أعلن الناطق باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان الجمعة أن الهجوم على مدينة غزني في شرق أفغانستان يندرج في إطار ما سماه "هجوم الربيع"، الذي بدأ مطلع مايو الماضي في اتجاهات عدة. ونقلت "فرانس برس" عن مجاهد قوله:"إن مئات المسلحين المزودين بأسلحة ثقيلة استولوا على نقاط التفتيش ومراكز الشرطة في المدينة"، حسب زعمه. وتابع "140 من أفراد القوات الحكومية قتلوا أو جرحوا، لكن الخسائر في صفوف مسلحي الحركة قليلة"، فيما ذكرت "فرانس برس" أن طالبان تعمد إلى تضخيم حصيلة خسائر القوات الحكومية. وكانت وزارة الدفاع الأفغانية أعلنت في وقت سابق الجمعة أن قوات الأمن أفشلت محاولة حركة طالبان السيطرة على مدينة غزني الواقعة شرقي البلاد. وقالت الوزارة في بيان إنه جرى طرد المهاجمين، لكنهم ما زالوا في منطقة بالمدينة واحتلوا بعض المنازل حيث يواصلون إطلاق النار من آن لآخر على قوات الأمن التي تقوم بتطهير المنطقة. وأضافت أن نحو 150 من المهاجمين قتلوا أو أصيبوا، لكنها لم تذكر أي عدد للضحايا من المدنيين أو قوات الأمن. كما نقلت "رويترز" عن بيان صادر عن مقر الجيش الأمريكي في كابول القول أن القتال توقف بحلول الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي وأن القوات الأفغانية تمسكت بمواقعها وظلت تسيطر على جميع المراكز الحكومية. وقال الناطق باسم القوات الأمريكية اللفتنانت كولونيل مارتن أودونيل:" حصلت هجمات عدة ضد المواقع الحكومية في غزني، لكن المعارك توقفت حوالى الساعة الثامنة صباحا، القوات الأمريكية ردت بتقديم إسناد جوي عبر مروحيات هجومية وشنت غارات من طائرات مسيرة". وأضاف "القوات الافغانية لا تزال مسيطرة على الارض. حصلت محاولة جديدة من طالبان لكن من دون جدوى لتحقيق تقدم ميداني وتصدر العناوين". ومن جهتها، أفادت وكالة "باجواك" الأفغانية بأن 14 من أفراد قوات الأمن ومدنيين اثنين على الأقل قتلوا، وأصيب 25 من أفراد قوات الأمن و15 مدنيا بجروح نتيجة الاشتباكات بين قوات الأمن والمسلحين في غزني. وأضافت الوكالة أن مقاتلين من حركة طالبان مدججين بالسلاح هاجموا مدينة غزني ليل الخميس الجمعة وأحرقوا نقاط تفتيش تابعة للشرطة وقصفوا منازل ومناطق تجارية وسيطروا على أجزاء من وسط المدينة قبل أن يُجبروا على الانسحاب. وتابعت الوكالة أن اشتباكات اندلعت في الثانية صباحا تقريبا بين القوات الحكومية ومسلحي طالبان، ما أجبر السلطات على إغلاق الطريق السريع الذي يربط المدينة بالعاصمة كابول الواقعة على بعد 150 كيلومترا إلى الشمال الشرقي. ومن جانبه، قال مسئول كبير في غزني لرويترز " طالبان تطلق صواريخ نحو مناطق سكنية وتجارية. لم تمر دقيقة صمت واحدة طوال الساعات الثماني الماضية"، كما قال قائد شرطة غزني الجنرال فريد أحمد مشعل إن طالبان سيطرت على عدة مناطق في المدينة، التي يجري قتال عنيف في مناطق محيطة بها منذ أشهر. ومنذ سقوط قندوز، العاصمة الاقتصادية لشمال أفغانستان والتي سقطت لفترة وجيزة بايدي حركة طالبان في اكتوبر 2015 ثم مجددا في الشهر نفسه العام 2016، ركزت القوات الأفغانية جهودها في محيط عواصمالولايات. وجاء هجوم طالبان على غزني القريبة من كابول، وهي عاصمة لولاية تحمل الاسم نفسه، بعد أقل من ثلاثة أشهر على دخولهم لمدينة فرح عاصمة ولاية فرح في غرب أفغانستان ليوم واحد قبل أن يطردوا منها، حيث استعادها الجيش بسرعة في 15 مايو الماضي.