يعتبر هيربرت فون كارايان، أفضل قائدي الفرق السمفونية في القرن العشرين، كان قائد أوركسترا ومؤلف موسيقي نمساوي، عزف أكثر من 700 عمل موسيقي وحقق نجاحات كبيرة للغاية، اشتهر كارايان بقيادته لأعمال المؤلفين الرومانسيين بتهوفن، وبروكنر، وڤاكنر، وكذلك بقيادته لأعمال الكلاسيكيين موتسارت وهايدن وباخ، وتسجيلاته لسمفونيات تشايكوڤسكي وشوستاكوڤيتش، ولاتقل في تعبيريتها عن تسجيلاته لأعمال بتهوفن، وجعلت منه شاعريته وديناميكيته وشخصيته والتزامه بنص العمل الموسيقي جعلت منه أشهر قائد أوركسترا في القرن العشرين، وربما آخر الرومانسيين من جيل قادة الأوركسترا النمساويين والألمان. وكان من أشهر أبناء مدينة سالزبورغ بعد موتسارت، ودرس فن العزف على البيانو، قبل أن ينتقل إلى فيينا ليدرس في المدرسة الموسيقية فن قيادة الأوركسترا، وليتولى في أولم بعد ذلك قيادة فرقة مسرحها التي قدم معها لأول مرة في حياته أوبرا زواج فيكارو لموتسارت، وكان لنجاحه أثر في دعوته في السنوات التالية إلى المشاركة في مهرجان سالزبورغ الموسيقي، كذلك حل ضيفًا على فرقة فيينا الفيلهارمونية الشهيرة، وكان ذلك في إطار أعمال مهرجان سالزبورغ، وعُيِّن في العام نفسه مديرًا للموسيقى في آخن، وقد تم تعيينه مديرًا عامًا مدى الحياة لفرقة برلين الفيلهارمونية خلفًا لڤلهلم فورت ڤانكلر، وسمي بعد سنتين مديرا لفرقة دار أوبرا فيينا، وهو منصب حساس يسعى إليه جميع قادة الأوركسترا في العالم، ولكنه لم يستطع المحافظة عليه طويلًا، وحدث معه ما حدث مع عدد كبير من قادة الأوركسترا الذين سبقوه إلى هذا المنصب، فاضطر إلى التخلي عنه نتيجة ضغوط كبيرة مورست عليه، بعضها ضغوط سياسية انتقدت تعامله مع النازيين في الحرب العالمية الثانية، فقدم استقالته عام 1964. وتحل اليوم ذكرى وفاة الموسيقار هيربرت فون كارايان، الذي ولد "كارايان" في الخامس من أبريل 1908 في سالزبورغ بالنمسا وتوفي في أنيف 16 يوليو 1989.