تقول الرواية الشهيرة أن نيرون أحرق روما سنة 64 م، حيث راوده خياله فى أن يعيد بناء روما، وبدأت النيران من القاعدة الخشبية للسيرك الكبير، حيث شبت فيها النيران وانتشرت بشدة لمدة أسبوع فى أنحاء روما، والتهمت النيران عشرة أحياء من جملة أنحاء المدينة الأربعة عشرة. بينما كانت النيران تتصاعد والأجساد تحترق وفى وسط صراخ الضحايا كان نيرون جالسًا فى برج مرتفع يتسلى بمنظر الحريق الذى خلب لبه وبيده آلة الطرب يغنى أشعار هوميروس التى يصف فيها حريق طروادة، وهلك فى هذا الحريق الآلاف من سكان روما واتجهت أصابع اتهام الشعب والسياسييّن تشير إلى أن نيرون هو المتسبب فى هذا الحريق المتعمد، وتهامس أهل روما بالأقاويل عليه وتعالت كلماتهم وتزايدت كراهية الشعب نحوه. وأصبح يحتاج إلى كبش فداء يضعه متهمًا أمام الشعب، فألصق التهمة بالمسيحيين، وبدأ يلهى الشعب فى القبض على المسيحيين واضطهادهم وسفك دمائهم بتقديمهم للوحوش الكاسرة أو حرقهم بالنيران أمام أهل روما حتى أن مؤهلات الولاة الذين كانوا يتولون الأقاليم هو مدى قسوتهم فى قتل المسيحيين، وسيقت أفواج من المسيحيين لإشباع رغبة الجماهير فى رؤية الدماء، وعاش المسيحيون فى سراديب تحت الأرض وفى الكهوف وما زالت كنائسهم وأمواتهم إلى الآن يزورها السياح، ولما سادت الإمبراطورية الرومانية الفوضى والجريمة أعلن مجلس الشيوخ أن نيرون أصبح «عدو الشعب» فمات منتحرًا فى عام 68 م مخلفًا وراءه حالة من الإفلاس نتيجة بذخه الشديد والفوضى من كثرة الحروب الأهلية أثناء حكمه!!. كان معظم سكان روما فى عام 64 ميلاديًّا يعيشون فى بيوت وأكواخ من الخشب مثَّلت فريسة سهلة للنيران، وقد ورد سرْد مفصَّل للحريق، عن المؤرِّخ الرومانى تاكيتوس، الذى كان صبيًّا صغيرًا آنذاك. وهو يقول إن الشرارة اندلعت فى متاجر بسيرك ماكسيموس، عند مدرَّجات سباق عربات الخيل. وتعرقلت جهود إخماد الحريق على يد عصابات من الرجال، الذين راح بعضهم يُلقى شُعُلات ملتهبة لإذكاء النيران، ولم يتبيَّن أكانوا من مرتكبى أعمال النهب أم أنهم، مثلما زعموا، كانوا ينفِّذون أوامر مسبقة؟. ويقول تاكيتوس، إن نيرون كان فى مدينة أنتيوم على الساحل عندما اندلع الحريق، ثم عاد إلى روما لتنظيم جهود الإغاثة، إلا أنه انتشرت آنذاك أقاويل مفادها أنه بينما كانت النيران تلتهم المدينة شُوهِد الإمبراطور يغنى على مسرح أحد المنازل الخاصة عن سقوط طروادة ودمارها؛ فبدأ الناس يعتقدون أن نيرون هو من أشعل الحريق متعمِّدًا؛ حتى يتسنَّى له آنذاك إعادة بناء روما لتكون مدينة جديدة مهيبة ويطلق عليها اسمه. لم يُعرِب تاكيتوس عن رأى واضح بشأن إذا ما كانت الكارثة وليدة المصادفة أم أن الإمبراطور قد دبَّرها غدرًا، فقال: إن «كلتا الروايتين وردَتَا عن الرواة».