جنوب السودان الدولة الحديثة التي ولدت وهي تحمل معها آمال عريضة، أصبحت على شفا حرب أهلية سوف تنتهي بخسارة جميع الأطراف حسب تعبير "مابيور جرانج" أحد المتحدثين باسم المتمردين في المباحثات الجارية في أديس أبابا. كما أن الصراع على السلطة ومن أجل السيطرة على البترول سوف يقود البلاد إلى انهيار تام حسب ما صرح به جوك مادوت جوك الأكاديمي والمسئول الحكومي السابق. يقول "جوك" أن السبب في التصاعد السريع للأزمة يرجع إلى التاريخ الطويل للفظائع التي ارتكبتها قبائل جنوب السودان ضد بعضها البعض ولم يتم محاسبة مرتكبيها مما جعلها حية في أذهان الكثير من المواطنين. لوحت المعارضة السياسية في وجه سلفا كير حينما قام بإقالة نائبة السابق وخصمه اللدود ريك مشار عندما نعته بالديكتاتور في أوائل ديسمبر الماضي. جدير بالذكر أن مشار قد قاتل على كلا الجانبين خلال الحرب الأهلية، وهو الصراع الذي مهد للحرب للاستقلال في 2011. وكانت قد تدفقت مليارات الدولارات على الدولة الوليدة من أجل تنميتها وبناء البنية التحتية بالإضافة إلى الاستثمارات الهائلة، لكن هؤلاء المستثمرين أصبحوا خائفين على مصالحهم بسبب الصراع الدائر وتفشي الفساد وسرقة عائدات البترول وارتكاب الأمن لانتهاكات جسيمة. وقد أنتزع الجيش مرة أخرى بلدة بانتيو التي تتركز بها أبار البترول والتي يعتمد عليه 95% من اقتصاد الدولة، لكن ليس واضحًا حتى الآن من سوف يسيطر على آبار النفط.