اعتبرت صحيفة (السفير) اللبنانية أن من أكبر المشكلات التي تواجه تيار المستقبل بقيادة سعد الحريري هو تحفظ حليفه حزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه سمير جعجع على المشاركة في حكومة بمشاركة حزب الله. وقالت الصحيفة - في عددها الصادر اليوم السبت - إن القوات تريد إحراج الحريري بجعله يختار واحداً من اثنين: الحكومة الجامعة (التي تضم حزب الله.. أو «14 آذار»(التحالف التاريخي الذي يضم الطرفين وأطرافا أخرى)، كما أن حسابات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد تبدلت فالتكلفة التي دفعها مسيحيو «14 آذار» نتيجة تخليهم عن القانون الأرثوذكسي للانتخابات» وقبولهم التمديد للمجلس النيابي، كانت عالية جدا. ولفتت إلى وجود تأييد دولي وإقليمي لتشكيل الحكومة، مشيرة إلى أن رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري لم يكن ليقدم على خطوة مباركة صيغة ( 8-8-8) إلا بمباركة سعودية ، مشيرة إلى وجود تأكيد أمريكي متكررعلى أولوية الاستقرار في لبنان، كما أن معظم المواقف الدولية والإقليمية،ولا سيما الإيرانية، تصبّ في الاتجاه نفسه. وأوضحت الصحيفة أن مرحلة الدخول في الحقائب والأسماء، ستبدأ على الأرجح، غدا الأحد، إذا سارت الأمور، اليوم، في الاتجاه الإيجابي نفسه، ولكنها ستكون الأصعب بالنسبة للرئيس المكلف تمام سلام، لتضمنها ألغاماً عدة، أبرزها «اللغم المسيحي»، ولغم توزيع «الحقائب السيادية» و«الدسمة»، وهي مرحلة جعلت رئيس الجمهورية يحدد سقفاً زمنياً ملزماً للجميع 10 أيام لمفاوضات الأسماء والحقائب، وإلا سيتم إعادة تعويم مشروع الحكومة الحيادية وتوقيع مراسيمها في مهلة أقصاها 15 من الشهر الحالي، إذا تعذر التفاهم قبل هذا التاريخ. وأشارت إلى أن المرحلة الأخيرة تتمحور حول البيان الوزاري، وثمة انطباع سائد في بعبدا وعين التينة والمصيطبة، عن مخارج لفظية وصياغات عمومية، من شأنها تمرير البيان وبالتالي جعل الحكومة تنال الثقة بأصوات أغلبية مكوّناتها النيابية. من جانبها، قالت صحيفة ( النهار) إن الرئيس اللبناني ميشال سليمان اخترق أمس جدار الغموض وأعلن بصورة جازمة أنه ستكون هناك حكومة جامعة في 20 يناير الجاري، كاشفا عن "إشارات إيجابية" تلقاها من الرئيس سعد الحريري في شأن صيغة ( 8-8-8 ) وهذا ما سيحمله اليوم رسميا إلى قصر بعبدا رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة. ورأت الصحيفة أن الساعات الأخيرة أوحت بأن هناك الكثير من التفاصيل التي لا تزال في دائرة البحث بدليل الحركة التي تولاها أمس الوسطاء لمعالجة أمرين جوهريين هما: البيان الوزاري الذي سيحدد الموقف من مشاركة "حزب الله" في الحرب السورية، وتوزيع الحقائب وفق مبدأ المداورة(تبادل الوزارات بين الكتل). ولفتت الصحيفة إلى أنه من الأفكار المتداولة في شأن البيان الوزاري اعتماد "إعلان بعبدا" و"الاستراتيجية الدفاعية" ، قائلة إن هناك اجتماعات ستتم في الساعات المقبلة من شأنها توضيح الصورة وسط أجواء تتميز بالجدية الكبيرة، علما بأن ما احرز حتى الآن هو تقدم بسيط. وقالت أوساط في حزب "القوات اللبنانية" إن القرار المبدئي للحزب فيما يتعلق بالحكومة الجاري العمل لتشكيلها، هو الرفض القاطع ما دامت ستولد عاجزة، مكبلة لا يمكن أن تقدم شيئا للبنانيين، وستكون حكومة اللاشيء في ضوء غياب أي قاسم مشترك بين قوى 8 و14 آذار". من جهتها ، قالت صحيفة (المستقبل) إنه رغم بقاء المناخ الإيجابي يخيّم فوق مساعي تشكيل الحكومة، فإن شيئاً جديداً وحاسماً في شأن الأجوبة المطلوبة على بعض أسئلة "14 آذار" الخمسة لم يكن قد توفر حتى ساعة متقدّمة. وحسب ما توفر من معلومات للمستقبل" من مصادر مواكبة ومطلعة على التفاصيل، فإن المشاورات والاتصالات الجارية، لا تزال في طور استكمال الإيضاحات التي طلبتها "14 آذار"، علماً بأن أموراً قد جرى حسمها من ضمنها المداورة الشاملة، في حين أن البيان الوزاري لا يشترط التوافق المسبق، مع الأخذ في الاعتبار أن "14 آذار" مصرّة على رفض ثلاثية "الجيش الشعب والمقاومة". وذكرت أوساط الرئاسة اللبنانية أن "نسبة الإيجابية في المشاورات حول تأليف الحكومة ارتفعت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وسيترجم فعلياً من خلال زيارة رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة إلى الرئيس سليمان اليوم" ، مشيرة إلى أن سليمان تم إبلاغه برغبة دولية تدعو إلى تهدئة الأجواء في لبنان. ورأى عضو حزب القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا أن "حكومة 8-8-8 هي تسوية سياسية ومن المستحيل أن يرد حزب الله إيجاباً على الأسئلة التي طرحها تيار المستقبل، وليس من حق 14 آذار التنازل عن مبادئ ومسلمات بمفاوضات حول الطاولة. و أضاف " أنه إذا كان المطروح هو وأد الفتنة السنية الشيعية والأمل في تحرير أجوبة على الأسئلة ولمصلحة الوحدة الوطنية، فنحن في القوات اللبنانية ضد الفتنة السنية الشيعية، والأفضل أن يشكل فريق 8 آذار حكومة ويديرها، مؤكّداً أن "هناك شروطاً حقيقية للمشاركة ونحن لا نسعى إلى عرقلة أي جهود تخرج البلد من الأزمة".