دعا رجال الدين في الكاميرون إلى مؤتمر من أجل الإسهام في حل الأزمة السياسية التي تتخبط فيها منذ قرابة السنتين المنطقة الأفريقية الناطقة باللغة الإنجليزية، وذلك في التاسع والعشرين والثلاثين من أغسطس الجاري. اقترح القادة الدينيون المسيحيون والمسلمون أن يلعبوا دور الوسيط في الحوار بين الحكومة والانفصاليين في شمال غرب البلاد وجنوب غربها. سيُعقد المؤتمر في مدينة بويوا وجاء الإعلان عنه بالتزامن مع استمرار التوتر المرفق باشتباكات متقطعة تجري بين الحين والآخر بين الطرفين المتنازعين، ما حمل القادة الدينيين على اتخاذ هذا القرار والالتزام في دفع الحوار. وقد عُقد اجتماع خصيصا لهذه الغاية خلال الأيام الماضية شارك فيه رئيس أساقفة دوالا الفخري الكاردينال كريستيان تومي، وراعي الكنيسة المشيخية في كاميرون القس بابيلا جورج فوشانغ، وإمام مسجد بامندا توكور محمد، وإمام مسجد بويوا محمد أبو بكر. وعبر المجتمعون عن رغبتهم في التوسط بين الطرفين المتنازعين، أي بين حكومة الكاميرون والانفصاليين، وقال القادة الدينيون: لقد آن الأوان أن يوضع حد لهذا الصراع من خلال حوار وطني صريح ويشمل الجميع يقود إلى حل لهذه المشكلة، مؤكدين أن السلاح لا يمكنه أن يحقق السلام إطلاقا. هذا وكان البابا فرنسيس وخلال استقباله أساقفة الكاميرون في زيارتهم التقليدية للأعتاب الرسولية قد حيّا الالتزام الهام الذي تتميز به الكنائس المحلية على صعيد العمل الاجتماعي، لاسيما في الحقل التربوي والصحي والخيري وهذا ما تقدره السلطات المدنية المحلية تقديرا كبيرا. وأكد أن هذا العمل ينبغي أن يتم في إطار التعاون الخصب بين الدولة والكنيسة في ظل الاحترام التام لحرية هذه الأخيرة. ولفت البابا إلى أن الالتزام في الأعمال الاجتماعية يشكل جزءا أساسيا من الكرازة بالإنجيل نظرا لوجود ترابط وثيق بين الكرازة بالإنجيل والتنمية البشرية.