«فتة» و«لحمة» و«رقاق» أكلات أساسية على مائدة عيد الأضحى، الاستعدادات فى المنازل على قدم وساق لاستقبال العيد. قامت «البوابة» بجولة بشوارع المدبح القديم بحى السيدة زينب، لرصد استعداد الجزارين وأصحاب محال سن السكاكين لاستقبال عيد الأضحى وهو الموسم الأكثر رواجًا لحركة البيع والشراء لديهم. عم «عبد الحميد محمد»، 65 عامًا، يعمل على «حجر المياه» لسن السكين قائلًا: ورثت هذه المهنة عن أجدادى فكنت أعمل بها وعمرى عشر سنوات، زبائنى معروفون طوال العام من أصحاب محلات الجزارة، ولكن حالة الأسواق تغيرت عن السنوات الماضية، فأسعار المواد الخام المستخدمة فى التصنيع فى ارتفاع مستمر، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السكاكين، حيث تراوحت بين 20 جنيها إلى أكثر من 150 جنيها، أما سن السكاكين والساطور فتتراوح ما بين جنيهين إلى 5 جنيهات بحسب الحجم. أضاف، انتشرت السكاكين الصيني، بسبب سعرها المنخفض، بالمقارنة بالسكاكين المحلية التى تقاوم الصدأ،، ويعد موسم عيد الأضحى من أهم المواسم لدينا لرواج حركة البيع والشراء. وأضاف «محروس عاشور» شاب بعمر العشرين، إن سعر الساطور يبدأ من 120 جنيها وحتى 300 جنيه، ويوجد سكين لسلخ الجلد ب35 جنيها، وسكين لتَشفية العظام ب40 جنيها، وسكين للذبح ب45 جنيها، وسكين مستورد ب65 جنيها، وذات الحجم الكبير ب120، وساطور كبير ب500 جنيه، والشوايات الصغيرة تبدأ ب40 جنيها، والريشة 15 جنيها، والشبكة من 25 جنيها، و«القرمة» تبدأ أسعارها من 40 جنيها إلى 800 جنيه للكبيرة، مؤكدًا أن الإقبال ضعيف هذا العيد نظرًا لغلاء الأسعار. إكسسوارات الأضاحى بعد أمتار قليلة داخل المدبح القديم رصدت عدسة «البوابة» اللحوم وفواكهها من كل نوع، وأمام محلات الجزارة المتعددة تقف عشرات النساء والرجال ليشتروا متطلبات أسرهم طازجة وبأسعار أقل عن مناطق القاهرة. «على عنتر» 28 سنة، يعمل جزارًا منذ 12 عامًا، يحمل ساطورًا بيده ويكسر فى رأس العجل، قال إن أسعار اللحوم تبدأ من 90 جنيها وحتى 120 جنيها، ومقارنة بأسعار اللحوم خارج المدبح فيعد أرخصها سعرًا، ورغم ذلك فهناك ركود فى حركة البيع هذا الموسم قياسًا بالأعوام السابقة، ويتراوح سعر لحم الريش من 100 جنيه للحم الجملى إلى 120 جنيها للحم الكندوز، و«البوفتيك» يصل سعر الكيلو إلى 130 جنيها. أضاف، أغلب الزبائن من محدودى الدخل يقبلون على شراء أحشاء الضانى، وتصل سعر الكرشة إلى 10 جنيهات للكيلو، والفشة ب10 جنيهات، والرأس ب30 جنيها. أضاف «محمد بركات» أحد جزاري المدبح، أكسسوارات الأضاحى الأكثر مبيعًا، وسعر كرشة العجول ب20 جنيها للكيلو، و«الممبار» ب40 جنيها، ولحمة الرأس ب80 جنيها، و«الكوارع» ب 100 جنيه للفردة. يقول «محمد عبده»، أشهر «بشكار» بالمدبح، هو اللفظ الذى يطلقه الجزارون على العمال الذين يقومون بتقطيع العجل وتوضيبه بعد الذبح، أن الزبائن كانت تنتظر عيد الأضحى للتزاحم