قال الباحث الأثري، أحمد عامر: إن "الزئبق الأحمر" عبارة عن مادة غامضة يظهر الحديث عنها مع الاكتشافات الأثرية، مشيرًا إلى أن الكثيرين لديهم اعتقاد عام أنها مادة خطيرة ذات قوى خارقة، والزئبق الأحمر الحقيقي مجرد زئبق تغير لونه بالأكسدة، وليس له علاقة بالمومياوات الفرعونية وكل هذا بغرض النصب والاحتيال على الناس، أما عن قصة الزئبق الأحمر فنجد في بداية الأربعينيات من القرن الماضي تم اكتشاف زجاجة تخص أحد كبار قواد الجيش في عصر الأسرة 27 "آمون _ تف _ نخت" الذي تم تحنيطه في داخل تابوته نتيجة عدم التمكن من تحنيط جده خارج المقبرة بسبب أحداث سياسية مضطربة في عصره. وتابع "عامر" أنه عقب ذلك بدأ الحديث عن الزئبق الأحمر في الأصل بعدما عثر الأثري المصري زكي سعد على سائل ذي لون بني يميل إلى الاحمرار أسفل مومياء "آمون _ تف _ نخت" قائد الجيوش المصرية خلال عصر الأسرة (27) ولا يزال هذا السائل محفوظًا في زجاجة تحمل خاتم وشعار الحكومة المصرية، وتوجد داخل متحف التحنيط في مدينة الأقصر، وتعتبر هذه الزجاجة السبب الرئيسي في انتشار كل ما يشاع عن ما يسمى ب "الزئبق الأحمر المصري". وأشار إلى أن هذه المقبرة قد وجدت بحالتها ولم تفتح منذ تم دفنها، وعندما تم فتح التابوت الخاص بالمومياء الخاص ب "آمون _ تف _ نخت" وجد بجوارها سائل به بعض المواد المستخدمة في عملية التحنيط وهي عبارة عن "ملح نطرون، ونشارة خشب، وراتنج صمغي، ودهون عطرية، ولفائف كتانية، وترينتينا"، ونتيجة إحكام غلق التابوت على الجسد والمواد المذكورة، حدثت عملية تفاعل بين مواد التحنيط الجافة والجسد، أنتجت هذا السائل الذي وضع في هذه الزجاجة، وبتحليله وجد أنه يحتوي على "90،86 %" سوائل آدمية "ماء، دم أملاح، أنسجة رقيقة" و"7،36 %" أملاح معدنية "ملح النطرون" و" 0،12 %" محلول صابوني و"0،01 %" أحماض أمينية، و"1،65 %" مواد التحنيط "راتنج، صمغ + مادة بروتينية".