تمتاز دول العالم بعادات وتقاليد يختلف بعضها البعض، تبرز فى شهر رمضان، سواء بمظاهر الاحتفال أو الاستعدادات لهذا الشهر الكريم، ويربط الشعوب أصالة وعراقة عربية بين أبنائها والوافدين إليها. فى تلك الأيام، يُفرش البساط لإحياء ليالى رمضان، واستعادة ذكرياتها فى الدول كافة، وترسيخ تقاليدها، لبث السعادة والبهجة على ملامح الشعوب. «اليوغورو وغران» أشهر العادات.. و«العصيدة» و«كينكيليبيا» على الإفطار و«سوجورى» للسحور يشكل المسلمون نحو 90٪ من سكان جمهورية مالي التي تعد أول دولة اعتنقت الإسلام في غرب أفريقيا، ولرمضان بها عادات وتقاليد تميزها عن غيرها. تكثر حفلات الزواج في العاصمة باماكو، في الأيام الأولى من شهر رمضان الكريم، بتلك الكلمات يبدأ كاندي ديكوري أحد ابناء دولة مالي، حديثه عن العادات والتقاليد في شهر الصيام، قائلا: "إنه زمن الزواج"، فالاحتفال بالزواج شأن عظيم في ثقافتهم وتقاليدهم العريقة، وأصبح "عادة اجتماعية" مترسخة في أذهان الكثير من أسر قبائل "البمبارة". ويضيف أنهم يربطون هذه الحفلات بالأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم، حتى أن قاعات الحفلات تزدحم بشكل لافت ليلة عطلة نهاية أول أسبوع من الشهر الفضيل، ويلفت إلى أنهم يصفون الشهر الكريم بأنه "سلطان الأحد عشر شهرا". وعن أبرز العادات، يستكمل "ديكوري" أن هناك مجموعة من الأطفال يطلق عليها "اليوغورو" تخرج إلى الشوارع، وعلى وجوههم أقنعة ويحملون عصيا وعلبا فارغة تستعمل كأداة موسيقية لأداء رقصات فولكلورية تنال إعجاب المارة، في العاشر من رمضان، وتوجد عادة آخرى يطلق عليها "غران"، وهي مكان للقاء والتسلية تناقش فيه مواضيع الساعة المختلفة. وأشهر الأكلات التي يعتاد عليها الشعب المالي على مائدة الإفطار، يتابع: أطباق العصيدة "طبق بسيط من الحبوب المقشّرة"، وال "كينكيليبيا" نوع من العشب المنصوح به للصائمين، إضافة إلى التمور وأطباق الأرز واللحم. ويتابع: تتحول المساجد إلى ملاجئ للمشردين في شهر رمضان، ويقدم لهم إفطار مجاني يشبه موائد الرحمن يطلق عليه الماليون اسم "أطباق المحسنين"، ويشير إلى أن الرجال يفضلون ارتداء ملابس الصلاة طوال الشهر الكريم، والتي يطلق عليها "بازين". ويختتم: " تعرف وجبة السحور باسم "سوجوري"، ويعد الحليب والأطعمة المصنوعة منه مع إضافة الأرز، من الأطعمة التي لا غنى عنها على مائدة السحور بمالي".