المجتمع الموريتانى يختلف عن غيره، فى عادات وتقاليد شعبه فى شهر رمضان، حيث يجسد التدين الفطرى وقيم التعاون والمودة والتواصل الاجتماعى والاهتمام بالفقراء ومواساة المحتاجين، إنه الشعب الأصيل الذى يستقبل شهر الصوم بكل سعادة، فتتعدد المظاهر الاجتماعية والدينية فى الصلات بين الناس. ويلجأ عشرات الطلبة من أبنائهم إلى مصر؛ لطلب العلم، ويتغرب البعض عن أهلهم؛ لقضاء شهر رمضان مع أبناء الفراعنة. ولكن لكل دولة عادات وتقاليد خاصة بشهر الصوم، ويقول الشيخ أحمد الطالب بجامعة الأزهر الشريف، إن الأسر الموريتانية تستعد لاستقبال الشهر الكريم بشراء مستلزماتها من المواد الأساسية والسلع الرمضانية كالخضراوات والتمور ودقيق الحبوب والمعلبات ومسحوق الحليب الذى يعد منه شراب المذق «أزريك» أو منقوع البصام الذى يوحد المائدة الموريتانية فى رمضان. ويضيف أنه اعتاد على متابعة برامج خاصة تراعى قدسية الشهر وحرمته وتواكب المحاضرات والفعاليات التى تنظم خلاله، ويلفت إلى أنه بمجرد رفع أذان المغرب تتناول الأسرة التمر ومشروب المذق والشاى الأخضر، ثم تؤدى صلاة المغرب وتعود مرة أخرى لتناول طعام الإفطار. وعن أشهر الأكلات يقول: تمتلئ مائدة الإفطار بالعديد من الأطباق الرئيسية المختلفة منها: «طبق البنافة» وهو خضار ولحم، والمخبوزات والحلويات، ويكون السحور مشروب الرائب أو المذق أو الأرز المسلوق. ويستكمل حديثه عن ذكريات رمضان، أن بعض الشباب فى أحياء الضواحى يحاولون تقليد المسحراتى بوقت السحور، حيث يجوبون الطرق وهم يحملون فى أياديهم أوعية معدنية للنقر عليها من أجل إيقاظ الناس على السحور، ويشير إلى أن الأطفال فى موريتانيا لا يعرفون فانوس رمضان، لكنهم يخرجون إلى الحدائق والشوارع بعد الإفطار، ويمارسون ألعابهم المختلفة. ويتابع الشيخ أحمد أن هناك عادة «زغبة رمضان» فيها يترك شعر الأطفال دون حلاقة مع اقتراب الشهر الكريم، ثم يحلق مجرد بدء رمضان؛ لتحبيب الأطفال أكثر فى هذا الشهر وارتباطهم وجدانيا به. ويختتم: تؤجل عقود الزواج والأمور الاجتماعية فى انتظار هلال شهر رمضان، ولا يرغب الكثيرون فى إبرام مثل هذه الأمور فى الأشهر التى قبل رمضان لدرجة التشاؤم وتسمى «لكصار».