واصل الطيران السوري، اليوم الإثنين، قصف مواقع تابعة لتنظيم داعش الإرهابي، في شمال شرقي بادية محافظة السويداء في جنوب شرقي سوريا. وذكرت قناة "الإخبارية" السورية أن القصف طال مناطق قرب آبار الدياثة، في القطاع الشمالي الشرقي من بادية السويداء. وأفادت مصادر عسكرية سورية بأن القصف أسفر عن خسائر في صفوف "داعش"، إلا أنها لم تكشف تفاصيل أخرى. ويتخذ عناصر "داعش" من شمال شرقي بادية السويداء منطلقا لهجماتهم والاعتداء على القرى والتجمعات السكنية بريف السويداء. وكانت مصادر عسكرية سورية أعلنت السبت الموافق 4 أغسطس أن الجيش السوري أنهى استعداداته لشن عملية عسكرية واسعة النطاق، ضد فلول تنظيم "داعش" في بادية السويداء في جنوب شرقي البلاد. ونقل موقع "روسيا اليوم" عن هذه المصادر، قولها، إن خطة الجيش تقضي بشن الهجوم، انطلاقا من المحور الشمالي الشرقي، في إطار إنهاء وجود "داعش" في آخر بؤر تجمعاته في الجنوب الشرقي لسوريا، وفي إطار الرد على العملية الإرهابية، التي طالت محافظة السويداء الشهر الماضي. وتابعت المصادر أن الجيش حشد قوات كبيرة، وبدأ بالرمايات التمهيدية والقصف الجوي على معاقل الإرهابيين في عمق البادية ذات الطبيعة الوعرة، على أن تبدأ القوات بالتقدم البري في أقرب وقت. وأشارت المصادر أيضا إلى أن الجيش عزز انتشاره ومواقعه على طول الحدود الشرقية لمحافظة السويداء في جبهة تمتد لأكثر من 100 كم، لمنع أي تسلل جديد باتجاه القرى الآمنة وقطع خطوط التهريب بشكل نهائي عن تجمعات الإرهابيين في البادية. وكان داعش شن صباح الأربعاء الموافق 25 يوليو هجوما واسعا في ريف السويداء الشرقي تمكن خلاله من السيطرة على ثلاث قرى من أصل سبع، قبل أن تشن القوات الحكومية السورية هجوما مضادا، وبعد ساعات من الاشتباكات والقصف، تصدت القوات الحكومية للهجوم، وأجبرت التنظيم على التراجع إلى الصحراء. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، مقتل 250 شخصا في الهجوم الداعشي الذي بدأ بهجمات نفذها انتحاريون واشتباكات بالأسلحة وهو الأكبر في السويداء، التي بقيت إلى حد كبير بمنأى من النزاع، الذي يعصف بسوريا منذ سنوات. ويسيطر النظام السوري على كل السويداء ذات الغالبية الدرزية، فيما يقتصر وجود "داعش" على منطقة صحراوية عند أطراف المحافظة الشمالية الشرقية، ينطلق منها أفراد التنظيم بين الحين والآخر في شن هجمات ضد القوات الحكومية. وجاء الهجوم في أعقاب تعرض "فصيل خالد" الموالي لتنظيم داعش لهجوم عنيف شنته القوات الحكومية بالتعاون مع الطيران الروسي في آخر جيب يتحصن فيه "فصيل خالد" في منطقة حوض اليرموك في ريف محافظة درعا المحاذية للسويداء، والمتاخمة للحدود مع الجولان المحتل والأردن.