كشفت الولاياتالمتحدة عن تقارير حول مباحثات الرئيس الروسى السابق بوريس يلتسين، مع الرئيس الأمريكى، عندما كان بيل كلينتون رئيسًا للولايات المتحدة. تضمنت هذه التقارير قول الرئيس يلتسين لنظيره الأمريكى عزمه تسليم السلطة لفلاديمير بوتين، واشتكى له من الشيوعيين الذين حسب قوله يريدون استعادة القرم وآلاسكا. يلتسين وكلينتون عرضت هذه الوثائق التى تحتوى على 56 تسجيلا لمحاضر اجتماعات فى مكتبة الرئيس كلينتون فى شهر يوليو الماضى، من بين التسجيلات تقارير عن مقابلات شخصية ومحادثات تليفونية. وكما أكد الكاتب الأمريكى، جيمس جولدجيير، على صفحات «تكساس ناشيونال رفيو» أقام الزعيمان علاقات شخصية قوية، واستخدما هذا للتنسيق فيما بينهما للعمل المثمر، حتى عندما حدثت بينهما خلافات شديدة فيما يتعلق بتوسع حلف الناتو شرقًا والحرب فى كوسوفو. وقال «جيمس» إنه على مدى الأزمة السياسية عام 1993 فى روسيا (الأزمة التى قام فيها يلتسين بضرب البرلمان بالدبابات) والأزمة المالية عام 1998، أعلن الرئيس كلينتون عن دعمه الكامل للرئيس يلتسين، بما فى ذلك بعد يومين من قصف البرلمان بالدبابات فى قلب موسكو، ولم تكن هناك أى علامة على الديمقراطية فى ذلك، فإن الرئيس الأمريكى هاتف زميله الروسى وأعلن عن دعمه له، مشيرًا إلى أنه الآن ليست هناك عوائق أمام انتخابات ديمقراطية. وأثناء محادثة بين الرئيسين كلينتون ويلتسين أثناء حرب الشيشان الأولى، أعرب الرئيس كلينتون عن قلقه من تأثير هذه الحرب على شعبية الرئيس يلتسين. كلينتون ويلتسين وتشير الصحيفة - نقلًا عن جيمس جولديير- إلى أنه فى عام 1996 طلب يلتسين من كلينتون المساعدة فى الحصول على قرض سريع قيمته 2.5 مليار دولار للحملة الانتخابية الرئاسية، وقال الرئيس يلتسين إنه يحتاج هذا المبلغ لسداد المعاشات التقاعدية ومتأخرات الرواتب. كلينتون وعده بالعمل مع صندوق النقد الدولى وبعض أصدقائه، لتحقيق طلب يلتسين. وفى شهر أبريل عام 1996 اشتكى الرئيس يلتسين لنظيره الأمريكى كلينتون من أن وسائل الإعلام الأمريكية تدعم الشيوعيين، بالحديث عن أنهم شرفهم وطيبتهم، فى الوقت الذى يريد فيه الشيوعيون استعادة القرم ولديهم خطط لاستعادة آلاسكا. وقال كلينتون ليلتسين أثناء قصف يوغسلافيا: «إن هذا الشقى ميلوسفيتش لا يجب أن يؤثر على علاقتهما» وأعرب الرئيس الأمريكى عن أسفه للرئيس يلتسين على ذلك قائلًا: «أنا آسف أنه أى ميلوسفيتش صربى، كنت أود أن يكون إيرلنديا أو شيئا من هذا القبيل» لكن يلتسين نصحه: «إن علاقة الناس عندنا ستكون سيئة مع الغرب نتيجة ذلك»، وأضاف أنه أى يلتسين قام بالكثير لكى يحسن علاقة السياسيين الروس بالغرب، لكن الآن كل شىء ضاع. كلينتون ويلتسين غير أنه فى عام 1999 عندما تم التوصل لاتفاق حول يوغسلافيا دب الدفء من جديد فى العلاقات بين يلتسين وكلينتون وقال لكلينتون « أريد أن أحضنك وأقبلك، أنا سعيد جدًا أن هذه الوضع المعقد لم يفسد صداقتنا»، لكن بعد عدة أيام احتل الجيش الروسى مطار بريشتينا، فغير كلينتون من لهجته وهدد بطرد روسيا من مجموعة الثمانية. وفى سبتمبر عام 1999 أبلغ الرئيس يلتسين نظيره الأمريكى عن خليفته فى الحكم بالتليفون، وقال يلتسين إنه لم يستطع اختيار شخص لهذا الدور، حتى وجد بوتين. وقال «أنا عرفت أنه شخص يمكن الاعتماد عليه، لديه معلومات عن كافة الموضوعات التى تدخل فى اختصاصه، كما أنه شخص قوى ولديه حضور، يمكنه بسرعة بناء علاقات والتحدث مع الناس التى يعتبرون شركاء له، أنا واثق من أنكم ستجدون فيه شريكا مؤهلا جدًا، وأنا واثق من أنه سيحظى بالتأييد لكى يكون مرشحا للرئاسة عام 2000». كلينتون ويلتسين وفى أثناء لقاء بين يلتسين وكلينتون فى اسطنبول عام 1999 سأل كلينتون من سيفوز فى الانتخابات فى العام القادم أجاب يلتسين بدون تردد: «بوتين بالطبع وسيكون خليفة بوريس يلتسين. إنه ديمقراطى وهو يعرف الغرب» وأضاف إنه قاس ولديه قدرة على السيطرة الداخلية، إنه قاس داخليًا ولكنى سأفعل كل شىء ممكن، لكى يفوز قانونيًا بالطبع وهو سيفوز وستقومون بعملكم معًا وهو سيستمر على خط يلتسين فى الديمقراطية والاقتصاد وسيوسع من العلاقات الروسية فلديه طاقة وعقل لكى يحقق النجاح». من ناحية أخرى أعربت روسيا عن احتجاجها على كشف الوثائق الخاصة بالرئيس يلتسين دون الحصول على موافقة روسية كما جاء فى الموقع الرسمى الروسى «فيستى رو»، وذلك لأنه ذكر الرئيس الروسى الحالى، ومع ذلك كشف عن الوثائق دون الحصول على موافقة أو حتى التشاور مع موسكو.