضد مرض شلل الأطفال ،مشيرة إلى قيام المنظمة بحملة تلقيح الأسبوع الماضي بمحافظة الرقة شمال شرق سوريا إلا أنها انسحبت من هناك بسبب سوء الأوضاع الأمنية. وعن المبلغ الذي تخطط الأممالمتحدة لجمعه في المؤتمر المقدر بنحو 6.5 مليار دولار ، أعربت صيداني عن الأمل في جمع هذا المبلغ نظرا إلى تزايد الاحتياجات اليومية للمواطنين السوريين "الذين يعيشون كارثة إنسانية لا يمكن التغاضي عنها ونناشد جميع المانحين المساهمة السخية في المؤتمر".