على أحشاء المواشى واللحوم، أما الآن فأصبح المدبح فارغا من زبائنه والسوق فى حالة ركود تام من بعد وصول سعر العجل إلى 35 ألف جنيه ووصول كيلو اللحم إلى 120 جنيها. مدام «بشرى السيد» أحد زبائن جزاري المدبح، تقول: اعتدت على شراء احتياج أسرتى من شارع المدبح بالرغم من أننى أسكن «بالمعادى»، ولكن لحوم المدبح نظيفة وطازجة وأسعارها أقل بكثير، وفى عيد الأضحى أحرص على شراء كافة أجزاء الماشية من قطعة «الموزة» و«الريش» و«بوفتيك» من عرق الفلتو. الفحم الأسود «سليم عبدالمعبود» يده وملابسه تمتلئ بهباب الفحم، ويقوم بعرضه وتسعيره للزبائن قائلا: عملت فى بيع الفحم وتجهيزه منذ 17 عامًا، واستعدينا لعيد الأضحى هذا العام منذ 15 يوما، ونقوم بعرضه للزبائن ولكن لا أحد يشتريه، فموسم هذه السنة لقى تدهورا تاما فى حركة البيع والشراء نظرًا لغلاء الأسعار، وارتفعت أسعار الفحم بنسبة 40٪ عن العام الماضي. أضاف «سليم»: إن أنواع الفحم تختلف جودتها حسب النوع، حيث يوجد فحم حجرى وفحم نباتي، ويستخدم فى الشوى و«الشيشة» الفحم النباتى لقدرته على الاستمرار فى التوهج، وتصل أسعار فحم الشوى مثل فحم «الجازورين» إلى 9جنيهات، وفحم شجر الموالح مثل شجر البرتقال والمانجو إلى 10 جنيهات أما فحم «الشيشة» فيصل إلى ثمانية جنيهات. الشوايات «سامى على» يحمل بيده «هواية» يجهزها للعرض بجانب الشوايات قائلًا: إن الشوايات صناعة محلية متعددة الأنواع، منها شواية الأدراج الكبيرة، وتصل إلى 80 جنيها، وأخرى بالأرجل المتوسطة ب60 جنيها، و«السلستين» ب40 جنيها، وتصل شبكة الشوايا إلى35 جنيها و30 جنيها، والأسعار حسب الحجم، حيث إن الأسعار زادت على العام الماضي، والزبائن تطلب شراء الشواية مع الأسياخ و«الهواية» معًا. طبقات من الرقاق «الإقبال على الشراء قلّ عن مثل هذه الأيام فى العيد الماضي» هكذا بدأ الحاج «سيد مسعود» حديثه» مؤكدًا: أن كيلو الرقاق الجاهز يبلغ 20 جنيهًا، بارتفاع 10 جنيهات عن العام الماضي، ويرجع سبب الزيادة لارتفاع أسعار الوقود والدقيق والسمن، ونتيجة لضعف الطلب على الرقاق اضطررنا إلى تعبئة العبوات بنصف كيلو فقط بعد أن كانت تعبأ بكيلو. عزة السعيد «ربة منزل» تفضل شراء الرقاق البلدى من الفلاحين قبل عيد الأضحي، حيث يكون له مذاق خاص لخبرة الفلاحين فى صناعته أكثر من عمال الأفران الأفرنجي. أما إيمان محمد «موظفة» فأشارت إلى أنه رغم أن رقاق الأفران ومحلات الفطاطرية أقل جودة من الرقاق الفلاحى إلا أن سعره أغلى فالكيلو يباع ب 20 جنيها مقابل 18 جنيها للفلاحي. الحال اتغير.. و«صك الأضحية» بديل الذبح يقول «عادل»، تاجر أغنام، إن خروف العيد كان شيئًا أساسيًا فى العيد، فالفقير والغنى كان يشترى الخروف ويضحى به، ربما كان الغنى يشترى أكثر من خروف والفقير يكتفى بواحد، والجميع كان يذبح وكنا بنكسب، ولكن الآن تبدل الحال، وأصبح الخروف مقتصرا فقط على الأغنياء، ومنهم من