سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة "ترامب - بوتين".. استعراضية بدون هدف واضح.. اتفاق في بعض البنود.. واستمرار الخلافات بين البلدين.. روسيا وأمريكا تعترفان ضمنًا بأن الجولان ضمن إسرائيل وليست أرضًا محتلة
لا شك أن قمة ترامب بوتين التى جرت الإثنين الماضى، وقمة الناتو التى تدور رحاها الآن والخلافات الدائرة بين الأعضاء هى الشغل الشاغل للصحافة الروسية هذا الأسبوع. فعقدت القمة التى يمكن مجازًا تسميتها قمة، فحتى الأمريكيون يسمونها مجرد لقاء، لم تسفر القمة عن شىء جوهرى فى القضايا، التى كانت مطروحة على مائدة البحث، والتى يتحدث عنها مقال الكاتب الأمريكى مايكل بوم الذى، نشر فى صحيفة موسكوفسكى كومسمولتس، فيما يتعلق بسوريا، قال الرئيس الأمريكى إن ما يهمه هو أمن إسرائيل وإخراج أى ميليشيات أو قوات إيرانية. لكن فيما يبدو الرئيس الروسى تحدث فقط عن مساعدة الولاياتالمتحدة فى عملية إنسانية إغاثية فى سوريا، ولم يتطرق الرئيس بوتين إلى مسألة إجبار القوات الإيرانية على الانسحاب، وأتصور أن إيران لن توافق على الانسحاب من سوريا، إلا بتقديم تنازل لها على الأقل حتى فيما يتعلق بالعقوبات، التى ستفرض عليها لكن الجانبين، أكدا أهمية حماية أمن إسرائيل بداية من الجولان المحتل، فهل سيكون على سوريا نسيان الجولان، «روسيا وأمريكا تعترفان ضمنًا بأن الجولان ضمن إسرائيل وليس أرضا محتلة»، وتطرق الرئيسان للبرنامج النووى الإيرانى وللحق دافع الرئيس الروسى عن إيران. وقال إنها أكثر دول العالم المراقب فيها النشاط النووى، وقال للرئيس ترامب تعرفون موقفنا من هذا. تحدث الرئيسان عن تكوين مجالس استشارية ودبلوماسية لتقريب وجهات النظر. ونفى الرئيس الرئيس الروسى بوتين تدخل روسيا فى الانتخابات وطالب رئيس لجنة التحقيق روبرت موللر بإرسال وفد للتحقيق مع ضباط المخابرات المتهمين فى روسيا، ونفى الرئيس الروسى أى علاقة لأجهزة المخابرات فى روسيا بنجاح ترامب فى الانتخابات. وقال إنه مجرد تعاطف من الشعب الروسى بعد تصريحات ترامب بأنه سيدعم العلاقات موسكووواشنطن. فيما يتعلق بأوكرانيا والقرم الرئيس الروسى، قال إنه فيما يتعلق بالقرم فقد انتهى الأمر ولا يجب الحديث عن هذا. أما فيما يخص شرق أوكرانيا، فقد طالب الرئيس ترامب روسيا بتنفيذ اتفاق مينسك، غير أن الرئيس بوتين ألقى الكرة فى الملعب الأوكرانى، وطالب الأوكران بتنفيذ هذه الاتفاقية، هكذا مرت القمة التى كان العالم ينتظر أن تخفف التوتر فى العالم وتنهى الحرب فى سوريا، وغيرها من الملفات الساخنة. وكان لقاء على انفراد حدث بين الرئيسين قبيل جلسة المباحثات الرسمية التى ضمت أعضاء الوفدين، ولا يعلم أحد ما دار فى جلسة المباحثات الثنائية، هذا ما أسفرت عنه القمة، فماذا كانت تتوقع الصحافة الروسية عشية القمة؟ وهل صدقت توقعاتها أم لا؟. قبل إعلان نتائج القمة بين الرئيس الأمريكى والرئيس الروسى، فى هلسنكى، سيطرت حالة من الشكوك حول نتائج القمة، ووصفتها وسائل الإعلام ب «الاستعراضية» مثل قمة ترامب كيم فى سنغافورة، فالقمة بدون هدف واضح، وسط توقعات بعدم حدوث نقلة نوعية فى العلاقات بين البلدين بعد القمة، واستمرار الخلافات بين البلدين، ولكن قد يتفق الطرفان على بعض الأمور، منها أسعار النفط والوجود الإيرانى فى سوريا والحد من السلاح النووى. يبدأ مايكل بوم، الصحفى الأمريكى المتخصص فى الشأن الروسى، مقاله، الذى نشرته صحيفة موسكوفسكى كومسمولتس، بأن المشككين فى جدوى القمة يقولون إنها استعراضية وبدون هدف واضح، مثلها مثل قمة ترامب كيم فى سنغافورة، ويتفق الكاتب مع المشككين، ويقول وأنا لا أتوقع حدوث نقلة نوعية فى العلاقات بين البلدين بعد القمة، وأن الخلافات والتناقضات فى العلاقات الأمريكية الروسية ستبقى. لكن الكاتب عاد وأشار إلى أن هناك عددا من المناطق والموضوعات التى من الممكن الوصول لاتفاق فيها خلال هذه القمة وعددها عشرة موضوعات. وهى أن القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لإيران لن تدخل المنطقة العازلة ويجب أن تبقى على بعد 80 كم مترا على الأقل من الحدود السورية الإسرائيلية، ووصف هذا بالشىء الجيد لأن الرئيسين متفقان على ذلك. ويبقى أن توافق إيران على ذلك. ومن غير المستبعد فى هذا الصدد أن يطلب الرئيس ترامب من نظيره الروسى تأييد العقوبات الجديدة التى ستفرض على إيران ولو جزئيًا، فى المقابل من الممكن أن يقدم ترامب على تخفيف القوات الأمريكية الموجودة فى سوريا، وهو سيفعل ذلك برضا تام ليترك لروسيا والأسد الانغماس فى نزاع لن ينتهى قريبًا بدون الولاياتالمتحدة. أما بالنسية لأسعار النفط، فسيستكمل الزعيمان ما بدأه وزيرا الطاقة فى البلدين منذ أسبوعين فى واشنطن، بالاشتراك مع المملكة العربية السعودية، وضرورة التنسيق فيما يتعلق باستقرار أسعار النفط، بحيث لا يزيد سعر البرميل على 80 دولارًا بأى حال، وهو ما يتناسب مع الأوضاع الداخلية فى البلدين. ورغم نصائح حلفائه فى أوروبا وكندا، ومستشاريه من الممكن أن يقوم ترامب بدعوة روسيا لحضور مجموعة السبعة لتصبح ثمانية، رغم أن هذه الخطوة لم تعد مغرية لروسيا وفق الكاتب، ولسان حال روسيا يقول ما معنى دعوتنا ثم القيام بطردنا من جديد مع أول أزمة بين الغرب وروسيا. الأمر الرابع هو من القضايا التى أصبحت مزمنة وهو قضية القرم، والتى يتخذ فيها حلفاء ومستشارو ترامب موقفا متشددا، فمن الممكن أن يعترف ترامب بضم القرم لروسيا شفهيًا كما صرح بذلك من قبل، وهو الأمر الذى يخشاه مستشارو ترامب والأوروبيون، وبذلك ينضم ترامب للدول التى اعترفت بالقرم كجزء من روسيا.