ركزت خطب الجمعة بالمساجد اليوم على تذكير المسلمين بالمولد النبوي الشريف، ولم يكن الشأن السياسي ببعيد عن موضوعات هذه الخطب خصوصاً في ظل الاستحقاقات السياسية التي ستشهدها مصر خلال الأيام الماضية، كما دعا الخطباء لنبذ العنف وتبيان حرمة النفس البشرية التي وضعها الله عز وجل في مكانة تعلو على هدم الكعبة المشرفة. ففي مسجد عمر مكرم بميدان التحرير تحدث الشيخ عبد العليم محمد، خطيب وزارة الأوقاف الذي ألقى خطبة الجمعة نيابة عن الخطيب مظهر شاهين عن شهر ربيع الأول وذكرى مولد النبي الشريف وعن الاحتفالات التي تُقام في هذا اليوم وكيف يحتفل المسلم العادل في هذا اليوم. ودعا عبدالعليم المسلمين إلى اتخاذ الرسول كقدوة حسنة والسير على نهجه وذكر حديث الرسول (ص)" من أحبني فقد أحب سنتي ومن أحب سنتي كان معي في الجنة ". وتطرق الحديث إلى خلق الرسول وكيفية تعامله مع زوجاته وأبنائه ودعوة الأزواج في هذه الأيام إلى حل المشاكل الزوجية لعدم ضياع الأبناء بين الآباء. وقال خطيب مسجد السلام بالحي العاشر بمدينة نصر خلال خطبة الجمعة اليوم، أصبحنا اليوم نتصارع على الدنيا التي أصبحت كل همنا وتجاهلنا الآخرة التي خلق الله العباد من أجلها، وباتت الصراعات السياسية التي تهدد أمن واستقرار الوطن هي الحكم . وطالب المصريين بالحفاظ على الوطن وتنحية الخلافات السياسية جانبا لتستقر الأوضاع وفي نهاية خطبته دعا أن يحفظ الله مصر وأهلها. أما في القليوبية حيث أكد خطباء المساجد بالقليوبية خلال خطبة الجمعة اليوم أن الأمة أحوج ما تكون إلى استلهام منهج النبي والرسول الكريم سيدنا محمد في كل حياتنا وأفعالنا وخطواتنا من خلال التمسك بكتاب الله وسنة رسوله حتي تخرج الامة من كبوتها، أن الاحتفال بمولد النبي ليس بالحفلات والرقص وأكل الحلوى وإنما بتقصي سيرته المجيدة وطاعة الله وشكره على النعم التي وهبنا إياها، والاقتداء بالنبي صلي الله عليه وسلم في كل تصرفاته وحياته. ودعا الشيخ علي عبد النعيم امام وخطيب مسجد ناصر ببنها المصريين للخروج للمشاركة في الاستفتاء يومي 14 و15 يناير المقبلين . كما أكد الشيخ صبري ياسين وكيل وزارة الأوقاف أن الخروج للتصويت واجب ديني وعلي كل مصر تلبية نداء الوطن. ودعا خطباء المساجد بمحافظة جنوبسيناء، إلى المشاركة الإيجابية في الاستفتاء على الدستور، المقرر إجراؤه الأسبوع المقبل وألقى خطبة الجمعة اليوم بمسجد المنشية الجامع بطور سيناء، الدكتور نوح عبد الحليم العيسوي، كبير الباحثين بالإدارة العامة لبحوث الدعوة بوزارة الوقاف، أكد خلالها أن الرسول محمد صلي الله عليه وسلم ضرب أروع الأمثلة في حب الوطن، والمشاركة الإيجابية في كل ما من شأنه رفعة ومصلحة الوطن، مؤكدًا أن حب الوطن لا يتوقف على الكلام ولكن لابد أن تترجمه مشاركة إيجابية في كل ما يزدهر به الوطن. وأكد العيسوي أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في هذا العام يختلف عن بقية الأعوام السابقة، وذلك بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، والتي تحتاج إلى مد يد العون من كل فرد من أبنائها حتى نعيد لها مكانتها اللائقة. وفي محافظة أسيوط قال الشيخ محمد العجمي وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط أن عنوان خطبة الجمعة اليوم "سنة الرسول صلى الله عليه وسلم واقع عملي ومنهج حياة "وسيتم تناول كيف كان نبينا محمد يدعو إلى الأمن والاستقرار بالدولة الإسلامية. وأضاف "العجمي "أن محور الخطبة الأول قول الحبيب المصطفي "لا يؤمن،لا يؤمن،لا يؤمن من لن يأمن جاره بوائقه " وأن المحور الثاني حرمة الدماء في الإسلام وعقوبتها . وأشار الشيخ العجمي إلى أن مصر في توقيت حرج والحل الوحيد هو العودة إلى ما أمر به الله ورسوله ونبذ العنف وتوحيد المجتمع، مؤكدًا على ضرورة أن تعود المساجد إلى دورها الحقيقي، كما كانت قديمًا هي المحرك الأساسي للأمن والأمان والخير والسلام.موجهًا رسالة إلى جموع المواطنين أن يعودوا إلى فطرتهم التي تنبذ العنف ولا تسفك الدماء، فدين الإسلام دين السماحة والاعتدال لا التخريب والشغب. في هذه الأثناء تلاحظ خلو خطبة الجمعة اليوم، في مسجد الريان بمنطقة المعادي، من أي مضمون سياسي، واقتصرت على المواعظ الدينية وذكرى المولد النبوي الشريف. وحتى الآن لا تتواجد أيّة عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة في محيط المسجد، بسبب هروبهم من قوات الأمن خوفاً من الاشتباك معهم والقبض عليهم.