يقوم بدفع «صك الأضحية» للجمعيات. وأضاف، أصبح الغنى الذى يشترى خمسة خرفان يذبحها ويعطى من لم يذبح وخاصة الفقراء لا يفعل هذا، فتحول العيد بالنسبة للفقير معاناة وأصبح بالنسبة لنا خسارة، وكان عادل يشترى الأغنام قبل العيد بخمسة أشهر ويقوم بالاهتمام بها ويبدأ البيع قبل العيد بشهرين، ولكن الآن الأمر اختلف، وأصبح الشراء والبيع يبدأ قبل العيد بعشرين يومًا، وهذا يعمل على زيادة المصاريف عليه، خاصة بعد غلاء الأعلاف بشكل مبالغ فيه. وأوضح «عادل» أن الأغنام التى تتبقى بعد العيد تكلفه كثيرًا، وقال إن الأغنام تحتاج إلى الطعام والرعاية ومكان آمن حتى يتم بيعها على مدار الوقت، وهناك العديد من التجار تتبقى لديهم أغنام للعيد التالى، وهذا ما يزيد من خسارتهم. الأضاحى آمنة.. رغم ظهور الجلد العقري ظهر مرض الجلد العقرى فى بعض المحافظات منذ فترة، مما سبب مخاوف لدى المواطنين من تناول لحوم الأبقار أو شرائها كأضحية، فيما خسر الكثير من مربى الأبقار أو تجارها مبالغ كبيرة. «قال بيتر»، أحد العاملين فى مزارع الأبقار، إن سوق الأبقار بحالة جيدة طوال العام ويزيد الإقبال عليه فى الأعياد وخاصة عيد الأضحي، ولكن تأثر العام الماضى، وعاد للانتعاش مرة أخرى فى فصل الشتاء، ولكن منذ بداية الصيف انتشر المرض بشكل ملحوظ فى الأبقار، وهذا بدوره أدى إلى ركود بشكل كبير. وقال «بلال»، تاجر مواشى منذ 15 عاما، إن تجارة الأبقار مستمرة طوال العام، ولكن تنشط فى المواسم والأعياد، ولكن هذا العيد تكبد خسائر كبيرة بسبب ركود سوق الأبقار، والسبب الحمى القلاعية، فهو يعمل على شراء الأبقار من منازل المربين وليست من الأسواق، ويقوم بالشراء من أشخاص معينين موثوق بهم ولن يعطونه عجولاً مصابة. «بلال» يتجنب شراء العجول من الأسواق، وهذا يكلفه زيادة فى الأسعار من أجل شرائها من أماكن مضمونة، ورغم ذلك أصابه ما أصاب جميع تجار الأبقار الذين تضرروا من ركود السوق، «العيار اللى ما يصيبش يدوش، وأنا عجولى كلها تمام لكن الناس خايفه من الأبقار كلها، ومحدش بيشترى منى غير الزبون اللى متأكد من سلامة عجولى وعدم إصابتها». ورغم ارتفاع سعر الأعلاف وغذاء الحيوانات، إلا أن سعر كيلو اللحم البقرى أقل من العام الماضى وفى تناقص مستمر بسبب الركود الذى سببته الحالة الاقتصادية، وعزوف المواطنين عن شراء لحوم الأبقار، ويتراوح سعر الكيلو القائم ما بين 55 و57 جنيها، وهذا أقل من سعر الكيلو القائم فى العام الماضى الذى كان يتراوح ما بين 60 و65 جنيها. وقال رضوان حسين، أحد الفلاحين من محافظة المنيا، إن الأمراض كبدت المربين خسائر فادحة، فكل بيت فى قريته خسر أحد مواشيه ومن لم تمرض ماشيته فضّل بيعها حتى وإن كانت بثمن زهيد قبل أن يصيبها المرض، ويقول إن شقيقه أيضًا خسر «عجلين» كان يعدهما لبيعهما فى العيد، ولكن مرض العجلان بالحمى القلاعية وحاول جاهدًا علاجهما ولكن فشلت كل محاولاته فى إنقاذهما.