قواعد التفوق الدراسي

أعزائى الطلاب، كل عام وأنتم بخير بمناسبة العام الدراسى الجديد، وبهذه المناسبة أودُّ أن أسدى إليكم بعضًا من القواعد التى تساعدكم على النجاح والتفوق، وتيسِّر عليكم مشاقَّ الطريق، وثمة قاعدة بدهية أولية، وهى أن تجعل الإيمان بالله، والتوكل والاعتماد عليه، وإخلاص النية له أولى القواعد التى يجب عليك اتباعها.
ثق فى قدراتك:
العقل هو أعقد قطعة من الهندسة الحيوية فى الكون بأكمله؛ إذ يتمتع كل عقل بقدرات عبقرية، وستندهش حينما تعرف أننا لا نستخدم من قوة عقلنا سوى حوالى 8% فقط!! بالفعل هذه حقيقة، إنك بكل ما تفعله لا تستغل من قدراتك العقلية سوى هذه النسبة، فما بالك لو أصبحت هذه النسبة 20% مثلًا، ماذا سوف يحدث؟! بل يمكنك أن تزيد من هذه النسبة كلما زادت ثقتك فى قدراتك.
أعزائي، كى تقطعوا هذا الطريق الطويل بالنجاح والتفوق حتى تصلوا إلى أهدافكم، عليكم أن تؤمنوا وتثقوا فى القدرات العبقرية الموجودة بداخلكم، وإذا لم تكن لديكم قدرات عبقرية بالفعل، فكيف يذاكر الواحد منكم بعض المواد كاملةً فى اليوم الذى قبل الامتحان فقط؟!
استعد:
إن الفرق بين الدرجات المتوسطة والدرجات الممتازة يرجع إلى حسن استعدادك؛ ولذلك فإن تهيئة مكان مناسب للمذاكرة، والتركيز والبعد عن عوامل التشتيت، ووضع هدف محدد والسعى نحو تحقيقه سيكون له تأثير إيجابى مذهل على مذاكرتك ومستوى تحصيلك.
قم بتنظيم نفسك وعملك:
إن التنظيم أساس كل شيء، فعليك أن تضع خطة تناسبك، والتزم بالسير عليها، صحيح هذا أمر صعب؛ لأنه من النادر أن تخرج الخطة بالشكل المناسب من أول مرة، ولكن لا تستسلم عندما لا تلتزم بالجدول الذى وضعته، فيجب أن تتوقع حدوث تغيير، كن مستعدًّا لذلك، وأعد ترتيب أوراقك وابدأ من جديد.
حافظ على انضباطك:
يجب أن تسيطر على نفسك، ولا تتركها لرغباتها؛ فإن كل ما نقوله لن يكون له فائدة إذا لم تحافظ على انضباطك، ومما يساعدك على ذلك، أن تكون لك أهداف محددة، وخطة عمل منظمة، وإيمان قوى بالنفس، ورغبة فى مواصلة الطريق مهما كان صعبًا.. إن المحافظة على انضباطك ليس قيدًا على حريتك، وإنما القيد هو تلك الأشياء التى تشتتك بعيدًا عن أحلامك وأهدافك.
تحلَّ بالإصرار والمثابرة:
الإصرار هو الشيء الأهم من الموهبة أو العبقرية، فكل هذه الأمور عديمة الفائدة دون الإصرار والمثابرة، فى حين أنك بالمثابرة يمكنك الوصول إلى النجاح دون هذه الأشياء.. إن قطرات المطر قادرة على إحداث ثقب فى الصخرة، ليس بالقوة، وإنما بسقوطها المتواصل.
يجب أن تصبح مرشِحًا للمعلومات:
لكى تتفوق وسط هذا الكم الكبير من المناهج، يجب أن تمتلك مهارة تصفية المعلومات لتميِّز بين ما هو مهم يجب عليك أن تذاكره وتتذكره، وبين غير المهم الذى لا داعى لتذكره، من المتوقع أن يصاب طلاب الفرقة الأولى بالجامعة بالخوف عندما يصادفون هذا الكم الهائل من المعلومات التى يجب عليهم مذاكرتها، ولكن حينما يتدرَّب الطالب على أساليب القراءة الجيدة وكتابة الملاحظات، فسيصبح مصفِّيًا للمعلومات، وهنا سوف يكون قادرًا على التمييز بين ما هو مهم وبين ما هو غير مهم.
تمرَّن على إخراج المعلومات بعد تحصيلها:
يظل كثير من الطلاب طوال العام يحفظون المواد التى لديهم، ولا يحاولون ولو لمرة أن يختبروا أنفسهم، ويقوموا بإخراج تلك المعلومات التى قاموا بإدخالها، وهذه مشكلة كبيرة، لن يشعر بها الطالب إلا حينما يجلس داخل لجنة الامتحان، فحينما يتسلّم ورقة الأسئلة سيجد نفسه يعرف جميع الأسئلة والإجابات عنها، فيفرح لأول وهلة، ولكن سرعان ما يتبدد هذا الفرح بالعبوس؛ فيجد نفسه غير قادر على الكتابة مع أنه يعرف الإجابة، وهذا سببه أنه لم يتمرن على إخراج هذه المعلومات طوال العام، وقبل دخول الامتحان.
إن من يتمرن على شيء ويفعله باستمرار، يصبح هذا الشيء سهلًا ومعتادًا بالنسبة له، وسيكون الامتحان سهلًا ومعتادًا لو تعوَّد كل طالب أن يستخرج معلوماته دائمًا، كما يفعل ذلك حينما يحاول أن يدخلها.
لا تخشَ أخطاءك:
إن الأخطاء هى أفضل مُعَلِّم؛ فمن دون الأخطاء لن يكون لدينا معلومات عن الكيفية التى يمكن بها أن نصبح أفضل فى المرة المقبلة.. إن الخطأ الوحيد الفادح الذى نرتكبه، هو تخلِّينا عن المواصلة بعد أن نخطئ فى المرة الأولى.
فكِّر قبل أن تحفظ:
يجب أن تكون نشيطًا ومتفاعلًا مع المادة التى سوف تذاكرها، فعليك أن تفكر فيما قرأته أو استمعت إليه، ثم قم بتقييمه، وقرر ما الذى يتفق معه من معلومات أخرى لديك مسبقًا، فلا تكن سلبيًّا فى عملية التلقي، بل قيِّم ما تتلقاه؛ فهذا يؤدى إلى تثبيت المعلومات لديك وحفظها فى الذاكرة بعيدة المدى؛ فيسهل عليك استدعاؤها.. اعلمْ أن هذا أمر صعب؛ فالتفكير عملية صعبة، وقليلون هم من يقومون به!