فى فبراير من العام الماضي، دشَّن الأزهر الشريف مؤتمر «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل»؛ للتصدى لظاهرة «الإسلاموفوبيا»؛ حيث قال الإمام الأكبر، شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، فى كلمته خلال المؤتمر: «إنه من المحزن والمؤلم، تصوير الدين وكأنه أداة سحقت أجساد الأبرياء»، مشددًا على أن الشرذمة الشاردة عن نهج الدين أوشكت على تجييش العالم كله ضد الإسلام. وأضاف الإمام الأكبر فى كلمته، أن المتأمل المنصف فى ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، لا تخطئ عيناه الكيل بمكيالين، بين المحاكمة العالمية للإسلام من جانب، وللمسيحية واليهودية من جانب آخر، مردفًا: «إذا لم تعمل المؤسسات الدينية فى الشرق والغرب معًا، للتصدى للإسلاموفوبيا، فإنها ستطلق أشرعتها نحو المسيحية واليهودية: إن عاجلًا أو آجلًا، وتبرئة الأديان من الإرهاب لم تعد تكفي، ويجب علينا النزول بمبادئ الأديان وأخلاقياتها إلى الواقع المضطرب». وفى إطار تفعيل مبادئ السامية المشتركة بين الأديان، ومواجهة «الإسلاموفوبيا»، تعمل المؤسسة الأزهرية على نشر الصورة الصحيحة عن الدين الإسلامى فى المجتمع الغربي، من خلال «رُسل الأزهر»؛ إذ يستقبل الأزهر الشريف نحو 20 ألف وافد، من كل بلاد العالم. ويعول الأزهر على الأئمة والدعاة الأزهريين ليكونوا سفراء سلام وعوامل استقرار فى مجتمعاتهم، من خلال اتباع المنهج الأزهري، الذي حفظ الاستقرار والسلام فى المجتمعات الإسلامية لعقود طويلة. فى السياق ذاته، استقبل «الطيب»، فى يونيو الماضي، عددًا من الأئمة والوعاظ الوافدين من العالم الإسلامي، المنتظمين فى الدورة 116 لبرنامج تدريب الأئمة الوافدين بالأزهر. وقال الإمام الأكبر خلال اللقاء: إن الأزهر الشريف أمين على تبليغ رسالة الإسلام، كما أنزلها الله عز وجل لعباده بعيدًا عن الانحراف الفكري، سواء إلى التشدد والتطرف أو إلى التفريط، لأن منهج الأزهر يتميز بالوسطية والاعتدال. وقال المستشار الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الأزهر حريص على إعداد الدعاة، مؤكدًا أن الدعاة بحاجة لتطوير آليات أدائهم، التى تتمثل فى لغة الخطاب الديني. وأوضح «غباشي» أن الدعاة فى هذه الأيام يفقدون سمات إمام المجددين محمد عبده، أو رائد التنوير جمال الدين الأفغاني؛ لذلك يعجزون عن الحديث باسم الأزهر، والعمل على توصيل رسالته.