حذر البنك المركزي الأوروبي من أن التعريفات الجمركية الأمريكية وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ نصف قرن مع تزايد المخاوف بشأن تأثير سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية على نمو منطقة اليورو. وقال البنك المركزي الأوروبي في نشرته الشهرية التي صدرت اليوم الخميس، وفق ما نقلته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، إن "المخاطر السلبية على الاقتصاد العالمي قد ازدات" بعد تطبيق الإجراءات الحمائية من جانب الولاياتالمتحدةوالصين الشهر الماضي والتهديد بالانتقام. وأضاف البنك المركزي "إذا تم تنفيذ جميع التدابير التهديدية، فإن متوسط معدل التعريفة الأمريكية سيرتفع إلى مستويات لم تشهدها خلال الخمسين سنة الماضية. وتشكل هذه التطورات خطرا كبيرا على مستقبل التجارة العالمية والنشاط على المدى القصير والمتوسط". وقررت الولاياتالمتحدة فرض الجولة الأولى من الرسوم الجمركية على الواردات من الصين في 6 يوليو. ومنذ ذلك الحين، كشف أكبر اقتصادين في العالم النقاب عن إجراءات متبادلة تغطي 100 مليار دولار في التجارة الثنائية. ويشمل ذلك إعلان البلدين هذا الأسبوع أنهما سيفرضان تعريفة بنسبة 25٪ على 16 مليار دولار من سلع كل منهما ابتداء من 23 أغسطس. وأشار البنك المركزي إلى أنه كان قلقا بشكل خاص من أن يؤدي تحقيق أمريكي على فرض تعريفات جمركية على واردات السيارات وقطع غيار السيارات إلى عوائق جديدة أمام التجارة. وهدد ترامب، في وقت سابق، شركات صناعة السيارات في الاتحاد الأوروبي بهذه التعريفات، على الرغم من أنها معلقة الآن بعد أن عقد اجتماعًا تصالحيًا مع جان كلود يونكر، رئيس المفوضية الأوروبية، الشهر الماضي. وتابع البنك المركزي الأوروبي عن التحقيق الأمريكي في قطاع السيارات: "إذا نتج عن ذلك إجراءات حمائية، فقد يؤثر بشكل خاص على كندا واليابان والمكسيك وكوريا الجنوبية بالإضافة إلى الاقتصادات الرئيسية في الاتحاد الأوروبي ويمكن لسلاسل التوريد المعقدة زيادة تضخيم الآثار السلبية للحمائية على الاقتصاد العالمي". ويؤكد البنك المركزي الأوروبي أن المخاطر التي تهدد توقعات النمو تظل متوازنة، على الرغم من الحرب التجارية. وقال ماريو دراجي، رئيس البنك، إن الخطر الرئيسي هو أن التوترات التجارية تؤثر على الثقة، مما يدفع الشركات إلى تأخير الاستثمار وتوظيف عمال جدد. وبعد أن كان النمو القوي في عام 2017، ضعِف نمو منطقة اليورو من 7ر0 في المائة في الربع الأخير من العام الماضي إلى 4ر0 في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2018 و 3ر0 في المائة في الربع الثاني. وتشير بيانات التصنيع الألمانية إلى أن مراكز القوة في المنطقة الاقتصادية بدأوا يعانون من التوترات التجارية. وأظهرت الأرقام الرسمية التي نشرت يوم الإثنين الماضي أن قيمة الطلبيات الجديدة المقدمة للشركات الألمانية انخفضت بنسبة 4 في المائة بين مايو ويونيو، أكبر انخفاض شهري منذ بداية عام 2017.