بمدخل قرية «الشوبك» التابعة لمركز البدرشين، فى جنوبالجيزة، تجد تمثالًا لفلاح مصرى، يقف فى شموخ، مرتديًا الزى الفلاحى القديم، حاملًا فى يديه فأسًا، يطلق عليه أهالى المنطقة، تمثال «أبوطرية». تم تشييد «التمثال» تجسيدًا لنضال وبطولة أهالى القرية، إبان ثورة 1919، عقب قيامهم بقطع خط السكة الحديد، المتجه إلى الصعيد، حاملا جنود الاحتلال الإنجليزى، وقتلوا 56 جنديًا ب«الفأس»، وجاء رد الجيش الإنجليزى، على هذا الهجوم، بوابل من الرصاص، فى صدور الأهالى، ما أسفر عن سقوط 21 شهيدًا، من بينهم سيدتان. عن تلك «الملحمة البطولية» يقول الحاج جمال أبوالمجد طلبة، عمدة القرية: «إنه بمجرد علم الأهالى بالقطار المتجة إلى محافظة المنيا، حاملًا جنود الاحتلال الإنجليزى، قرروا قطع الشريط الحديدى، وتفكيك القضبان، ودفنها فى مياه ترعة الجيزاوية، وعندما وصل القطار المحمل بالجنود إلى القرية، انقلب فى المياه، باستثناء 4 عربات توقفت، فنزل الجنود من العربات إلى القرية، وصوبوا رصاصهم فى اتجاه الجميع، وأشعلوا النيران فى بيوت القرية، على رأسهم جدى، العمدة حين ذاك، الحاج أبوالمجد طلبة، فرد عليهم الفلاحون، بالهجوم عليهم ب«الفأس» وقتل 52 جنديًا منهم». مضيفًا: «بعد تلك الواقعة، اقتحمت قوات الاحتلال الإنجليزى، القرية، وجمعوا متعلقات الجنود، وأسلحتهم، ولم يتركوا أى شىء يحتفظ به الأهالى للذكرى، وتم احتجاز العمدة أبوالمجد 40 يومًا فى محاكم الواسطى ببنى سويف، وتعرض لضغوط شديدة، وصلت إلى التهديد بالقتل حتى يقرّ باعتداء أهالى القرية، على قطار الجنود، لكنه رفض الاعتراف بذلك، حتى أخلوا سبيله». متابعًا: «فى منتصف الستينيات طلب الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، من محافظ الجيزة آنذاك، أحمد محمد البلتاجى، أن يجعل يوم 31 مارس من كل عام، عيدًا قوميًا للمحافظة، تخليدًا لتلك الملحمة التاريخية، وبعد صدور هذا القرار قامت المحافظة بتشييد التمثال، وكتابة أسماء الشهداء على جدرانه تخليدًا لتضحياتهم وليكونوا فخرًا لأحفادهم على مر العصور».